"أرحب بسفر المواطن خارج المملكة للسياحة"، جملة قالها رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز قبل عشر سنوات، في حين أبدى في مؤتمر صحفي بالرياض أمس، عدم رضاه عن الخدمات السياحية المقدمة للمواطن خاصة على الطرق واستراحاتها. وقال الأمير سلطان على هامش تدشينه مهرجانات صيف السعودية 2011، "أنا كمواطن لست راضيا عما تحقق في السياحة الوطنية مقابل ما تملكه المملكة من مقومات وما تتميز به من تنوع وكثافة في المواقع الحضارية والثقافية والطبيعية". وأوضح أن "المواطن السائح خاض الكثير من التجارب السياحية، التي مكنته من الضغط على المسؤولين عن السياحة بالمملكة من أجل تطوير السياحة الداخلية ورفع مستوى جودتها وتقديمها وفق التنظيم الذي اعتاده في السياحة الخارجية". وألمح إلى عدم ارتياحه لما حققه جهازه للسائح المحلي رغم الإنجازات التي تمت منذ توليه مهام الجهاز قبل نحو 10 سنوات، مشددا على أن المواطن يستحق خدمات سياحية متطورة تليق به وبمكانته. وقال "السياحة الداخلية لن تتطور بالشكل المأمول ما لم يتم تطوير الخدمات المتعلقة بها، التي لا تزال أقل من طموحات ومتطلبات المواطن الذي يستحق أن تقدم له بالشكل الذي يليق به وبمكانة المملكة". وكشف الأمير سلطان خلال المؤتمر الذي حضره الأمين العام للهيئة السعودية للحياة الفطرية عضو مجلس إدارة هيئة السياحة الأمير بندر بن سعود بن محمد، ورئيس اللجنة السياحية في غرفة جدة الأمير عبدالله بن سعود بن محمد، عن تحد يواجه الهيئة وشركاءها في تطوير الوجهات السياحية ووسائل النقل، لافتاً إلى تدني الخدمات في استراحات الطرق التي لا تجعل السفر عبر الطرق البرية تجربة جاذبة، وقال "طرقنا مع الأسف منفرة، رغم أن الدولة استثمرت مليارات الريالات في تهيئتها، ولدينا تخلف كامل في استراحات الطرق"، مبينا أن الحكومة اتخذت قرارات قوية للنظر في هذا الموضوع وتنظيمه بشكل جذري. وعاد ليؤكد أن التحدي الأكبر أمام السياحة الداخلية هو ما تعانيه من نقص وضعف في الخدمات لاسيما خدمات النقل واستراحات الطرق. وقال "إذا أردنا أن نوطن السياحة فلا بد أن نطور الخدمات وهو جهد لا يناط بالهيئة وحدها وإنما بعدد من الجهات المشرفة على الخدمات المتعلقة بالسياحة والأماكن السياحية". ولفت إلى أن الهيئة لا تراهن على الأحداث السياسية في بعض الدول العربية لازدياد حجم الإقبال على السياحة الداخلية، مشيرا إلى أن الهيئة تنافس على جذب السائح المحلي بغض النظر عن الظروف التي تشهدها الدول الأخرى. وفيما يتعلق بالفعاليات، أوضح الأمير سلطان أن عددها قبل 10 سنوات كان لا يتجاوز 5 فعاليات، في حين تنامى حتى ليبلغ 45 مهرجانا و127 فعالية خلال صيف هذا العام، مؤكداً أنه رغم وجود سوق سياحية كبيرة بالمملكة، إلا أنها قد تكون البلد الوحيد في الشرق الأوسط التي تصدر السياح للخارج بهذا الحجم من العدد والإنفاق المالي، وذلك بسبب القصور في التجربة السياحية المتكاملة. وأكد على ثراء المقومات السياحية بمناطق المملكة، وكثافة المواقع الحضارية والأثرية والشواطئ والثقافات واللهجات, وقال: "المملكة كنز هائل، ونحن مقصرون في إظهاره كجوهرة ثمينة". وأبان أن التوقعات تشير إلى ارتفاع حجم عدد الرحلات السياحية المحلية خلال هذا الصيف حيث تشير دراسات مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة إلى ارتفاعها إلى 8.8 ملايين رحلة سياحية، مقابل 6.9 ملايين رحلة لنفس الفترة من عام 2010 ، بنسبة نمو مقدارها 27.5% . إضافة إلى ارتفاع مصروفات الحركة المحلية المتوقعة إلى 10.4 مليارات ريال مقابل دخل بلغ 8 مليارات ريال العام الماضي ، بمعدل زيادة 31% . وذكر أن أعداد الفنادق تضاعفت في مختلف المناطق، وأن كبريات الشركات الفندقية دخلت المملكة وتعمل على الاستثمار في تطوير وإدارة الفنادق من مختلف الدرجات، مشيراً إلى أن الهيئة تعمل على تطوير برنامج الإقراض الفندقي. وأوضح أن الهيئة أصدرت بعض القرارات المهمة بشأن سياسة التسعير، كما تعمل مع صندوق تنمية الموارد البشرية في توظيف 10 آلاف مواطن للعمل في إدارة الشقق المفروشة. وأفاد أن استراتيجية السياحة الوطنية التي تم تحديثها مؤخراً توقعت نمو فرص العمل في قطاع السياحة إلى 2.3 مليون فرصة عمل بحلول عام 2020 . وأشار إلى أن وزير العمل ينظر للسياحة كأحد ثلاثة قطاعات رئيسية سوف تستثمر فيها الوزارة لإنتاج فرص العمل.