أكد صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ان اتحاد الخليج لن يكون له تأثير على اي مكتسبات دول عن أخرى إنما لتحويل اللجان في مجلس التعاون إلى هيئات سواء الامنية او الاقتصادية او السياسية , مشيرا سموه إلى ان الاجتماع القادم سيتم خلاله عرض ما توصل له المجلس الوزاري من دراسات وتطوير ورد على الاستفسارات حول تحول مجلس التعاون إلى اتحاد. واكد سموه أن الاتحاد الخليجي لا يحتاج إلى استفتاء شعبي من شعوب دول الخليج لأن عمله لا يختلف عن عمل مجلس التعاون إلا في سرعة اتخاذ القرارات . وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع امين مجلس التعاون امس في جدة بعد انتهاء الاجتماع 123 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي ان روسيا دولة عضو دائم في مجلس الامن ونحترم مواقفها إلا أن موقفها مع الحكومة السورية ضد الشعب السوري كان مستغربا من شعوب المنطقة ومن الجميع وان عليها ان تدرك ان حفظ مصالحها في سوريا تطلب الوقوف مع الشعب الثائر, مؤكدا اهمية دور التقرير الذي سوف يقدمه كوفي عنان بعد شهر عن الوضع السوري. وجاء في بيان عقب انتهاء الاجتماع ان المجلس الوزاري استعرض مستجدات العمل المشترك، مؤكداً على تحقيق المزيد من التقدم والتنمية لدول المجلس، ودعم وتعزيز الأمن والاستقرار, ووافق المجلس الوزاري على القواعد المنظمة لشعار مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقرر رفعها إلى المجلس الأعلى في دورته القادمة لاعتمادها. وفي مجال مكافحة الإرهاب والقرصنة, أكد المجلس الوزاري على مواقف دول المجلس الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف، بكافة أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأياً كان مصدره . كما نوَّه بجهودها في اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتفعيل القرارات ذات الصلة في هذا المجال ,ورحب المجلس الوزاري بنتائج الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري لمركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، الذي عقد بمدينة جدة بتاريخ 3 يونيه 2012م، بهدف تحقيق أعلى درجات التنسيق والتعاون بين أعضاء المجتمع الدولي في هذا الشأن . رفض الاحتلال الايراني وأدان المجلس الوزاري عدم التزام النظام السوري بتنفيذ خطة المبعوث الأممي العربي المشترك، كوفي عنان، وشدد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته باتخاذ اجراءات فعالة لوقف آلة القتل الوحشية والدمار والتهجير، والعمل على حماية الشعب السوري، ووضع حد لاستهانة النظام السوري بحياة الأبرياء . وفي الجانب السياسي جدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقفه الثابتة والرافضة لاستمرار احتلال إيران الإسلامية الجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة، والتي أكدت على دعم حق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث, والتعبير عن الأسف لعدم إحراز الاتصالات مع جمهورية إيران الإسلامية أي نتائج ايجابية من شأنها التوصل إلى حل قضية الجزر الثلاث بما يسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها. والتأكيد على أن أي ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث لاغية وباطلة ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث, ودعوة جمهورية إيران الإسلامية للاستجابة لمساعي الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. رفض التدخلات الايرانية وأكد المجلس الوزاري رفضه واستنكاره الشديدين لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية لدول المجلس، في انتهاك لسيادتها واستقلالها . وطالب المجلس إيران بالتوقف الفوري عن هذه الممارسات التي لا تسهم في خدمة وتطوير العلاقات معها، داعيا إلى التزامها التام بمبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدول المجلس، والاحترام المتبادل، والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، وحل الخلافات بالطرق السلمية والحوار المباشر، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، بما يكفل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها , كما أعرب عن قلقه البالغ من استمرار أزمة الملف النووي الإيراني، مجدداً التأكيد على أهمية التزام إيران بالتعاون التام والشفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد المجلس مجدداً على مواقفه الثابتة بشأن أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية . السلام الشامل كما ,استعرض المجلس الوزاري تطورات القضية الفلسطينية , ومستجدات الوضع الراهن, مؤكدا أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو 1967م , في فلسطين والجولان العربي السوري المحتل , والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان , وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وأعرب المجلس الوزاري عن قلقه لتعثر عملية المصالحة الفلسطينية, واستنكر استمرار السياسات والبرامج الاستيطانية الاسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة الهادفة لتغيير المعالم الجغرافية وتهويد القدسالشرقية . وشدد المجلس على ضرورة استكمال العراق تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولي في شأن الكويت، ومنها الانتهاء من مسألة صيانة العلامات الحدودية تنفيذا للقرار 833، والانتهاء من مسألة تعويضات المزارعين العراقيين تنفيذا للقرار 899، وإعادة الممتلكات والأرشيف الوطني لدولة الكويت . الازمة السورية وأدان المجلس الوزاري عدم التزام النظام السوري بتنفيذ خطة المبعوث الأممي العربي المشترك، كوفي عنان، وشدد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته باتخاذ اجراءات فعالة لوقف آلة القتل الوحشية والدمار والتهجير، والعمل على حماية الشعب السوري، ووضع حد لاستهانة النظام السوري بحياة الأبرياء، وعدم السماح له بأن يمارس أسلوب المماطلة والتسويف والتنصل من التزاماته . ورحب المجلس الوزاري بقرار مجلس جامعة الدول العربية، على المستوى الوزاري، في دورته غير العادية المنعقدة بتاريخ 3 يونيه 2012م في الدوحة، الذي دعا فيه مجلس الأمن إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التطبيق الكامل والفوري لخطة كوفي عنان، في إطار زمني محدد، بما في ذلك فرض تطبيق النقاط الست التي تضمنتها الخطة عبر اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة . وأشاد المجلس الوزاري بالدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر، يومي 23 و24 مايو 2012م مشدداً على أهمية مصر ودورها المحوري، والاستراتيجي، في العالم العربي والمنطقة . متمنياً لمصر وشعبها الشقيق الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار . وفي الشأن اللبناني أكد المجلس أهمية الحفاظ على أهمية أمن لبنان واستقراره وسيادته ووحدته، ودعا جميع الأطراف اللبنانية الفاعلة إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا، طبقاً لاتفاقي الطائفوالدوحة، وعدم الانجرار وراء الفتن الطائفية والمذهبية، خدمة لأهداف ومصالح خارجية تهدد السلم الأهلي والتعايش بين مكونات الشعب اللبناني . ورحب المجلس الوزاري بالقرارات والخطوات التي اتخذها الرئيس اليمني تنفيذاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، معرباً عن دعمه لاستكمال بقية بنودها . وكان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية القى كلمة في افتتاح الاجتماع قال فيها : «يأتي على رأس الموضوعات المعروضة على هذه الدورة متابعة تنفيذ قرار المجلس الأعلى في اللقاء التشاوري الرابع عشر 14مايو 2012م الخاص بانتقال المجلس من مرحلة التعاون إلى الاتحاد , فكما تعلمون وافق أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في لقائهم التشاوري على اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بأن يقوم المجلس الوزاري باستكمال دراسة ما ورد في تقرير الهيئة المتخصصة المعنية بالانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد وبمشاركة رئيس الهيئة والرفع بما يتم التوصل آلية من توصيات للمجلس الأعلى لاتخاذ قرار بشأنها في اجتماع المجلس في الرياض». وأضاف سموه: «إن ردود الدول الأعضاء والتعديلات المقترح إدخالها على النظام الأساسي للمجلس لم تكتمل إلا في وقت قريب فمن الأجدى توفير الوقت الكافي لإعداد الردود على هذه الملاحظات واستكمال دراستها في دورة المجلس الوزاري المزمع عقدها في سبتمبر القادم».