جاءت عودة الوحدة والشعلة إلى دوري زين بدءا من الموسم المقبل نتيجة طبيعية، نظير المستويات المميزة والرائعة التي قدمها الفريقان، من أجل الوصول إلى دوري زين، على الرغم من المنافسة الشرسة التي كانت في دوري الدرجة الأولى، والتي استمرت حتى الجولة الأخيرة من عمر الدوري، وبعد هذه العودة القوية للوحدة والشعلة إلى أحد أهم وأقوى الدوريات العربية، والذي يحظى بالاهتمام الجماهيري والإعلامي ليس على المستوى المحلي فحسب وإنما على المستويين العربي والآسيوي؛ لذلك يحتاج الفريقان الصاعدان إلى الكثير من العمل الشاق من أجل تثبيت قدميهما في دوري زين للمحترفين، والمنافسة على المراكز المتقدمة فيه، والبعد عن شبح الهبوط وعدم العودة مجددا إلى دوري الدرجة الأولى، كما حدث مع فريق الأنصار والذي هبط بعد موسم مليء بالهزائم التي عجلت بعودته مجددا إلى دوري الدرجة الأولى. «عكاظ» طرحت القضية أمام عدد من أهل الاختصاص من أجل تقديم (روشتة) البقاء والمنافسة لفريقي الوحدة والشعلة في دوري الموسم المقبل، فخرجت بهذه المحصلة: الدعم والرعاية في البداية أكد المدرب الوطني محمد الخراشي، أن هناك اختلافا كبيرا وجذريا بين دوري زين وبين دوري الدرجة الأولى، فدوري زين بحاجة إلى فرق ذات نفس طويل وتلعب بتجانس كبير وتملك لاعبين مميزين يصنعون الفارق ويملكون الكثير من الخبرة، إضافة إلى لاعبين أجانب يشكلون الإضافة الفنية للفريق ويكونوا العلامة البارزة في الفريق. وقال «من أهم العوامل التي تسهم في استقرار فرق دوي زين هي الإمكانات المادية وتوفر المرتبات والمكافآت، فبالتالي على إدارتي الناديين البحث عن مصادر الدعم المالي من الآن حتى تستطيع تنفيذ الكثير من البرامج والخطط الخاصة بالفريق، فبالتالي يجب أن يقيم الفريقان معسكريهما الخارجيين بما لا يقل عن 45 يوما، ومن خلال هذين المعسكرين يقوم المدربان بسد حاجات الفريقين الفنية من اللاعبين في المراكز التي يحتاجها كل فريق». وأضاف«الوحدة والشعلة بحاجة إلى استقطاب العديد من اللاعبين المحليين في عدد من المراكز التي يحتاجها الفريقان وتحديدا في خط الدفاع، فهما بحاجة ماسة إلى قلبي دفاع على مستوى عال يستطيعون تنظيم الدفاع، إضافة إلى أن الإبقاء على مدربي الفريقين خلال الموسم المقبل يعتبر قرارا صائبا، فيجب عدم التغيير الفني خلال الموسم المقبل على أقل تقدير، فهذه الأندية تحتاج بشكل كبير إلى الاستقرار الفني، إضافة إلى الالتفاف الإداري والشرفي والجماهيري، فهي تعتبر من أهم العوامل المساعدة على الاستقرار وتسهم في أن يؤدي الفريق أداء مميزا خلال منافسات الموسم، في ظل توفر كل الإمكانات والتي تعتبر من أهم عوامل استمرار الأندية في البقاء والمنافسة في دوري زين». خبرة كبيرة من جانبه، أكد المدرب الوطني علي كميخ أن فريقي الوحدة والشعلة كان لهما حضورهما القوي والتجربة الطويلة في الدوري الممتاز سابقا، وتحديدا نادي الوحدة الذي يعتبر رقما ثابتا في الدوري الممتاز وأحد الأندية العريقة فيه، ولكن بما أن الحديث عن عودتهما إلى دوري زين يعني أنهما يحتاجان إلى الكثير من العمل الذي يستوجب التفافا شرفيا وإداريا وجماهيريا، إضافة إلى توفير الإمكانات المادية وما يترتب عليها من رواتب وتعاقدات ومكافآت للفوز، وأن تتم عملية الصرف وفق آلية تضمن استمرار عطاء اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية العاملة في الناديين». وأضاف أن الاعتماد على العناصر الشابة القادرة على العطاء ومواصلة الركض أهم المطلوب بداية، وأن لا يكون معدل أعمار الفريق أكبر من 27 عاما على أكثر تقدير، ويجب دعم الفريق بعدد من اللاعبين المحليين أصحاب الخبرة، وكذلك التعاقد مع رباعي أجنبي يصنعون الفارق وأن يكون هذا الرباعي على مستوى عالٍ في الأداء، وأن يحظون بثقة اللاعبين المحليين وتحديدا الشباب منهم وأن تكون التعاقدات وفق حاجة الفريق الفنية، إضافة إلى التعاقد مع أجهزة فنية متمكنة وقادرة على اللعب بإمكانات الفريق ولديها القدرة على الإعداد الجيد لمنافسات الدوري، إضافة إلى قدرتها على قراءة المباريات وطريقة لعب الأندية الأخرى بشكل جيد، والعمل على تحقيق الانسجام بين عناصر الفريق واكتشاف اللاعبين المميزين في الفئات السنية في النادي وتصعيدهم إلى الفريق الأول ليكونوا نواة قاعدة تخدم الفريق لسنوات طويلة». عمل شاق من جانبه، أكد الكابتن حمد الدبيخي، أن نادي الوحدة يختلف جذريا عن نادي الشعلة من حيث الوضع الشرفي والإداري والجماهيري للفريق، وتواجد المنشآت الرياضية المتكاملة في نادي الوحدة، إضافة إلى امتلاك الفريق نخبة من اللاعبين المميزين والذين يجب على إدارة النادي عدم التفريط بهم، والعمل على التعاقد مع أربعة لاعبين أجانب على مستوى عالٍ يشكلون إضافة فنية كبيرة للفريق، وأن تكون عملية الاختيار وفق حاجة الفريق الفنية، فكل الإمكانات متوفرة في الوحدة، من أجل تقديم عطاءات مميزة في دوري زين، فهذا الفريق يعتبر من الركائز الأساسية في الدوري السعودي على مدار تاريخه الطويل، بخلاف نادي الشعلة الذي يحتاج إلى الكثير من العمل الشاق، فيجب على الرئاسة العامة لرعاية الشباب ورابطة دوري المحترفين دعم هذا الفريق والنظر في إيجاد راعي له، إضافة إلى أهم مشكلة ستواجه الشعلة الموسم المقبل وهي منشآت النادي وعدم ملائمة ملعبه لإقامة المباريات الكبيرة والجماهيرية، فهذا قد يؤثر كثيرا على الفريق، فهل يعقل أن تنقل مباريات الفريق الجماهيرية إلى الرياض، فإذا حدث هذا الأمر سيعتبر ضربة نفسية للفريق ولاعبيه وجماهيره، وبعيدا عن المنشآت تظل الشعلة بحاجة إلى الكثير من العمل الإداري والفني، ففي الجانب الإداري يجب توفير الإمكانات المادية الكبيرة والتي تسهم في وضع آلية معينة لصرف المرتبات والمكافآت في أوقاتها المحددة، إضافة إلى تعاقد الفريق مع لاعبين أجانب على مستوى فني كبير يحملون من خلاله الفريق ويكونوا العلامة الفارقة فيه، إضافة إلى التعاقد مع عدد من اللاعبين المحليين ذوي الخبرة حسب حاجات الفريق الفنية، وأعتقد أنه من الأفضل لفريقي الوحدة والشعلة استمرار الجهاز الفني في كلا الفريقين، فهما الأعرف بإمكانات اللاعبين وحاجات الفريق الفنية، فمن غير المجدي تغيير الأجهزة الفنية , حتى لا يختلف تكتيك المدربين على لاعبي الفريق وبالتالي تتأثر طريقة لعب الفريق مما ينعكس على أداء الفريق بشكل سلبي.