مع تصاعد الأجواء المناخية وارتفاع درجات الحرارة في صيف هذا العام، شكا مواطنون من انقطاعات الكهرباء المفاجئة والمتكررة التي تشهدها بعض الأحياء، في فترات الظهيرة وما بعد منتصف الليل. وأبدى المواطنون انزعاجهم من حرارة الطقس والارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة يوما بعد آخر، كما أشاروا إلى تنامي مخاوفهم من تعرض الخدمة الكهربائية للانقطاع، أو التعثر خلال الأيام المقبلة، التي يستقبلون فيها شهر رمضان المبارك في ذروة فصل الصيف، ما ستشكل عليهم أعباء نفسية وجسدية تنعكس سلبا على سلامة الصائمين خصوصا كبار السن والأطفال. وقال أبو أسامة إن الظروف المناخية التي تعيشها جدة حاليا، لايمكن أن تطاق دون استخدام أجهزة التكييف، كما أن الأسر وهي تستقبل الشهر الكريم تقوم بالتسوق وشراء كميات من الأغذية معظمها تحتاج إلى تخزينها في أجهزة التبريد (الثلاجات)، كي لا تتعرض للتلف. وتساءل أبو أسامة عما إذا كانت شركة الكهرباء اتخذت احتياطاتها اللازمة لتفادي أي عارض مفاجئ يتسبب في انقطاع التيار، خصوصا في شهر رمضان المبارك، لافتا إلى أن معظم الأسر بدأت تتخوف من هذه الظاهرة وتستحوذ على أحاديثها. من جانبه، قال كل من سالمين بن حريز، أبو عبدالله خوجة، إن أجواء الصيف الساخنة ما زالت في بدايتها وهناك مخاوف لدى الأهالي من مشكلة الانقطاعات المفاجئة للتيار. وطالبا بضرورة العمل على اتخاذ التدابير اللازمة، وإيجاد وسائل بديلة تقوم بتوفير التيار الكهربائي، في حال تعرض الخدمة للتوقف أو وقوع عطل مفاجئ لأجهزة التوليد والكيابل. وأشارا إلى أن هناك أعطالا سابقة تسببت في معاناة الأسر، وتحملهم مصاريف اللجوء إلى الشقق المفروشة، كان السبب فيها تعرض الكيابل الموصلة للتيار للانقطاع نتيجة لأعمال الحفر التي تنفذ في البنى التحتية للجسور والأنفاق، لعدم وجود خرائط توضح مسارات الكيابل لدى الشركات العاملة في تلك المشاريع، ما أدى إلى استهلاك وقت كبير لإصلاح الأعطال وإعادة التيار، وهو ما انعكس سلبا على نفوس الأهالي. من جهتهما، طالب كل من عبدالعزيز الغامدي، سعيد شندي، بحلول من فرق الصيانة التابعة للكهرباء، وعدم الاكتفاء بالصيانة الدورية للمحطات المولدة للتيار، وخطوط النقل للخدمة، والعمل بشكل عاجل على صيانة المحولات الصغيرة داخل الأحياء، وكذلك الكشف على العدادات والقواطع التي تربط المنازل والمباني السكنية بكيابل نقل التيار. وأشارا إلى أن عددا كبيرا من المنازل تعاني من تدهور وضع العدادات والقواطع نتيجة لقدمها، وللعوامل المناخية والصدأ، ما أدى في حالات كثيرة إلى تعثر الخدمة الكهربائية نتيجة لتعطلها وتعرض الأسر لمعاناة لا يمكن وصفها في مواجهة سخونة الأجواء، بالإضافة إلى تكبدهم خسائر مالية نتيجة لتعرض الأغذية المحفوظة في أجهزة التبريد للتلف. وطالبا بضرورة متابعة وضع الموصلات المنزلية وأجهزة العدادات، وتوجيه فرق الصيانة للكشف عليها واستبدال التالف منها والقديم، تفاديا لانقطاع التيار بشكل مفاجئ. إلى ذلك، بدأت الشركة السعودية للكهرباء في المنطقة الغربية أمس، تطبيق خطط مواجهة صيف هذا العام في ظل مخاوف سكان جدة، من تكرار الانقطاعات الكهربائية، وارتفاع الأحمال على بعض المناطق مما يتسبب في غياب التيار الكهربائي. من جهته، أوضح مدير شركة الكهرباء في جدة، المهندس عبدالعزيز المطوع، أن الشركة بدأت استعداداتها لصيف هذا العام في وقت مبكر، بعد أن اجتمع مسؤولو الكهرباء لمناقشة خطط الصيف، وآلية البدء في احتواء بعض الانقطاعات المفاجئة. وقال المطوع إن الشركة في هذا العام أنشأت مواقع جديدة في محافظة جدة، لدعم الأحياء والمناطق التي تعاني من الحمولات العالية، واتخاذ الاحتياطات اللازمة المعدة لمواجهة أي طارئ مفاجئ، بالإضافة إلى جاهزية فرق الصيانة الميدانية لمباشرة أي خلل على مدار ال24 ساعة. وأكد المطوع أن كهرباء محافظة جدة سجلت وللعام الرابع على التوالي، كواحدة من أفضل المناطق في مواجهة أعباء الضغوطات العالية لفصل الصيف نتيجة الخطط المدروسة. يذكر أن محافظة جدة تشهد سنويا في فصل الصيف، انقطاعات متكررة عدة في عدد من الأحياء، بسبب الضغوطات والاستهلاك العالي للكهرباء.