أجمع المشاركون في برلمان الشباب على أهمية إبراز منطقة المدينةالمنورة وتطويرها بما يساهم في انتعاشها سياحيا ،والقيام بدور أكبر للاستفادة من تعدد أماكنها الأثرية والتاريخية والدينية ،سيما أن صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز يرحمه الله أمير منطقة المدينةالمنورة سابقا ،أشار إلى أن أرقام السياح القادمين إلى منطقة المدينة ستقفز إلى 10 ملايين سائح في وقت لم يكن يزور المدينة للسياحة سوى بضعة آلاف،وفي العام الماضي بلغ عدد زائري المدينة في غير موسم الحج حوالى خمسة ملايين زائر،ما حدا ببرلمان الشباب طرح السؤال حول أهمية بناء سوق للسياحة وتأهيل الشباب في مجال الإرشاد السياحي. • خالد الجابري: لا بد من إشراك الشباب في قطاع السياحة من خلال تأهيلهم وتدريبهم للعمل كمرشدين سياحيين بما ينعكس على قدرتهم على إنجاح هذه الأعمال في ظل انتشار شركات السياحة وتوافد السياح على المدينةالمنورة كونها منطقة آثار في ظل الدعم الذي تقدمه الحكومة من خلال صندوق الموارد البشرية وصندوق المئوية وغيرها من الصناديق إضافة إلى مساهمة القطاع الخاص مثل باب رزق جميل، وغيره. سياحة الآثار • محمد الشريف: ما دور القطاع الأكاديمي في دعم السياحة، وماذا قدمت الشركات في هذا المجال؟ • د. عبد الله التمام: تدريب وتأهيل وتوظيف الشباب في المجال السياحي من المواضيع المهمة والحيوية في المدينةالمنورة لمكانتها الدينية وأهميتها لكل مسلم في شتى أنحاء المعمورة مما يحتم تأهيل الأماكن السياحية والأثرية في المدينةالمنورة ، وهذه الآثار يتمنى الزائر أن يزورها وإذا أتى نتمنى أن تصل إليه المعلومة الصحيحة والصادقة مبنية على علم بالتاريخ والآثار والبعض يجتهد في بعض المعلومات وتصبح خاطئة ولذلك المعلومة تصبح مهمة وخاصة عندما يستمع إليها الزائر لأول مرة ولذلك من الصعوبة تعديلها ومن هنا تبرز أهمية الإرشاد السياحي لمن يتلقى معلومة من المرشد،وقد قمنا في كلية السياحة والفندقة قبل عامين بدراسة جدوى لافتتاح تخصص الإرشاد السياحي وإيجاد فرع لكلية السياحة في العلا وتوزيع استبانة بذلك ،وقد جاءت أغلب الردود مؤيدة لافتتاح هذا التخصص ،وتم تشكيل لجان في الكلية للاسراع في وضع الخطط الدراسية ،وقد أنجزنا جزءا كبيرا منها ،والآن تجددت الفكرة بأن تم الرفع للمؤسسة العامة للتدريب المهني بأن يكون هذا التخصص في المدينةالمنورة ،وبالتالي سنبدأ قريبا بدراسة الجدوى من خلال توزيع استبانات على شرائح متنوعة في المدينةالمنورة ،وإذا ظهرت النتائج بشكل إيجابي سيتم فتح التخصص بعد عامين إن شاء الله مع افتتاح المبنى الجديد للكلية. شروط الالتحاق بالكلية • سعيد مساعد الحارثي: ما هي إجراءات الكلية في وضع مؤهلات وضوابط لدخول هذا القسم؟ • د. عبد الله التمام: الدراسة بعد الثانوية العامة وغالبا الشروط أن يكون سعودي الجنسية او والدته سعودية ويقبل 20 في المئة من غير السعوديين والدراسة لمدة سنتين بعد الثانوية والشهادة الجامعية المتوسطة، وفرصة أن تكون رجل أعمال وتوظف نفسك بنفسك وتبتعد عن الوظائف الأخرى من خلال قروض تقدمها الدولة وتجعل بإمكانك فتح مشروع بنفسك تحت رعاية المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، وهذا يعد الشباب لأن يكونوا رجال أعمال. إحياء الآثار النبوية • محمد الشريف: ما هي عوامل جذب ومقومات السياحة في المدينة؟ • د. عبد الله التمام: كل شبر في المدينة يوجد فيه معلم، وجميع الزائرين يدركون أهمية هذه المعالم، ويتشوقون لزيارة المدينةالمنورة والاطلاع على الآثار التاريخية والنبوية. • محمد الشريف: ماذا عن المعالم الأساسية التي اختفت خلف الجدران الأسمنتية وغيرها؟ • د. عبد الله التمام: أرى أهمية إحياء الآثار النبوية، ووقف الممارسات الخاطئة من خلال دور المرشد السياحي، وإعطائه المعلومة الصحيحة ،وبالتالي فالإرشاد السياحي عبارة عن رخصة وليست وظيفة إلا في حالات ضيقة ،والرخصة يحصل عليها الشخص الذي أخذ مجموعة من الدورات ويعرف جميع المناطق والآثار بالمدينة ودراستها تاريخيا والتخصص فيها، لكن العاملين الآن في الإرشاد السياحي يفتقدون للمعلومة الصحيحة. مدينة الشباب • د. بهجت جنيد: نعتقد أن المدينة يكفيها وجود المسجد النبوي وقباء والقبلتين وموقع غزوة أحد والخندق، فقط نحتاج إلى مرشد سياحي متخصص وصادق والآن المرشدون السياحيون يتخرجون ولا يعملون في مجال السياحة، ونعتقد أن الناس عطشى لأن تسمع شيئا صحيحا عن تاريخ المسجد النبوي والقبلتين والغزوات وغيرها، كما أنه يجب على التعليم العام أن يوعي الطلاب والطالبات حول الأماكن الأثرية من خلال الزيارات الميدانية ،السوق السياحي موجود لكنه بحاجة إلى المعلومة الصحيحة عن هذه الآثار منذ وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ويجب على كلية السياحة والفندقة سرعة افتتاح قسم للإرشاد السياحي، حيث توقع الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله أمير منطقة المدينةالمنورة سابقا أن عدد السياح سيصل إلى عشرة ملايين وفي العام الماضي وصل العدد إلى خمسة ملايين،فيما بادرت مؤسسة المدينةالمنورة لخدمة المجتمع إلى إنشاء مدينة للشباب والتي وعد بها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة والتي ستكون بلا شك قاعدة في تأسيس العمل الشبابي وتأهيله وتدريبه ليكون عضوا فاعلا يؤسس عمله بنفسه بدلا من انتظار الشباب للوظائف، وقد تم تخصيص الأرض وتجري اللجان أعمالها لدراسة الموقع وبدء العمل وقد تم الالتقاء بمجموعات من الشباب ودراسة هذا الموضوع للاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم. الإعلام السياحي • حاتم الرحيلي: قبل أن نشرع في الإرشاد السياحي ومواكبة هذا التوجه ،يجب أن تتضافر الجهود وتهيئة المجتمع لتقبل ونشر ثقافة السياحة، لينطلق الشباب في هذا المجال من خلال كلية السياحة والفندقة، وهيئة السياحة والآثار، كما أن دور الإعلام مهم في هذا الجانب فلماذا لا يكون هناك تخصص يسمى «الإعلام السياحي»، ليقوم بدور كبير في المجتمع لتنشيط السياحة الداخلية. • د. بهجت جنيد: الإعلام مقصر في هذا الجانب لكن برلمان الشباب الذي تقدمه «عكاظ» يؤكد توجه الإعلام أخيرا في القيام بأدواره وتحمل مسؤولياته تجاه المجتمع، لا سيما وأن المجتمع بدأ يتقبل فكرة السياحة ويتعاطى معها لكن بشكل عشوائي. بعيدا عن البدع والخرافات • محمد الشريف: المدينةالمنورة مليئة بالآثار ومع ذلك نحن لا نستشعر أهميتها ،ولذلك يجب نشر الوعي بأهمية هذه الآثار والتعامل معها بطريقة تسمح بالاستثمار في هذا الجانب. • م. يحيى سيف: نشكر «عكاظ» على اهتمامها بقضايا المجتمع وخاصة الشباب، والقطاع السياحي في مفهومه الواسع أحد القطاعات الرئيسة التي تتفرع منها أنشطة متعددة والإرشاد السياحي أحد الأنشطة التي لم تستغل بالشكل الأمثل في المدينةالمنورة، مع العلم أن الكثير من أبناء المدينة لا يعرف التفاصيل الدقيقة لهذه الأماكن التاريخية والدينية فقط مجرد معلومات سطحية، ووجدت أحد المرشدين يعمل منذ 20 عاما في سيد الشهداء ولديه معلومات كثيرة خاطئة حول المنطقة التاريخية، كما أنه يجب التوسع في القطاع السياحي مثل حجوزات الفنادق والطيران، والسياحة والسوق جدا كبير، ولذلك نتمنى أن تكون لدى الشباب روح المبادرة لافتتاح مؤسسات ذات علاقة بالسياحة ،ويكفي أن المدينة تتميز بالمسجد النبوي وبأماكنها ومساجدها التاريخية ،ونحن إذا بدأنا في الإرشاد السياحي نبدأ بمعرفة الأماكن التي يجب زيارتها ووردت فيها نصوص شرعية مثل الصلاة في المسجد النبوي وقباء، وزيارة شهداء أحد، وأصبحت لدينا رسالة لنرشد الناس ونبعدهم عن البدع والخرافات، وهذا يأتي من خلال جولة سياحية يقوم بها مرشد لديه وعي ديني ومعلومات تاريخية صحيحة لإيصال رسالته بالشكل الصحيح، كما أن الإرشاد السياحي يصحح المفاهيم الخاطئة لبعض الزائرين، وأتمنى أن تكون هناك مبادرة من الشباب للعمل في السياحة بشكل عام بدلا من العمل لدى الأشخاص أو المؤسسات ويمتلكون مكاتب سياحية ،ولا شك أن الإنسان يواجه صعوبات لكن هذه الصعوبات ستكون طريقا نحو النجاح، لتوسيع مفهوم السياحة والارتقاء بها من خلال تقديم الخدمات السياحية بمفهومها الواسع من خلال حجوزات الطيران، والفنادق، والرحلات والتنقلات والأماكن السياحية، ومعرفة جدولة السياحة من خلال نقل الخبرات من مكاتب السياحة. فجوة القطاع الخاص والشباب • كمال خليفة: المدينةالمنورة نجحت في السياحة قديما حيث كان أهل المدينة يتكلمون عدة لغات ويقيمون علاقات متعددة مع الحجاج والمعتمرين، كما أن هناك فرصا متعددة تقدمها هيئة السياحة والآثار من خلال الإرشادات التي تقدمها عبر موقعها على الانترنت، أما النقطة الثانية فيجب تقديم دورات قبل الحصول على رخصة للسياحة من قبل هيئة السياحة والآثار، صحيح أن هناك فجوة بين القطاع الخاص والشباب من خلال عدم الثقة حيث يقوم الشباب بالعمل لفترة لا تتعدى السنة ثم يرحل ،وهذه تجعل الشركات والمؤسسات تفقد ثقتها في كثير من الشباب المتقدمين، وحسب معدل الدوران خلال ستة أشهر ،يتم توظيف أكثر من عشرة أشخاص وهذه مشكلة بسبب عدم الاستقرار، ونتمنى من الشباب أن يكونوا أكثر حرصا على النجاح والتفوق. • د. بهجت جنيد: توجهوا للقطاع السياحي وأوجدوا فرصا وظيفية وساهموا في توظيف زملائكم وتحولوا لمكاتب أو شراكات متعددة، لاسيما أن الدولة تقدم العديد من القروض لفتح المشاريع الخاصة بالشباب وكذلك الصناديق وبعض البنوك. د. عبد الله التمام: الدعم الذي تقدمه الدولة هو لحماية رأس المال لئلا يتلاشى وليواصل عمله وانتاجيته، كما يقدم صندوق الموارد البشرية نصف راتب الموظف لمساعدة صاحب المشروع على النجاح في مشروعه. د. يحيى سيف: أساس النجاح في كل عمل هو الاتقان والابداع، والتنافس الشريف ،والطريق ليس مفروشا بالورد لكن حب المهنة له دور في نجاح أي مشروع، ويجب أن نتعلم من بعضنا البعض ، كما أن تمويل الدولة ليس ربحيا، فيما يعد تكوين الشراكات إحدى وسائل النجاح. إطلاق المشاريع الخاصة • ممدوح عمر (صاحب مبادرة شبابية في مجال السياحة وتنظيم المهرجانات): واجهت في بداية مشروعي صعوبات في أمانة منطقة المدينةالمنورة لاستخراج أوراق العمل وهذه الصعوبات زادتني إصرارا على نجاح مشروعي السياحي، وأطالب بتشكيل لجنة وخطة تطوير لإنجاح مشاريع شباب المدينة في المجالات كافة ، وفي المجال السياحي خصوصا فهذه اللجنة ستسهل على الشباب إطلاق مشاريعهم بدلا من تعقيدات الجهات ذات العلاقة. • ماجد عبد الله الصقيري: كشعوب عربية ،لا يوجد لدينا تنافس في كيفية معالجة موضوع السياحة وكيف نستطيع أن نرتقي بالقطاعات السياحية، يجب أن نضع أيدينا ونتعرف على مكامن الخلل في مسائل الجذب السياحي ،والسياحة تجربة متميزة تشرف كل من يعمل فيها ، والجهات الحكومية والخاصة لها دور كبير،لا سيما أن المدينة موقع سياحي هام لوجود الكثير من الآثار الدينية والتاريخية، ويجب جدولة الكثير من الرحلات السياحية ووضع برنامج لزيارة المساجد التاريخية والآبار النبوية، واستثمار هذا المجال استثمارا حقيقيا، والهيئة العامة للسياحة والآثار وكلية السياحة بحاجة لمزيد من الوقت لتطوير قطاع السياحة ولذلك لا يصح أن توجه لها سهام الاتهام، ويجب أن تكون اماكن السياحة وسيلة جذب، سواء في سيد الشهداء وموقع غزوة أحد ،فهذه الأماكن حاليا غير جاذبة للعشوائية التي تسودها ولا يوجد فيها تنظيم ،فهناك بسطات متناثرة ،واجتهادات من بعض الأشخاص لديهم معلومات خاطئة لا تمت للحقيقة بصلة، وأتمنى أن ينخرط الشباب في دورات سياحية تعلم المرشد كيف يتحدث ويحصل على المعلومة الصحيحة. • مسفر الحارثي: يوجد في المدينةالمنورة الكثير من الآثار ولا توجد فيها متاحف رسمية تتبناها الدولة عبر هيئة السياحة والآثار بل كل المتاحف اجتهادات شخصية وتتبع القطاع الخاص ، علما بأن المتاحف الرسمية ستجذب السياح ،كما يمكننا المطالبة ببعض الآثار التي تخص المدينةالمنورة من بعض الدول ،وسيجد هذا الأمر ترحيبا ، كما يمكن لهذا المتحف أن يستقبل ملايين الزوار ويتمتع بالمعلومة الصادقة، كما سيساهم في توظيف الكثير من الشباب الباحثين عن العمل في مجال الإرشاد السياحي. • أحمد جاب الله: هناك أماكن ترتبط بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم من جانب أو بآخر والكثير من الزائرين يجهلون هذه الأماكن إما لصعوبة الوصول إليها أو اختفائها خلف المباني. • أنيس العبيري: أشير إلى أهمية اطلاق أندية تطوعية تمارس العمل السياحي مما يعود على المدينة بالنفع والفائدة، لا سيما أن هذه الأندية ستجد الترحيب من كافة المتخصصين في مجال التاريخ أو في مجال السياحة، وسيقدمون دورات تطوعية في هذا المجال مما سينعكس إيجابا على الإرشاد السياحي. • فارس شربجي: إذا أردنا أن تكون المدينة وجهة سياحية ،علينا العمل على قدم وساق للوصول إلى هذا الحلم، لأننا كجيل شاب ومتفتح نتطلع إلى اللحظة التي تكون فيها المدينةالمنورة وجهة سياحية لا سيما وانها تحمل من المعالم ما يجعل الزائر يستمتع بوقته. • أحمد علي: لا أحد ينكر أهمية الدورات الصيفية في مجال تطوير الإرشاد السياحي ولذلك لابد للجهات المختصة أن تتحد خلف هذا الموضوع ،وتكون هناك شراكة بين القطاع الحكومي والخاص للوصول إلى هذه الرؤية التي ستفتح الباب على مصراعيه أمام الشباب المهتمين بالإرشاد السياحي. المشاركون في الحوار: الدكتور بهجت محمود جنيد أمين مؤسسة المدينةالمنورة الخيرية لخدمة المجتمع. الدكتور عبد الله التمام عميد كلية السياحة والفندقة في المدينةالمنورة. المهندس يحيى سيف وكيل أمانة المدينةالمنورة للخدمات. كمال خليفة مدير شركة دار الإيمان بالمدينةالمنورة.