تصاعدت الضغوط الدولية على النظام السوري بشكل غير مسبوق وعادت فكرة التدخل العسكري تطرح من جديد، إذ عقد مجلس الأمن الدولي أمس جلسة خاصة لمتابعة تطورات الوضع قبل يومين من جلسة مماثلة يعقدها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة غدا لمناقشة تداعيات مجزرة الحولة، في حين توالى طرد الدبلوماسيين السوريين المعتمدين في الخارج. استمع مجلس الأمن في اجتماعه إلى تقرير قدمه جان ماري غيهينو مساعد الموفد الدولي والعربي كوفي عنان عبر دائرة فيديو مغلقة من جنيف، كما استمع المجلس إلى مدير عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة ايرفيه لادسو، وقدم الاثنان صورة مفجعة للمجازر التي وقعت في الحولة والسجر «قرب دير الزور»، حيث شدد غيهينو على ضرورة إطلاق عملية سياسية فعلية لكسر حلقة العنف. وقال مندوب ألمانيا بيتر فيتيغ مفتتحا الجلسة «آمل أن تفتح مجزرة الحولة عيون بعض أعضاء مجلس الأمن بشكل يسمح لنا بالتقدم في المناقشات»، في إشارة ضمنية إلى روسيا والصين، وأوضح فيتيغ أن مجلس الأمن سيتطرق إلى احتمال زيادة عدد المراقبين الدوليين وكيفية الرد على الخروقات التي تنتهك قراره، معتبرا أن مجزرة الحولة خرق فاضح لقرارات المجلس وتكشف بشكل واضح الحاجة إلى آليات تتيح معاقبة مرتكبي مثل هذه الجرائم. وأعلنت فرنسا أنها تأخذ في الاعتبار كل الخيارات بعد اقتراح بلجيكا إقامة مناطق آمنة في سورية تضمنها قوة دولية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «نأخذ في الاعتبار كل الخيارات التي من شأنها أن تتيح إنهاء القمع وبدء عملية سياسية تتسم بالصدقية»، ومن جهته قال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز، «من دون وجود عسكري على الأراضي السورية لتأمين وقف لإطلاق النار ولدعم خطة لحماية المراقبين وتأمين إيصال المساعدة الإنسانية، لن نحصل على شيء من الرئيس الأسد». وعلى الصعيد الدبلوماسي تواصل مسلسل طرد الدبلوماسيين السوريين. وقال مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية إن حكومة اليابان طلبت من السفير السوري مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن، كما طلبت تركيا من الدبلوماسيين السوريين مغادرة البلاد في غضون 72 ساعة. بالتزامن مع ذلك عبر رئيس فريق المراقبين الدوليين روبرت مود عن استيائه الشديد من مقتل 13 شخصا في شرق البلاد، ودعا مود في بيان جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس ووضع حد لدوامة العنف من أجل سورية والشعب السوري إثر اكتشاف 13 جثة مكبلة الأيدي يبدو على بعضها آثار إصابتها بعيار ناري في الرأس من مسافة قصيرة في منطقة السجر التي تبعد 50 كيلو مترا شرق دير الزور. ميدانيا جددت قوات نظام الأسد أمس قصفها لمنطقة الحولة، في حين تواصلت أعمال العنف في سائر أنحاء البلاد وحصدت 62 قتيلا، واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش السوري الحر فجرا في منطقة السيدة زينب في ضاحية دمشق، وفي مدينة القطيف في الريف، وسمعت أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في حيي القدم والحجر الأسود الدمشقيين ومدينة دوما.