ألقيت كلمة في حفل تكريم أحد الزملاء الكرام الذي «ما له أسية» وقد تعلمت منه الكثير. وبما أن تخصص أخي الدكتور أحمد نبيل أبو خطوة في الكيمياء الحيوية فأردت أن أشبه أخلاقه الحميدة بأحد العناصر الكيميائية التي أنعم الله علينا بها. وأول ما خطر على بالي هو الذهب، فهو العنصر الثمين الذي كان ولا يزال يبهر معظم البشر في كل مكان وزمان. وقد قامت وقعدت حضارات بأكملها بسببه. وكان أحد الدوافع الأساسية للاستعمار الإسباني لأمريكا اللاتينية. وفي الواقع فقد كان (هوس) الذهب من أهم المبررات للعديد من الحملات الاستعمارية الأوروبية لاستغلال خيرات آسيا وأفريقيا وأمريكا وأستراليا، بل كان أيضا من دوافع فتح غرب الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكان ولا يزال من دلالات الثراء، والقوة الاقتصادية على مستوى الأفراد أو حتى الدول بأكملها. وهو أيضا من دلالات الحب القوية التي لا يكاد يخلو مجتمع من استخدامه كهدايا قيمة في عقد القران، وبالرغم من كل هذا التألق، لم أجد أن الذهب يليق بالتشبيه لأن هذا المعدن يمارس «التنبلة» في أقوى أدوارها. هو أحد العناصر الذي لا يتفاعل مع العناصر الأخرى وبالتالي فهو يقاوم التعاون بالقوة والصمود و«شوفة الحال». فبالرغم أن «ما له أسية» إلا أن عطاءه متواضع. ولما كان أخي الكريم أحمد نبيل ممن لهم العطاء الكبير، وبالذات في التدريس ونشر العلم، فقد نظرت إلى العناصر ذات العطاء الكبير، وهي تلك التي تمنح إلكتروناتها بكرم لمواد أخرى. ونتوقف هنا للحظة صغيرة للتأكيد على حقيقة طريفة وهي أن كل ما يدور في عالم الكيمياء من تفاعلات بمشيئة الله هو من أجل الحصول أو التخلص من الإلكترونات التي تحيط بنواة الذرات. وتلجأ العناصر إلى التبادل الودي، أو السرقة، أو النهب، أو حتى الشحاذة، وأي وسائل أخرى لمقايضة الإلكترونات. وهناك مجموعات تعشق التبرع بها ومنها المعادن الشديدة التفاعل مثل الصوديوم وهو ذو العطاء الشديد. ولكن المشكلة أن من شدته فهو يميل إلى الشر و«آسيته» كبيرة فهو يهاجم الجميع ليتفاعل بشدة لدرجة أنه يشتعل بمجرد أن يلامس الهواء، بل ويشتعل على سطح الماء. عطاؤه كبيرا ولكنه على حساب «أسية» وأذية. ومن الحب ما قتل. وهناك أيضا عنصر الفسفور الذي يمنح إلكترونات لمن حوله ولكنه يفعل ذلك بالعنف الشديد: «بالتلطيش» والأذى والبلطجة لدرجة أنه أطلق عليه اسم «عنصر إبليس». وهو من هواة الاشتعال فكثير من تفاعلاته «نارية». وبالمناسبة فهو من المكونات الأساسية للقنابل الحارقة «الفسفورية». وأما «اليوروانيوم» فله مكانة فريدة، فهو يمثل فكرة «الحركرك» في أقوى أدواره. تكاد أن تنفجر نواة هذا العنصر بالنيوترونات لدرجة أنها تنفث بالطاقة حتى بدون أن «ينكشها» أحد، ولذا فهي من المواد المشعة، ومن المكونات الأساسية لعطاء الطاقة الذرية. وتذكرك ببعض البشر الذين يبحثون عن الشر والمشاكل بسبب وبدون سبب. وأخيرا فقمة الشر غالبا ستجدها في مادة «البلوتونيوم» المشعة التي تستخدم أساسا في الدمار. أمنية لم أجد مشكلة في تشبيه زميلي الدكتور النبيل بالعناصر النبيلة ذات الفائدة. وسبحان الله أن عالم الكيمياء فيه مواعظ كثيرة، فبعض المواد الخبيثة «الشرانية» تعكس تصرفات بعض البشر الذين يمارسون الأعمال الشريرة ويعتزون بقسوتهم. يا ترى ما هي العناصر التي نشبهها بأصحاب الأسية مثل بشار الأسد؟ وبنيامين نيتنياهو؟ أتمنى أن نشهد نهاية طغيانهم وندعو الله أن يكون ذلك قريبا جدا. وهو من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة