طالب الكاتب والإعلامي الدكتور بدر أحمد كريم بإنشاء هيئة عليا لمكافحة الإرهاب إعلاميا، تتكون من علماء شرعيين، وأكاديميين ومهنيين إعلاميين، وخبراء أمنيين، وتربويين، ومثقفين، ومتخصصين في علم الاجتماع والنفس والاقتصاد، داعيا إلى تخصيص مبنى مستقل لها، ولائحتين داخلية، وتنظيمية، ويختار لها أمين عام، وتصدر قراراتها بالأكثرية. استراتيجية إعلامية وأشار الدكتور كريم إلى أربع مهام للهيئة، تتلخص في: وضع استراتيجية إعلامية شاملة لمكافحة الإرهاب، تلتزم بها وسائل الإعلام السعودية، الرسمية والخاصة. الإشراف على تنفيذ خطط وبرامج مكافحة الإرهاب المعتمدة على مقاومته فكريا وأمنيا. إعداد صيغ إعلامية فكرية حديثة لمخاطبة الشباب، وإعداد الإعلاميين السعوديين وتأهيلهم للتعامل مع الإرهاب والإرهابيين بعلم ومعرفة، من خلال دورات، وورش عمل، ومحاضرات، وندوات، ولقاءات. وطرح الدكتور كريم فكرة إنشاء قاعدة بيانات ومعلومات عن الإرهاب، بوصفه أداة يطال تأثيرها المجتمع السعودي كافة، فضلا عن المتغيرات الدولية، وتحليل تلك المعلومات وتصنيفها، بما يضمن سرعة تفاعل وسائل الإعلام السعودية معها، ومحاصرة الإرهاب والإرهابيين، والقضاء عليهم. وأكد الدكتور كريم على أهمية إعداد وتقديم برامج إعلامية فعالة، لمواجهة التحديات الأمنية والاجتماعية الاقتصادية والثقافية الناجمة عن الإرهاب والفكر الإرهابي. وإعداد برامج لنشر التوعية بمخاطر الإرهاب والإرهابيين. ثقافة المكافحة وأوضح ضرورة تفسير مكافحة الإرهاب، والوقوف على أبعاد المعالجة لها، والبرامج المطروحة لمواجهته، وذلك بإجراء لقاءات وحوارات ومناقشات مع الخبراء، والمحللين السياسيين، وأصحاب القرار، والمفكرين، والمثقفين، والعلماء الشرعيين، والخبراء الأمنيين. ودعا الدكتور كريم إلى نشر ثقافة مكافحة الإرهاب بين المتلقين لوسائل الإعلام السعودية، وتغلغلها في أوساط المجتمع السعودي كافة، وضمان المحافظة على ثقافته الوطنية، وتمسكه بذاته الموجودة فيه أصلا، مبينا أهمية انخراط كافة وسائل الإعلام السعودية انخراطا كليا مع كل المبادرات الهادفة للتصدي للإرهاب، في مقدمتها: الاستراتيجية الإعلامية العربية في مجال مكافحة الإرهاب، والقرارات الصادرة عن الاجتماعات المشتركة لمجلسي وزراء الداخلية والإعلام العرب، مؤكدا على دور وسائل الإعلام السعودية في مكافحة الإرهاب على جبهتين: داخليا من خلال إشاعة ثقافة الحوار، وخارجيا من خلال تصحيح صورة السعوديين والعرب والمسلمين في وسائل الإعلام الخارجية. وبين أهمية إجراء دراسات إعلامية ميدانية سعودية تتناول، وتنقل تجارب المملكة وخبراتها المكتسبة في مكافحة الإرهاب، وتوسيع هامش حرية التعبير في وسائل الإعلام السعودية، والتزامها الموضوعية في تناول قضايا الإرهاب، والسرعة الفورية في نقل الأحداث الإرهابية، التي تقع في المجتمع السعودي، مع الاهتمام بتفسيرها، وتوضيح تأثيراتها السلبية، وتعويقها للتنمية الشاملة، ومحاولاتها ضرب الوحدة الوطنية. تعزيز التدابير ورأى الدكتور كريم أهمية استفادة وسائل الإعلام السعودية من ثورة الاتصالات والمعلومات، وتفسيرها لعمليات الإصلاح السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والتعليمي في المجتمع السعودي، ودورها في وقايته من التأثيرات الإرهابية، وتبنيها سياسة مواجهة الإرهاب، في إطار استخدامها لكل قدراتها وإمكانياتها، في عالم يحركه الإرهاب، وتغذيه عناصر خرجت عن دينها، واستقرار مجتمعها، كما طالب وسائل الإعلام بتعزيز التدابير الرامية للوقاية من الإرهاب، ومكافحته، وكشفه بكل أشكاله، والجرائم المتصلة به، وملاحقة مرتكبيها إعلاميا، مع تركيزها على أن الإسلام دين الرحمة والسلام، واهتمامها بالعناصر البشرية، العاملة في القنوات الإعلامية، لتأهيلهم، وتزويدهم بالمعلومات والخبرات، لتطوير أدائهم المهني في معالجة ظاهرة الإرهاب. مرتكزات التصور واعتمد الدكتور كريم في تصوره المقترح لمكافحة الإرهاب على خمسة مرتكزات، هي: النتائج التي نجمت عن «المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب»، المنعقد في مدينة الرياض، عام 2005م، برعاية خادم الحرمين الشريفين، وموافقة المؤتمر على اقتراح الملك عبدالله، بإقامة مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب. الثاني: قرارات مؤتمرات وزراء الداخلية والعدل العرب، المتعلقة بمكافحة الإرهاب، بخاصة فيما يختص منها بدور وسائل الإعلام، في التصدي لظاهرة الإرهاب، وتوعية المتلقين بأخطاره، وحثهم على التعاون مع الأجهزة الأمنية المختصة، الثالث: ما أسفرت عنه لجان المناصحة التي اقترحها مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. الرابع: اعتماد منهج مقاومة الإرهاب فكريا، موازاة الإجراءات الأمنية. الخامس: الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب.