الدمام – نعيم تميم الحكيم داود: اللجنة الإشرافية سترسم مستقبل الفريق خمسة مدربين في موسم واحد وعبدالصمد حقق الحلم الاستعانة بالشباب وإبعاد الكبار ساهم في الصعود زفت جماهير مكةالمكرمة ناديها الوحدة مساء أمس الأول بمناسبة عودته من جديد لمكانه في دوري زين للمحترفين الموسم المقبل بعد فوزه على الحزم بهدف الشاب سعيد الزهراني، وسهرت الجماهير حتى صباح اليوم التالي وهي تتغنى بالأهازيج فرحا بالفوز وتحقيق حلم عام كامل. رحلة صعود الفريق الوحداوي لدوري زين لم تكن سهلة على الإطلاق، فقد مرت بعقبات عديدة أبرزها تأخر الحكم النهائي للفيفا بتثبيت هبوط الفريق مما ساهم في إرباك برنامج النادي المكي واعتذار المدرب المغربي محمد فاخر عن تدريب الوحدة بعد علمه بالهبوط ليتم التعاقد مع المدرب الصربي دراغان زينكتوفيتش لمدة عام واحد قبل بداية الموسم بعشرين يوما، واستطاع في بدايته أن يحقق نتائج إيجابية أهلته لتصدر سلم الترتيب، وظن الجميع أن الصعود أصبح مسألة وقت لا أكثر، لكن الفريق تعثر بعد ذلك بالتعادلات والخسائر وتراجع من المركز الأول للرابع ومن ثم الخامس، الأمر الذي عجل برحيل الصربي، فتمت إقالته بعد ثلاثة أشهر، والاستعانة مؤقتا بخدمات اللاعبين السابقين للفريق بدر هوساوي وعبدالستار الأدماوي، إلى أن تم التعاقد مع المدرب التونسي عادل الأطرش الذي سبق وأن خاض تجربة مع الوحدة بتدريبه فريق الناشئين، وتزامنت هذه الأحداث مع تقديم نائب المشرف العام على جهاز الكرة في النادي عصمت بابكر ومدير الكرة محمد الهيج استقالتيهما اعتراضا على التدخلات المتعمدة في عملهما من قبل عضوين في مجلس الإدارة. لكن عُمْر التونسي عادل الأطرش لم يدم طويلا مع الفريق، بعد سلسلة من الانتصارات تلتها انتكاسة جديدة ختمها بهزيمة أمام الشعلة بسداسية، ليكتب الأطرش قصة نهاية علاقته مع الوحدة بحادثة اعتدائه على لاعب النادي عبدالعزيز الكلثم بعد الهزيمة الثقيلة للنادي. وقع اختيار الإدارة على المدرب المصري بشير عبدالصمد ليخلف الأطرش، حيث سبق للأطرش أن أشرف على الفريق في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال الموسم الماضي، وقاده إلى تقديم مستوى مميز حقق من خلاله المركز الرابع. قاد بشير الفريق في العشر جولات الأخيرة واعتمد فيها على اللاعبين الشباب ولاعبي الفريق الأولمبي واستبعد بعض الأسماء الكبيرة أمثال خالد الحازمي وماجد الهزاني وأحمد الموسى وسليمان أميدو واعتمد على المجموعة الشابة بوجود مهند عسيري وسلمان الصبياني وعبدالخالق برناوي وعساف القرني، ليفوز في آخر مباراتين على الرياض في مكةالمكرمة بهدفين مقابل هدف واحد، قبل أن يحسم التأهل في الصراع الكبير مع النهضة والحزم بفوزه في الرس بهدف وحيد حقق من خلاله حلم الصعود . مسيرة الفريق يعتبرهجوم الوحدة الأقوى بتسجيله 59 هدفا في ثلاثين مباراة بمعدل هدفين تقريبا في كل مباراة ودخل مرماه 37 هدفا وهو رقم كبير يدل على ضعف خط دفاعه، إذ حل الوحدة في المركز الثامن في ترتيب الأقوى دفاعا في دوري الدرجة الأولى . ويعد فرسان مكةالمكرمة أكثر الفرق تسجيلا للانتصارات بواقع خمسة عشر مع فريق النهضة الذي يشاطره نفس عدد مرات الفوز بينما تعادل الفريق في تسع مباريات وخسر في ست. إجازة 48 ساعة من جانبه أبدى رئيس النادي علي داود عن سعادته الغامرة بصعود الفريق بعد رحلة شاقة ومتعبة، واصفا دوري الدرجة الأولى بالصعب نظرا لكثرة المباريات التي يخوضها الفريق في الموسم وتعدد المناطق من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. وقال ل »الشرق»:» خططنا للصعود منذ بداية الموسم والحمدلله الذي كلل مساعينا بالتوفيق رغم وجود العديد من العقبات في الطريق». مضيفا « لقد منحت عقلي ونفسي إجازة لمدة 48 ساعة يحق لنا فيها الفرح والاحتفال ومن ثم سيبدأ التخطيط للموسم المقبل». وأبان داود أن النادي تشرف عليه لجنة عليا يترأسها رجل الأعمال صالح كامل هي من تخطط ونحن جهة تنفيذية، كاشفا عن اجتماع سيعقد يوم غد الأحد مع الإدارة لدراسة مستقبل الفريق . مكافآت مجزية وقد رصدت إدارة النادي قرابة مائة ألف ريال لكل لاعب مكافأة لهم بمناسبة الصعود، وهنا يؤكد عضو الشرف الوحداوي مناحي الدعجاني أن المكافآت ستتضاعف عقب تحقيق حلم الصعود إلى الممتاز مشددا على أنه سيقدم مكافآت مالية تتوافق مع الحدث الكبير الذي حققه اللاعبون بعد رحلة عناء طويلة. وقال الدعجاني «سأحتفل باللاعبين وأعضاء الجهازين الفني والإداري وأعضاء الشرف بطريقتي الخاصة بما يتوافق مع حجم الإنجاز الكبير الذي تحقق، مشيرا إلى أن موعد الاحتفال ستيحدد خلال اليومين المقبلين. وقدم الدعجاني شكره لأبنائه اللاعبين الذين أوفوا بوعدهم له بالصعود إلى الدوري الممتاز وقدم الإنجاز كهدية متواضعة لأمير المنطقة خالد الفيصل راعي الرياضة في منطقة مكةالمكرمة وإلى كل أعضاء الشرف ومجلس الإدارة وجماهير الوحدة الوفية، مشددا على أن المرحلة المقبلة في تاريخ الوحدة تحتاج إلى تكاتف وتعاون كل أبناء منطقة مكةالمكرمة لكي يقدموا جهودهم في بوتقة واحدة للنهوض بهذا الصرح الشامخ إلى المكانة اللائقة به وللاستفادة من دروس الهبوط الماضية. العمل المستقبلي أما عضو مجلس إدارة النادي سعد بن جميل القرشي فقد عبر عن سعادته بالفوز والتأهل، مؤكدا أن التأهل دافع للنادي لتقديم مستويات أفضل في العام المقبل، ومشيرا إلى أن النادي سيبدأ بالتخطيط والعمل للموسم المقبل منذ الآن . ويؤكد لاعب الوحدة السابق الدولي حاتم خيمي أن التأهل سيضع على عاتق الوحدة مسؤولية أكبر بالعمل للبقاء في الموسم المقبل والمنافسة، مبديا تفاؤله بمستقبل الفريق شريطة وجود الدعم والمساندة وحسن الاختيار للاعبين الأجانب والمدرب . إلى ذلك أكد المدير الفني للفريق بشير عبدالصمد وصاحب البصمة الواضحة في إنجاز الصعود للدوري الممتاز أن موقعه في الترتيب بعد تحقيق هذا الإنجاز الأكبر بالعودة إلى الدوري الممتاز يأتي في آخر الصف بعد إدارة النادي واللاعبين وأعضاء الشرف ومحبي الوحدة. وشدد على أن الحق قد عاد إلى أصحابه وعاد الوحدة إلى دائرة الضوء والأضواء ورفع عبدالصمد يديه عالية شكرا لله قائلا إن «الله قد أعطانا مانستحقه». وأشار إلى أن اللاعبين بذلوا الجهد وسكبوا العرق على المستطيل الأخضر فكان من الطبيعي أن تاتي النتيجة إيجابية لتسعدهم، جميعا قائلا: إن جماهير مثل جماهير الوحدة ليس من العدل في شيء أن تعود خاسرة. العودة للنجاح وقد عمت الفرحة مدينة مكةالمكرمة أمس بعد صعود الفريق وأكد هشام الحتيرشي وممدوح الحتيرشي وعبدالرحمن الهذلي وعمر الثبيتي من جماهير الوحدة أن فريقهم قلب كل الموازين وقدم درسا من دروس العودة للنجاح والعزم على النهوض بعد الكبوة التي حلت به الموسم الماضي لولا همة رجال الوحدة التي حولت الأحزان إلى أفراح عارمة للرياضيين في مكةالمكرمة وجندت طاقاتها لخدمة النادي بعيدا عن أي حسابات أخرى، وكانوا كخلية النحل يقدمون خبرتهم وأفكارهم لصالح النادي ومستقبله، مطالبين بالتخطيط المبكر من أجل حضور الفريق بشكل ممتاز العام المقبل. لاعبو الوحدة لحظة وصولهم مطار الملك عبدالعزيز