أكد المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته واتخاذ إجراءات فعالة لوقف آلة القتل الوحشية والدمار والتهجير، والعمل على حماية الشعب السوري، ووضع حد لاستهانة نظام بشار الأسد بحياة الأبرياء، وعدم السماح له بأن يمارس أسلوب المماطلة والتسويف والتنصل من التزاماته. وأدان المجلس في البيان الختامي لدورته ال123 في جدة أمس، عدم التزام النظام السوري بتنفيذ خطة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان. وجدد مواقف دول مجلس التعاون الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف، بكافة أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأيا كان مصدره. ورحب بنتائج الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري لمركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، الذي عقد في مدينة جدة مؤخرا، بهدف تحقيق أعلى درجات التنسيق والتعاون بين أعضاء المجتمع الدولي في هذا الشأن. كما جدد التأكيد على مواقف مجلس التعاون الرافضة لاستمرار احتلال إيران للجزر الاماراتية؛ طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، مشددا على أن أي ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث لاغية وباطلة ولا تغير شيئا من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات على جزرها الثلاث. وفي ما يتعلق بالعلاقات مع إيران أكد المجلس الوزاري رفضه واستنكاره الشديدين لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس، في انتهاك لسيادتها واستقلالها وطالب طهران بالتوقف الفوري عن هذه الممارسات التي لا تسهم في خدمة وتطوير العلاقات معها، داعيا إلى التزامها التام بمبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس. وأعرب عن قلقه البالغ من استمرار أزمة الملف النووي الإيراني، مجددا التأكيد على أهمية التزام إيران بالتعاون التام والشفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبشأن تطورات النزاع العربي الإسرائيلي، أكد أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو 1967م، في فلسطين والجولان العربي السوري المحتل، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وأشاد المجلس الوزاري الخليجي بالدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر، يومي 23 و 24 مايو 2012م مشددا على أهمية مصر ودورها المحوري، والاستراتيجي، في العالم العربي والمنطقة. متمنيا لمصر وشعبها الشقيق الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار. وتابع المجلس بقلق بالغ تطورات الأحداث في طرابلس، وأكد أهمية الحفاظ على أهمية أمن لبنان واستقراره وسيادته ووحدته، ودعا جميع الأطراف اللبنانية الفاعلة إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا، طبقا لاتفاقي الطائف والدوحة، وعدم الانجرار وراء الفتن الطائفية والمذهبية، خدمة لأهداف ومصالح خارجية تهدد السلم الأهلي والتعايش بين مكونات الشعب اللبناني. وفي الشأن اليمني، ندد بالعملية الإرهابية الوحشية التي وقعت في العاصمة اليمنية صنعاء في 21 مايو 2012م، وأدت إلى سقوط العشرات من الضحايا الأبرياء من العسكريين والمدنيين. مؤكدا على أهمية تضافر كافة الجهود لحماية العملية الانتقالية. ورحب بالقرارات والخطوات التي اتخذها الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي تنفيذا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، معربا عن دعمه لاستكمال بقية بنودها.