حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من "حرب أهلية كارثية" في سورية بعد مجزرة الحولة. وقال بان في إسطنبول أمام منتدى تحالف الحضارات المنعقد برعاية الأممالمتحدة أمس إن "المجازر كتلك التي وقعت في عطلة الأسبوع الماضي يمكن أن تغرق سورية في حرب أهلية كارثية، لن تتمكن من الخروج منها". وفي الإطار نفسه انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون معارضة روسيا لتحرك في الأممالمتحدة حول سورية محذرة من أن السياسة الروسية يمكن أن تساهم في اندلاع حرب أهلية. وقالت أمام جمهور غالبيته من الطلاب في كوبنهاجن إن الروس "يقولون لي إنهم لا يريدون حربا أهلية وقلت لهم باستمرار إن سياستهم ستساهم في اندلاع حرب أهلية". وكان المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن أمس أن الموقف الروسي حول سورية "متوازن ومنطقي" ولن يتغير تحت الضغط. وذكر ديمتري بيسكوف أن "موقف روسيا معروف جيدا وهو متوازن وثابت ومنطقي تماما" والقول إن "هذا الموقف سيتغير تحت ضغط أي كان، ليس صحيحا". وفي المقابل شددت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس على أنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن إجراءات سريعة للضغط على سورية لحملها على إنهاء حملتها الدموية، فإن الدول الأعضاء في المنظمة قد لا تجد أمامها من خيار سوى التحرك خارج إطار الأممالمتحدة. وكانت رايس تتحدث للصحفيين بعد أن أدلى جان ماري جوهينو نائب الوسيط الدولي كوفي عنان أمام مجلس الأمن بتقييم متشائم عن آثار جهود عنان لوقف العنف في سورية. وقالت رايس إن الصراع في سورية قد ينتهي بأحد ثلاثة أشكال. الشكل الأول سيكون إذا قررت حكومة الرئيس بشار الأسد الوفاء بالتزاماتها بموجب خطة عنان. والخيار الثاني سيكون قيام مجلس الأمن باتخاذ إجراء للضغط على دمشق لتلتزم التزاما كاملا بالخطة. وأضافت رايس "في غياب أي من هذين التصورين فإنه يبدو أن هناك بديلا واحدا آخر وهو حقا أسوأ التصورات". وقالت إنه مما يبعث على الأسف أن ذلك فيما يبدو هو "التصور الأرجح". وأضافت "إن العنف سيتصاعد والصراع ينتشر ويشتد. وتتورط فيه بلدان في المنطقة. ويتخذ أشكالا طائفية على نحو متزايد ويصبح لدينا أزمة كبيرة لا في سورية وحدها وإنما في المنطقة كلها". وقالت إنه لن يبقى بعد ذلك أمام "أعضاء هذا المجلس وأعضاء المجتمع الدولي إلا خيار دراسة ما إذا كان لديهم استعداد للتحرك خارج إطار مبادرة عنان وسلطة هذا المجلس". ولم تشرح ما هو التحرك الذي كانت تقصده. من جانب آخر أعلنت وزارة الخارجية البرتغالية أمس أن سفيرة سورية المعتمدة في البرتغال لمياء شكور التي تقيم في باريس ممثلة لبلادها، أصبحت "شخصا غير مرغوب فيه" بعد مجزرة الحولة. إلى ذلك تشير كافة التوقعات إلى أن الانهيار الاقتصادي المتوقع هو الذي سينهي في واقع الأمر وجود آلة القمع التي لدى النظام السوري. وكان البيت الأبيض قد أعلن عن عقوبات جديدة ضد دمشق أول من أمس بهدف إضعاف قدرة النظام على تمويل الشبيحة والوحدات العسكرية. وأوضح وكيل وزارة الخزانية المسؤول عن العقوبات ديفيد كوهين أن الرئيس الأسد مضطر إلى الإنفاق من المخزون المالي الاحتياطي وأن هذا المخزون سيفرغ قريبا.