يتذكر أهالي مركز العيص التابع لمنطقة المدينةالمنورة لحظات الخوف والهلع قبل 3 سنوات عندما تمركزت الجهات الحكومية بأفرادها وآلياتها في المركز مطالبة الأهالي الذين يسكنون بالقرب من الخط الأحمر للشاقة بالرحيل من منازلهم والتوجه للمحافظات المجاورة، وقدمت لهم آنذاك الوعود بتلبية مطالبهم واحتياجاتهم من الخدمات الضرورية بعد عودتهم إلى العيص. تمثلت الخدمات في دعم مركز الدفاع المدني بالآليات والمعدات، وافتتاح عدد من المراكز الأخرى، بينما وعدت وزارة الصحة ممثلة في الشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة بافتتاح عدد من المراكز الصحية وتدعيمها بكافة الخدمات الصحية ابتداء من مستشفى العيص ذي الخمسين سريرا وحتى المركز الصحي المتواضع، بينما بشر منسوبو الهلال الأحمر السعودي الأهالي بتوفير مركز يقدم الخدمات عند الحاجة. عاد الأهالي إلى مركز العيص مستندين على سمعة كسبها مركزهم من وسائل الإعلام المحلية والعالمية التي تناقلت وتابعت أخبار الهزات، يحدوهم الأمل في تلبية الوعود من قبل المسؤولين في بعض الجهات الخدمية، خاصة بعد أن صدرت التوجيهات السامية بتوفير ودعم كافة الخدمات. انتظار الوعود يوجد في مركز العيص مركز واحد للدفاع المدني رغم الكثافة السكانية وتعدد القرى التابعة له، ويطالب الأهالي بسرعة إيجاد مراكز للدفاع المدني في القرى القريبة من حرة الشاقة وتزويدها بالعدد الكافي من الأفراد والمعدات اللازمة للتدخل في مثل هذه الكوارث، ودعم إدارات الدفاع المدني بجميع المحافظات والمراكز التي تقع في محيط النشاط البركاني والزلزالي بالقوى البشرية والآليات اللازمة، ويؤكد السكان بأنهم ما زالوا ينتظرون وعود المسؤولين في الدفاع المدني. وأوضح الأهالي أن الخدمات التي توفرت للمركز آنذاك اختفت بعد توقف الهزات الأرضية مباشرة، ولم تحظ بالزيارات للوقوف على احتياجاتها وكأن قدرها أن تعود لها الهزات لتحظى بالاهتمام المنشود، وقالوا إن العيص تفتقر للخدمات الصحية التي ينشدها المواطن وأشاروا إلى أن المستشفى الحالي، سعته 60 سريرا، يفتقد لأبسط مقومات الخدمة الصحية وخاصة ما يتعلق بمصابي الحوادث، والنقص في الكوادر البشرية الذي أدى إلى عدم تشغيل بعض الأجهزة مثل الأشعة وأجهزة العيون، الأمر الذي أجبر الأهالي للبحث عن العلاج في مستشفيات المدينةالمنورة متكبدين عناء ومشقة الطريق. المراكز الصحية تعاني المراكز الصحية التابعة للعيص من نقص في القوى الفنيه (تمريض رجال، صيدلة، مراقبة صحية، فنيو مختبر، فنيو إحصاء)، فمركز صحي المثلث لا يوجد به سوى ممرضات وطبيب فقط ويخدم قرية كبيره، وفي مركز صحي المرامية لا يختلف الوضع عن سابقه، حيث لا يوجد به سوى طبيبين وممرضات فقط، مع غياب الكادر التمريضي الرجالي، وذلك يعود إلى توطين الوظائف والمحسوبيات في تعيينهم قريبا من منازلهم رغم أنهم على ملاك المركز. وأوضح عدد من الأهالي أن غياب الخدمات الصحية يأتي بسبب المحسوبيات، وطالبوا الشؤون الصحية في المدينةالمنورة بضرورة إعادة هذه الكوادر التي عينت لتقدم واجبها تجاه ساكني العيص وما جاورها من قرى والحرص على استكمال أوجه النقص الواضح. أشعة مقطعية مدير العلاقات العامة والإعلام في صحة المدينةالمنورة عبدالرزاق حافظ أوضح أن مستشفى العيص من المستشفيات ذات السعة السريرية (50 سريرا) وهذه الفئة من المستشفيات عادة لا تشتمل في تجهيزها على جهاز أشعة مقطعية والمستشفى من القلائل في نفس الفئة التي يوجد بها جهاز أشعة مقطعية، ويتم التعاقد والتوجيه لأطباء الأشعة إلى المستشفيات بناء على تناسب التجهيزات التشخيصية مع السعة السريرية وحجم العمل وتوفر التخصصات الطبية الأخرى وحسب عدد وفئة الأطباء في تلك التخصصات، وبخصوص معاناة المراكز الصحية التابعة للعيص من النقص بالقوى الفنية (تمريض رجال، صيادلة، مراقب صحي، فني مختبر، فني إحصاء)، فإن الرعاية الصحية الأولية داخل وخارج المدينة تعاني من نقص في فنيي المختبر، أما بخصوص التمريض الرجال فيتركز العجز خارج المدينة إلى درجة عدم وجود تمريض رجال ببعض المراكز الصحية الخارجية مثل المرامية والمثلث، وقد تم التغلب على هذه المشكلة مؤقتا بتكليف عدد أكبر من الممرضات بتلك المراكز التي تخلو من عنصر التمريض الرجالي لتغطية العمل بكافة أقسام تلك المراكز. وأكد حافظ، أنه لم يتضح للمسؤولين في صحة جدة أي قصور من الناحية الفنية من خلال الجولات الإشرافية على تلك المراكز، لأن الممرضات يقمن بتغطية العمل بجميع أقسام المركز بكفاءة عالية، علما بأنه قد تم وضع تلك المراكز في مقدمة الأولويات لدعمها بالتمريض الرجالي والكوادر الصحية الأخرى فور توفر ذلك من التعيينات الجديدة. من جهتة أشار رئيس محافظة العيص علي البريكيت إلى أن هناك لجنة من المالية والإمارة شكلت في ذلك الوقت ولديها الأمر.