قلل خبراء اقتصاديون من مخاوف حدوث انخفاض حاد في أسعار النفط العالمية خلال الفترة القليلة القادمة، مؤكدين أن الأسعار ستبقى متماسكة عند حدود 100 دولار للبرميل، وان انخفاضها نهاية الأسبوع الماضي، كان بسبب حدوث تباطؤ في اقتصاد الصين و تراجع طلبها على النفط. وقال الدكتور علي العلق أستاذ المالية و الاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ان فقدان اسعار النفط لنحو 10 – 12 دولارا خلال الفترة القليلة الماضية جاء بسبب تراجع المخاوف من حدوث حرب في منطقة الخليج على خلفية الملف النووي الايراني، خصوصا بعد المؤشرات الإيجابية التي ظهرت خلال مفاوضات بغداد بين مجموعة 5 + 1 و ايران، والآمال المعقودة على جولة المفاوضات القادمة في موسكو خلال الشهر المقبل، مؤكدا، ان الشكوك الكبيرة في قدرة الاقتصاد الاوروبي على الخروج من الازمة المالية الحالية و لاسيما بالنسبة لمشكلة الديون التي تضرب اقتصاديات اليونان واسبانيا وإيطاليا تشكل عوامل ضغط كبيرة على السوق البترولية، بيد انها لن تكون قادرة على احداث انتكاسة كبيرة في الاسعار، تدفع بتراجع النفط لدون مستوى 100 دولار للبرميل. واشار العلق الى ان الطلب على النفط يبقى قائما بالرغم من المشاكل الاقتصادية التي تعصف بالعديد من الدول الاوروبية، بيد ان النمو المتسارع في اقتصاديات شرق آسيا يمثل نوعا من ملء الفراغ لتراجع النو الاقتصادي الصيني، مما يقلل من زيادة المعروض النفطي في الفترة القادمة، خاصة وان الطلب على المشتقات النفطية و لاسيما في الولاياتالمتحدة يزداد في فترة الصيف الحالية، حيث يفضل الامريكيون السفر بالمركبات بين الولايات لقضاء الاجازة الصيفية، مما يعزز الطلب على النفط. بدوره قال الدكتور محمد الرمادي استاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ان استمرار صعود الأسعار لمستويات اعلى يضر بالاقتصاد العالمي، خصوصا وأن العوامل الاقتصادية لا تدعم مثل هذه الارتفاعات، كما ان غالبية الدول المنتجة للنفط تنتج بطاقتها القصوى حاليا باستثناء المملكة. مضيفا، بأن هناك 20 – 25 دولارا تضاف في سعر البرميل الواحد نتيجة العوامل السياسية. وقلل الرمادي من مخاوف حدوث انتكاسة كبيرة في اسعار النفط خلال العام القادم، مؤكدا ان تلك المخاوف نابعة من التوقعات القائلة بحدوث تباطؤ في الاقتصاد الامريكي، مما يعني حدوث انكماش في الطلب العالمي على النفط في الاسواق العالمية، مشيرا الى أن الاسواق العالمية ستواصل الطلب على البترول بنفس المستويات الحالية و البالغة 89 مليون برميل يوميا. وكانت البورصة العالمية قد أغلقت يوم الجمعة الماضي عند أدنى مستوى لها في 16 شهرا للعقود الآجلة لخام برنت، مواصلة الانخفاض للأسبوع الخامس على التوالي، وسط موجة بيع في شتى الأسواق، بعد بيانات ضعيفة للوظائف الأمريكية وتراجع نشاط التصنيع في الصين وتفاقم أزمة منطقة اليورو. وفي لندن هبط سعر مزيج برنت في عقود يوليو تموز 3.44 دولار أو 3.38 بالمئة ليسجل 98.43 دولار للبرميل عند التسوية. وهذا هو أدنى إغلاق لعقد أقرب استحقاق لخام القياس الاوروبية منذ 27 يناير 2011 حين أغلق عند 97.39 دولار.