أكد مؤسس تيار السلفية في لبنان داعي الإسلام الشهال أن النظام السوري يريد تصدير أزمته إلى لبنان، وحلفاؤه اللبنانيون لا مانع لديهم بأن يحولوا بلدهم إلى كبش فداء. وأثنى الشيخ الشهال في حوار أجرته «عكاظ» على رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس اللبناني مرحبا بالحوار الهادف بين اللبنانيين في الظرف الحرج الذي تمر به المنطقة. مشيرا إلى أن التيار السلفي ضد الحرب، لكن إذا اعتدي عليه فسيدافع عن أهله. وفي ما يلي تفاصيل الحوار: • هناك كلام كبير يدور حول الحركة السلفية والمخاوف التي تثيرها عند اللبنانيين. ماذا تقولون؟ • إن التهويل والتضخيم مقصودان من أجل الترهيب من هذه الحركة التي هي في الحقيقة حركة تحمل الخير، فليس هناك من ظلم يصدر عن هذه الحركة ولا اعتداء، ولكن كل ما في الأمر أن فكرها يختلف مع الآخرين فلديها أهداف واضحة بالدفاع عن الدين والقيم، الأمر الذي قد لا يروق أو لن يلاقي قبولا من بعض الناس سواء في الهدف أو في الأداء، والحكم على ذلك يجب أن يكون مبنيا على حقائق وعلى الواقع القائم فيها. وهناك عاملان أساسيان يثاران ضدنا.. أولا: هناك تشويه متعمد. وثانيا: تسمية بعض الأعمال والحركات باسم حركتنا وفي الوقت نفسه هذه التصرفات قد تكون مجانبة للحق وهو ما نسميه بالخطأ والباطل فتنسب كلها إلينا. • لماذا أنتم متهمون بارتباطكم بتنظيم القاعدة؟ • سمعت هذا الكلام من أطراف لبنانية، هم أشخاص نختلف معهم سياسيا وأشير إلى اللواء عباس إبراهيم الذي ربط هناك حملة مبرمجة علينا، واللواء إبراهيم من الأشخاص الذين يقفون خلف هذه الحملة. ونحن ضد تنظيم القاعدة. • كتيار هل تعملون على التسلح وتخزين السلاح والتحضير لتحرك ما في الأيام المقبلة؟ • السلاح موجود في لبنان، ولكن تختلف كيفية حمله واستعماله، فهناك فئات تحمله لأجندة مبرمجة وذات أهداف، وهناك من يحمل سلاحا فرديا للدفاع عن النفس، وهذا ما يفعله غالبية الشعب اللبناني ومنهم السلفيون. • ولكن الظهور المسلح في الشمال وتحديدا بين السلفيين كان أكبر من أن يكون سلاحا فرديا ؟ • لا أوافقك الرأي، فهذه تهمة، ونحن ننفيها عنا. لا نريد الدخول في مثل هذه الشائعات. من يتهمنا باقتناء السلاح فليأتنا بلوائح تتضمن أسماء وأرقاما بعدد السلاح الذي نملكه. والدليل أننا إذا وضعنا أفرادنا على المحاور وتحديدا في جبل محسن تجد أنهم لا يملكون الأسلحة الثقيلة. • كثر الكلام في المجتمع اللبناني عن مخاوف من حرب أهلية، هل تتخوف من عودة الحرب ؟ • أقول إن النظام السوري يصدر أزمته إلى لبنان، من أجل أن يخفف الضغط عنه ومن أجل تثبيت أركانه، وللأسف فإن بعض اللبنانيين تبين أن لديهم كامل الاستعداد لتفجير لبنان خدمة للنظام السوري، أي هم مستعدون لجعل لبنان كبش فداء للنظام السوري، وهذا الأمر يعود للتحالف الوثيق الذي يجمعهم بمجموعات تعمل لصالح إيران وسوريا في لبنان. • إن وقعت الحرب الأهلية مجددا، أين ستكونون منها؟ • نحن لا نريد أن نتشاءم ونقول إنه يجب أن نسعى جميعا من أجل نزع الفتائل والحرائق وتفويت كل الفرص التي تتربص بلبنان وأنا أدعو كل الطوائف والمذاهب والمناطق لتفويت الفرصة على الذين يدعون لحرب أهلية، وأقول إن أصحاب هذه الفتنة إنما لهم غايات ومصالح تعود لأركان النظام السوري، فسبب المكتسبات التي حققها بعض الناس هم حريصون أشد الحرص للحفاظ على النظام السوري ولو أدى إلى حرب أهلية في لبنان، وهذا ما كان واضحا في التصريحات الأخيرة للنائب ميشال عون وما حملته من استفزاز وابتزاز وتغطية المرتكبين والمخطئين. • هل تعتقد أن هناك استهدافا لكم؟ • هذا الأمر مؤكد، من النظام السوري، فالطائفة السنية خاصة في طرابلس والشمال هي العقبة الأخيرة التي أفشلت مشروع النظام السوري، ولها امتداد يمكن أنها تؤثر على هذا المشروع لذلك بات الخطر الأكبر على المشروع السوري هي الطائفة السنية ومنطقة الشمال، وإذا تمكنوا من استهداف هذه الطائفة وتذليل هذه العقبة فهذا يعني لا سمح الله أن مشروعهم قد نجح. • وجه خادم الحرمين الشريفين رسالة إلى الرئيس اللبناني حول ضرورة العودة إلى طاولة الحوار. كيف تقرؤون هذه الرسالة؟ • نحن نثمن ونشكر خادم الحرمين على هذه اللفتة وعلى دعوته لإعادة إحياء الحوار، وأعتقد أن خادم الحرمين الشريفين وهو بهذا الموقف الكبير إنما ينوه إلى مكانة لبنان العزيزة في العالم العربي، وينوه إلى ضرورة الحوار الوطني في هذا الظرف الحرج، لذلك أقرأ في هذه اللفتة الكريمة من خادم الحرمين اهتماما كبيرا بوضع المنطقة الراهن والتي سببته الأزمة السورية، وهو برسالته الكريمة إنما ليحثنا على تفويت الفرصة على المتربصين بلبنان والمنطقة. • ما هو المطلوب من الرئيس سليمان الذي تسلم رسالة الملك عبد الله برأيكم. هل هو الإسراع بالدعوة إلى طاولة الحوار؟ إن رسالة خادم الحرمين تضمنت في أبرز بنودها إعادة إحياء طاولة الحوار الوطني، لذلك فإن الرئيس اللبناني مناط بدعوة اللبنانيين إلى الطاولة ومناقشة ما تم مناقشته سابقا وهو سحب السلاح غير الشرعي من الأراضي اللبنانية.