ليست نهايتك فقط التي يمكنك كتابتها لنفسك.. وليست الطريقة الخاطئة والأساليب السيئة التي تعيشها أو تمارسها كفيلة بتدمير مستقبلك.. وربما حياتك.. أنت فقط بل إنك ستأتي على أشخاص آخرين.. مرتبطين بك.. يهمهم أمرك.. وتعني لهم الكثير.. وبما أن هذه النهاية المؤسفة باستطاعتها تغيير مسار حياتك بأكملها..فمصيبتك ستكون عظيمة .. وأزمتك كبيرة ..وقد لا تستطيع التعامل مع هذ الوضع المدمر بالشكل السليم وبالطريقة الواعية.. لأن الخبرة تنقصك.. ولأنك لاتدرك الخطورة التي تنتظرك.. وليس غريبا أن ترمي بنفسك للهاوية مرة تلو الأخرى.. مخيبا ذلك الظن الحسن في نفوس من وثقوا بك ومزعزعا ثقة الآخرين فيك.. وحين تنزف جراحك جراء تصرفاتك الصبيانية فإنك لن تستطيع مداواتها بالتراب.. فهي غائرة في صميم كيانك، حتى بات التعامل معها صعبا ومستحيلا.. وما إن ترغب في اكتشاف الأسباب المؤدية لما وصلت إليه أحوالك ومحاولة إصلاح ما يمكن تداركه فإنك ستكتشف أن الكثير من الأشياء المرتبطة بهذه المعاناة لا تجدي معها الحلول الآنية أو العلاجات المؤقتة، وإنما هي بحاجة ماسة إلى استئصال جذري قد ينقذك مما أوقعت نفسك فيه.. بعد أن باتت معقدة وشائكة .. الأخطاء عادة تبدأ صغيرة إلا أن مصائبك تبدأ كبيرة.. وأنت من يضخمها .. وقد كان بإمكانك اكتشافها مبكرا ومعالجتها بعقلانية واتزان، حتى يمكن تجاوزها لولا سذاجتك أو عدم مبالاتك.. فأنت حتما من يكتب نهايته بيده.. فالتعامل مع الواقع فن لا يجيده كل إنسان.. وإنما من يوطن ذاته على محاسبة النفس والتصالح معها.. وهو مطلب مهم كي تسير في الطريق المؤدي للسلام والنجاح.. للحقيقة وجه واحد .. فإن لم تتعامل معها بشكل منطقي وعقلاني صادق فإنك حتما ستتجه نحو الهاوية.. أما إن صور لك غرورك أن الحقيقة ما تراه بعينك فقط دون عقلك، فتلك حتما الكارثة .. فتتمادى في ارتكاب الحماقات.. سيجعلك تعيش موهوما بالنجاح، بينما واقع الحال يصنع فيك فشلا ذريعا، وبالتأكيد ستجد نفسك محصورا بفكرك السليب يملؤك الألم .. عندها ستتوالى عليك المتاعب من كل صوب. لحظة: ليس في المعركة خاسر.. فقط إذا استطعنا تجنب آثار الهزيمة وعالجنا أسبابها الكارثية وتداركنا ما تؤديه الأفعال المجنونة من مصائب. إبراهيم علي شهاب