اعتبر خبراء اقتصاديون سعوديون أن الاجتماع الأممي لمكافحة الإرهاب الذي يعقد اليوم في جدة، خطوة عملية في الاتجاه الصحيح، من شأنها تعزيز الجهود التي تبذلها المملكة وبقية الدول العربية والغربية لمواجهة آفة الإرهاب. وقالوا في تصريحات ل«عكاظ» إن أحداث سبتمبر، وما تلاها من تجييش الإعلام الغربي ضد كل ما هو سعودي تسبب في رسم صورة سلبية خاطئة لا تعكس حقيقة الثقافة السعودية القائمة على مبادئ الإسلام السمحة، مؤكدين في الوقت نفسه أن الجهود المضنية التي بذلتها المملكة خلال العقد الماضي في مجال مكافحة الإرهاب أرسلت رسالة للعالم أنها من الدول الراعية للسلام، والحريصة على التعايش السلمي ونبذ الإرهاب والتطرف الديني بكافة أشكالة وأنواعة. وقال الخبير الاقتصادي فضل بن سعد البوعينين «إن استضافة المملكة للاجتماع الأممي تعكس دورها الرائد في مكافحة الإرهاب»، موضحا أن الإعلام الغربي والهيئات والمنظمات العالمية المعادية للإسلام كان لها الدور الأكبر في رسم تلك الصورة المسيئة، ملمحا إلى وجود حالة من التقاعس في مواجهة تلك الحملات الشرسة وفق الأسلوب الغربي ودحضها كي لا تصل إلى ما وصلت إليه. وأضاف أن العمليات الإرهابية أثرت على المستثمرين السعوديين في الخارج، وتسببت لهم في خسائر فادحة، أو ربما تقلص فرصهم التنافسية في الأسواق العالمية. وتابع القول : « للأسف الشديد ما زال المستثمر السعودي يجد صعوبة كبيرة في التعايش مع عوائق الاستثمار التي توضع أمامه لأسباب مرتبطة بالصورة السلبية التي رسمها الإعلام عنه». وأشار إلى أن رأس المال السعودي هو الأكثر مساعدة للدول الفقيرة، والأكثر دعما للاقتصادات العالمية، ولا أبلغ من حرص المملكة على تحقيق النمو العالمي من خلال ضبط أسواق النفط، ودعم الدول الفقيرة، والمساهمة في حل الأزمات العالمية المدمرة. وزاد «هذا أكبر دليل على أن المملكة هي الدولة الأولى المطالبة والمحققة لمعايير السلام العالمي. ومن هنا أعتقد أنه من الواجب تغيير الصورة السلبية عن المملكة ومستثمريها ومواطنيها وفق المعطيات على أرض الواقع لا تخرصات الإعلام الحاقد، وتوجهات المؤسسات المناهضة للإسلام.وأضاف أن المستثمر السعودي أصبح من أكثر المستثمرين دعما للسلم العالمي، والتنمية، والمساهمة في المساعدات الإنسانية وقبل كل ذلك الالتزام التام بالأنظمة والقوانين، ولم يثبت حتى الآن إدانة أي من المستثمرين السعوديين بأعمال إرهابية، ما يؤكد أن كل ما قيل عن السعوديين ما هو إلا حملات مغرضة. ودعا السفارات في الخارج إلى لعب دور حيوي وواضح في تصحيح هذه الصورة، لافتا أن العبء الأكبر يقع على كاهل وزارة المالية من خلال استثمار العقود والشراكات مع المستثمرين الأجانب في تحسين صورة المملكة في الخارج. من جهته، قال صالح باصرة مدير شركة منافع الاقتصادية إن انعقاد مؤتمر مكافحة الإرهاب في جدة، سيعمل على تصحيح الصورة النمطية عن السعوديين، وسيرسل رسالة عالمية حقيقية إلى أن المملكة من أكثر الدول تضررا من الإرهاب، وأنها في مقدمة أي جهد دولي لمكافحته. وأكد أن المملكة نجحت طوال الفترة الماضية من خلال الاعتدال والوسطية، في محاصرة الفئات الضالة، وكبح جماحهم سواء بالطريقة الأمنية أو التوعوية من خلال مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة. مشيرا إلى أن البيئة الأمنية المستقرة تشكل رافدا مهما للاستثمار. أما الدكتور عبدالله المغلوث الاقتصادي المعررف، اعتبر أن المملكة من أكثر الدول جدية وعملا دؤوبا من أجل مكافحة ظاهرة الإرهاب، معتبرا أن مؤتمر جدة لمكافحة الإرهاب دليل واضح على عزم المملكة القضاء على كل صور الإرهاب. وأوضح أن جهود المملكة لن تتوقف عند حد معين لاستئصال الإرهاب من جذوره، لافتا إلى أن مكافحة الإرهاب أمر حيوي بالنسبة للمملكة لما له من تأثير على السلم والأمن الإقليمي والدولي.