الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الناس فهو يعيش بالناس ومع الناس وللناس يلعبون دورا هاما في تكون شخصيته من نواح عقلية ووجدانية ونفسية. وإن المرحلة السنية التي يعيشها الشباب تجعلهم عرضة للعديد من الانحرافات منها التورط في استعمال المخدرات أو شرب الخمر أو ارتكاب جرائم السرقة أو التعدي والقتل والإيذاء وجميع أنواع الانحراف. هناك دور اجتماعية وإصلاحيات وسجون للعقاب الاجتماعي في حال ارتكاب الجرائم والجنح وهناك أجهزة أمنية لضبط الأمن في كل مجتمع. الفقر، التفكك الاجتماعي، قلة الوعي، البعد عن الدين، عدم وجود منافذ لصرف الطاقات، الكبت، التربية المتزمتة، والبطالة.. وغيرها، كل تلك مسببات للجريمة ومع احترامنا لجميع وسائل ضبط الأمن ودور القضاء ووسائل العقاب وجميع التنظيمات الأمنية إلا أن منع حدوث الجريمة يظل المطلب الأول في أي مجتمع. فلو بحثنا قليلا في علم اجتماع الحيوان نجد أن تلك المخلوقات التي لا تعقل ولا تنطق تعيش حياة اجتماعية لها ضوابط وأن من ينأى عنها يعاقب، ونجد تلك المخلوقات التي لا تملك القدرة على التفكير المجرد استثناء (غزالة بني يقظان) المتخيلة استطاعت تطوير نظام بسيط يسمح لها بقدر معقول من التواصل والبقاء وتطبيق القوانيين ومحاولة المترئسين لتنظيم تلك الحياة منع مايخل بأمنهم الاجتماعي .