تزايدت الضغوط على النظام السوري بعد مجزرة الحولة، إذ أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على دمشق، وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من نشوب حرب أهلية كارثية، بينما انتقدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون موقف موسكو الرافض لأي مبادرة دولية جديدة، وقالت سفيرة امريكا لدى الأممالمتحدة سوزان رايس: إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات سريعة للضغط على دمشق فإن الدول الأعضاء في المنظمة الدولية قد تضطر للتحرك خارج إطارها. وقال هيج: إن الاتحاد الأوروبي بدأ صياغة عقوبات جديدة ضد سورية، داعيا الدول الأخرى لاتخاذ خطوات مماثلة لزيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد للامتثال لخطة عنان. وتابع سوريا تمضي نحو حرب أهلية شاملة أو حالة انهيار. وفي ذات السياق قالت كلينتون إن الروس يقولون لي أنهم لا يريدون حربا أهلية في سورية، لكني قلت لهم إن سياستهم ستساهم في اندلاعها. وأضافت: إذا لم تتوقف هذه السياسة، فإن العنف في سورية يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية أو أن يتحول إلى حرب يرافقها تدخل خارجي بسبب دعم إيران لنظام الأسد. واتهمت رايس الحكومة السورية بالكذب الفاضح بنكرانها مسؤوليتها عن مجزرة الحولة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الرئيس باراك اوباما يشعر بالصدمة حيال أعمال العنف في سوريا، لكن سياسة اتخاذ القرار ينبغي أن تضع في الاعتبار مصالح الأمن القومي، وأن واشنطن لا يمكنها إنهاء كافة الفظائع في مختلف أنحاء العالم. ومن جهته قال مون في كلمة ألقاها في منتدى شركاء تحالف الحضارات المنعقد في اسطنبول «إن المجازر كتلك التي وقعت في نهاية الأسبوع الماضي يمكن أن تغرق سورية في حرب أهلية كارثية، حرب أهلية لن تتمكن من الخروج منها». ودعا وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس وزراء الجامعة العربية الصين إلى الضغط على الحكومة السورية لحملها على وقف آلة العنف والقتل وتنفيذ التزاماتها بموجب خطة عنان. وفيما أفادت جماعة حقوقية أن سفينة شحن روسية يقول مسؤولون أوروبيون إنها محملة بالكامل بالأسلحة للحكومة السورية رست في ميناء طرطوس السوري السبت الماضي. أكد الكرملين من أن أي ضغط لن يدفعه إلى تغيير موقفه من دمشق. وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن القول بأن الموقف الروسي سيتغير تحت ضغط أي كان أمر غير صحيح. وفي هذه الأثناء دعا العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر عنان إلى أن يعلن فشل خطته للسلام ليحل المعارضة السورية المسلحة من أي التزام بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. ميدانيا تواصلت أعمال العنف والقصف في مناطق عدة أمس ما أدى إلى سقوط 44 قتيلا، بينهم 30 مدنيا، 25 منهم في حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. المملكة تطالب بمعاقبة مرتكبي مجزرة الحولة واس (تونس) طالبت المملكة بمعاقبة مرتكبي مجزرة الحولة. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني في كلمة ألقاها في الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني المنعقد في مدينة الحمامات التونسية أمس «إننا في الوقت الذي نشيد فيه بجهود الجامعة العربية لحل الأزمة السورية نثق في قدرة الصين على القيام بدورها المنشود لحقن الدماء في سورية وإيقاف القتل وتدمير المدن وترويع الآمنين والعمل على حماية المدنيين وإدانة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والمساعدة على تمكين المنظمات الإغاثية العربية والدولية من أداء واجبها الإنساني. كما ندين بشدة المجزرة التي استهدفت المدنيين في الحولة والتي راح ضحيتها الأبرياء من النساء والأطفال وندعو إلى معاقبة مرتكبيها». وعن منتدى التعاون العربي الصيني قال «إننا في المملكة نوليه بالغ اهتمامنا وعنايتنا لإدراكنا أهميته وفائدته الجمة التي تنطلق من الدور الفاعل لكل من الدول العربية والصين في العالم». وأضاف «إن بلادي تشعر بالرضا لما تحقق حتى الآن من نتائج وما أحرز من تقدم وتؤمن إيمانا قويا بقدرة الطرفين على تجاوز أي عقبات ومعوقات اعترضت طريق الخطط والبرامج المتفق عليها في الدورات السابقة». ونوه معاليه بالعلاقات السعودية الصينية، وقال إن الصين أصبحت شريكا رئيسيا للمملكة ما يشكل رافدا وداعما للتعاون العربي الصيني، مشيرا إلى أن المملكة تدرك الأهمية الكبرى للصين ودورها المؤثر على الساحة الدولية، وتأمل في تعاون دائم ومستمر وتنسيق متواصل بين الطرفين في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتثق أن دور الصين الفاعل على الصعيد الدولي سيسهم في دعم المواقف العربية وفي مقدمتها المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وتؤكد على الرغبة الصادقة من الجانب العربي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط كخيار استراتيجي. وقال إننا نثمن عاليا مواقف الصين الثابتة من القضايا العربية.