•• لم يعد الإرهاب خطرا يواجه دولة محددة ولم تعد الجماعات الإرهابية تنتمي لفئة معينة فقد أصبح الإرهاب ظاهرة تهدد العالم أجمع كما أن عصاباته أصبحت جماعات عابرة للقارات والأجناس ولم يعد ثم شك أن لتلك العصابات رؤوسها المدبرة وجماعاتها الممولة وأذرعها التنفيذية وهي بؤر لا يجمعها مكان ولا تنحصر داخل حدود بل تتوزع على الدول باختلاف مناطقها وقاراتها. •• من هنا لم يعد بإمكان دولة واحدة أن تواجه الإرهاب منفردة فهي إن سيطرت على أذرعه التنفيذية فإن السيطرة على الرؤوس المدبرة والجماعات الممولة يقتضي تعاونا مع الدول التي تقبع تلك الرؤوس على أراضيها والدول التي يتحرك الممولون للإرهاب داخل مؤسساتها وبدون هذا التعاون الدولي سوف يبقى خطر الإرهاب يتهدد العالم أجمع. ولكي يأخذ التكاتف الدولي لمواجهة الإرهاب شكلا مؤسساتيا لم يكن هناك بد من التفكير في إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وهو المشروع الذي طرحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ولقي ترحيبا دوليا أكد على إدراك العالم لقيمة هذا المشروع كما عبر عن تفهم العالم لأهمية التعاون والتكاتف لكي يتم تخليص العالم أجمع من الإرهاب وعصاباته وخططها التي تستهدف استقرار العالم وأمن الإنسان فيه. •• وقد جاء الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري لمركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب في جدة لتدارس أوجه التعاون المختلفة الكفيلة بإنجاح أعمال المركز وتحقيق ما تتطلع إليه كافة الشعوب من التصدي للإرهاب وجماعاته ومن شأن المركز أن يشكل دعما للدول المختلفة بما يحققه من تنسيق بين الجهود الدولية المختلفة في الحرب ضد الإرهاب وذلك بما ينهض به من تسهيل تبادل الخبرات وبرامج التدريب وتبادل التشريعات والإجراءات الملائمة إضافة إلى تطوير قاعدة البيانات لتتبع تلك العصابات الإرهابية والقضاء عليها وهو بذلك يسهم إسهاما مباشرا وقويا في تحقيق وتنفيذ استراتيجية الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب.