لا تتوقف اختناقات العروس جدة في لهيب الصيف وطقسه الحار كما لا تتوقف مع الاختناقات المرورية والزحام والحفريات المؤقتة والدائمة .. فدخلت إلى حياة الجداويين معضلة جديدة في انقطاعات التيار وتعثراتها المفاجئة في الأحياء والمدارس وبعض القطاعات .. ويستمر الانقطاع «المفاجئ» في بعض الأحيان من الظهيرة حتى المساء فكيف يعيش المسنون والأطفال والمرضى والمقعدون في البيوت مع واقع ساخن كهذا؟ المواطنون اكتفوا بتوجيه العتب واللوم والنقد العنيف مع الانزعاج على أمل بصلاح الحال في الأيام المقبلة لكن الأمل رهين بخطة شركة الكهرباء لمعالجة الأوضاع وإصلاح الحال .. فالحرارة التي ترتفع يوما بعد يوم لن ترحم صغيرا أو كبيرا إذا تزامنت معها الانقطاعات المفاجئة والمبرمجة. في وادي مريخ أبدى المواطن عبدالله الغامدي، قلقه الشديد من الانقطاعات المفاجئة والمتكررة للتيار الكهربائي بلا سابق إنذار، إذ أن حرارة الصيف تدفع الإنسان للخروج عن المألوف، وهو عين ما حدث لوالده الذي يعاني من السكر وارتفاع ضغط الدم. ويضيف الغامدي أن الكهرباء ظلت مقطوعة عن الحي ليومين حتى وصلت فرقة من الشركة بعد عدة اتصالات وتبين أن العطل الذي أصاب الحي طفيف تمثل في أحد الخطوط وكان يمكن معالجة الخلل في وقت قصير ولكن. حديث المجالس ويتساءل أبو أسامة عما إذا كانت شركة الكهرباء اتخذت احتياطاتها اللازمة لتفادي أي عارض مفاجئ يتسبب في انقطاع التيار، خصوصا في الصيف، لافتا إلى أن معظم الأسر بدأت تتخوف من الظاهرة التي تستحوذ على أحاديثها ومجالسها. لكن سامي الحربي يرى أن أجواء الصيف الساخنة ما زالت في بدايتها وهناك مخاوف لدى الأهالي من مشكلة الانقطاعات المتوقعة حيث يطالب بضرورة العمل على اتخاذ التدابير اللازمة، وإيجاد وسائل بديلة لتوفير التيار، في حال تعرض الخدمة للتوقف أو وقوع عطل مفاجئ لأجهزة التوليد والكيابل. ويطالب كل من يوسف الجهني من سكان حي الأجواد، ومعه جمعان الرويلي، بحلول من فرق الصيانة التابعة للكهرباء، وعدم الاكتفاء بالصيانة الدورية للمحطات المولدة للتيار، وخطوط النقل للخدمة، والعمل بشكل عاجل على صيانة المحولات الصغيرة داخل الأحياء، والكشف على العدادات والقواطع التي تربط المنازل والمباني السكنية بكيابل نقل التيار. سعيد الزهراني من سكان حي الصفا، عبر عن استيائه من انقطاع الكهرباء في المدارس، إذ انقطعت الخدمة في إحدى المدارس الحكومية للبنات بسبب تماس كهربائي نتيجة زيادة الأحمال، ما أدى إلى خروج الطالبات قبل موعد الانصراف. وأضاف الزهراني أن المشكلة تحدث في كل صيف بسبب الأحمال، مطالبا بضرورة متابعة وضع الموصلات المنزلية وأجهزة العدادات، وتوجيه فرق الصيانة للكشف عليها واستبدال التالف منها، تفاديا لانقطاع التيار بشكل مفاجئ. المدارس والتيار من جهته أكد المدير العام للتربية والتعليم بمحافظة جدة، عبدالله بن أحمد الثقفي حرص الإدارة على سلامة الطلاب والطالبات في المدراس والاستعداد خلال فترة الصيف. والتأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية بالوقوف على بعض المواقع تحسبا للانقطاعات المفاجئة. مشيرا إلى أن فرق الصيانة وقفت على جميع الدوائر الكهربائية في المدارس. كما ناقش المدير العام للتربية والتعليم بمحافظة جدة عبدالله بن أحمد الثقفي في اجتماع بمكتبه مع مدير كهرباء جدة عبدالقادر حامد الشيخ عددا من المواضيع المشتركة بين التعليم والكهرباء، ومنها إيصال التيار الكهربائي للمنشآت التعليمية وتقوية وإضافة العدادات للمدارس المستأجرة ودعم التيار الكهربائي. وأوصى الاجتماع بحصر المحطات الواقعة وسط الأراضي التعليمية ورفعها للشركة لنقلها لمواقع مناسبة، وأكد الاجتماع على أهمية مراجعة شركة الكهرباء قبل توقيع العقود مع المؤجرين لمعرفة أحمال المباني وإمكانية تقويتها، إضافة إلى توفير مساحات كافية للمحطات الكهربائية في المواقع التعليمية، وضرورة التوعية عبر الحملات والنشرات بترشيد الكهرباء.