اجتر آهات موغلة في القدم؛ ومن تحت جفنين كأنما كهفين درست رسومهما سكب دمعتين تاهت في أخاديد الزمن. أشاح ببصره بعيدا وكأنما يستحلب ذاكرته.. يا بني دمعنا نحبسه في المآقي؛ نتقاسمه مع أرضنا؛ نسقيها إياه حين يلفنا الجدب؛ ونرفع معها أكف الضراعة لرفع الكرب؛ فتستقبل سيلا نشم منه عبقها زكيا يبعث في النفس الحبور. وهنا ننثر دمعا يختلط بغيث السماء في كرنفال باذخ. ألم أقل أننا وأرضنا سياميان يستعصي فصلهما..!!! شاخ الجسد؛ وبلغت هي الأرض سن اليأس. ولم نعد نرفع الأكف؛ بعد أن حبست السماء العطاء وقذفت وتجشأت البطون المتخمة في منابع الوادي؛ لتسيله بماء آسن. سموه صرفا صحيا؛ ليحض بقبول ابتلاعه. وما دروا أن أنفسا هامت في حب الفضاء الفسيح؛ حتى بلغت هاماتها قمم جبالها؛ يصعب ترويضها حتى غدت ممنوعة صرف..!! إنها ضريبة المدنية بمبانيها .. التي كنت أتمنى لو أنها (بقيت على مبنى الشايب).