شكلت نتائج الانتخابات المصرية في مرحلتها الأولى، صدمة لكثير من المراقبين حول استحواذ مرشح الرئاسة أحمد شفيق على الدرجة الثانية من الأصوات الانتخابية بعد مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي. مصادر القوة الكامنة لشفيق لم يدركها كثيرون خصوصا من خصومه والتي تمثلت في أربع كتل أساسية في قطاعات الأقباط، وبقايا النظام السابق، سيما من الحزب الوطني المنحل ، والليبراليين، إلي جانب قدامى العسكر الذين تقاعدوا على مدى السنوات الماضية. ويعتقد اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني والاستراتيجي المعروف أن لشفيق مصادر قوة عديدة لا يراها كانت «كامنة» وإنما ربما أخطأ الكثيرون في فهمها جيدا، سواء من خصومه، أو من منافسيه على المقعد خلال الجولة الأولى للانتخابات. وزاد: من الخطأ أن يبني أي مرشح معركته على عنصر واحد، أو بعض العناصر وأن يتجاهل أو يسئ حساب مواطن القوة للطرف الآخر، موضحا أنه يتعين عدم تجاهل وجود مصادر عديدة تعكس قوة الفريق شفيق. وأضاف أنه يتعين ألا نتجاهل قوة التيار المدني الرافض ل «تدين» الدولة آخذا في الاعتبار المخاوف التي انتابت الكثيرين من سلوك جماعة الإخوان داخل البرلمان. ويرى أن الدعم تشكله القوة التصويتية للأقباط وبما لها من مواقف معروفه، إلى جانب ذلك هناك بقايا النظام الذين ذهبت أصواتهم بقدر كبير إلى شفيق بالإضافة إلى نجاحه في النزول إلى الشارع وتحديدا في الصعيد والواجهة البحري. من جهته، يرى الخبير العسكري اللواء صفوت الزيات أن هناك مصدر قوة غير مرئي للكثيرين حظي به شفيق بالكثير من الأصوات التي لدى العسكريين القدامى الذين أحيلوا إلى التقاعد وهي أصوات وكتلة تؤكد أنها ضخمة لا يمكن الاستهانة بها، ولا تقتصر على أشخاصهم وإنما تشمل عائلاتهم وأقاربهم.