«لست راضيا عن السياحة».. هذا ما قاله المسؤول الأول عن السياحة الأمير سلطان بن سلمان خلال «حوار عكاظ للمسؤولية المشتركة»، ما اعتبرته نقلة نوعية في شفافية المسؤول ونقد الذات. وأشار الأمير إلى نقاط هامة خلال اللقاء منها الصندوق التمويلي واستراحات الطرق والتأشيرة السياحية التي سوف أتناولها في مقال قادم، ولكن سوف أبدأ بالرضا العام عن التنمية السياحية، ولعل عدم رضا الأمير يتفق مع دراسة قمنا بها عندما تم تكليفي برئاسة مهرجان جدة غير لهذا العام لأكثر من سبعة آلاف شاب وشابة عن السياحة وكانت المحصلة 76 في المئة غير راضين عن السياحة، ما يكشف عن أن هناك خللا في التنمية السياحية وهذا جعل البعض ينتقد الهيئة العامة للسياحة والآثار، ويشبهها بمركز أبحاث ودراسات في ظل ضعف النتائج الملموسة مقارنة بعمر الهيئة. على الجانب الآخر أعتقد أن الهيئة العامة للسياحة والآثار ورئيسها لديهم الرغبة الصادقة والجادة في تطوير بيئة السياحة وتعزيز تطورها ولكنها تصطدم بحواجز (كما قال الأمير) وهذا يتطلب تجاوزها بمهنية ودبلوماسية لأن الاصطدام، في ظل محدودية الصلاحيات الممنوحة لها، سيزيد المشكلة ولن يحلها. وهنا أتذكر الدكتور غازي القصيبي رحمه الله عندما قال لي في اجتماع مع لجنة الضيافة «إن هناك حواجز وسدودا تعيق تنفيذ القرارات ولكن هناك فتحة صغيرة دعونا نعبر بهدوء من خلالها». لا شك أن هذه تعتبر إشكالية وتقوض وتيرة التطور والتنمية في شتى القطاعات فنحن أحوج ما يكون الآن إلى دعم وتيرة التطوير للقطاع السياحي بصلاحيات تنفيذية أوسع ولوائح صريحة وواضحة (نافذة)، فنحن نخسر من عدم تطوير صناعة السياحة اقتصاديا وتوظيفيا والمستفيدون الدول المجاورة .. سلطان بن سلمان شرح منظومة السياحة وكان شفافا .. سألني صديق بعد اللقاء ما رأيك؟؟ فقلت له كان ضيفا فئة «خمسة نجوم». [email protected]