محافظة حوطة بني تميم أكدت أصالتها عبر التاريخ بحضارة سادت ولا زالت .. كونت عبر مئات السنين بعض التفاصيل الدقيقة التي تروي قصة جذورها، يتضح هذا جليا بشواهدها من قلاع وآثار، وبروز كثير من أبنائها في علوم الدين والأدب والقيادة مما تناقلته المحابر والأخبار، أهلها يتملكهم الكرم والشجاعة والمروءة، يقابلها الطيبة والسماحة التي يمتلكها أهلنا بالحوطة واشتهروا بها وأصبحت مضمنة في قواميس الصدق والطهر، نقاؤهم لا يشعر به إلا من عاش بين أهلها أو تعامل مع قلوبهم وأيديهم السخية كونها مصحوبة بمشاعر الشفافية والصفاء، وعندها يجد زائرها طعما للحياة. القبائل التي سكنت حوطة بني تميم أصبحت جسدا واحدا يجمع بينهم الدين والإخاء، يقول ابن بشر واصفا أهلها: (إنّ أهل الحوطة اشتهروا بالقوة والمنعة والخشونة ضد الأعداء، وعدم الذلة والخضوع لأي قوة دخيلة عن المنطقة مهما بلغت قوتها) وكان تاريخ أهلها ولله الحمد مشرفا مع الدولة السعودية بمراحلها المختلفة ولاء ووفاء.. وقد قال الإمام فيصل بن تركي مادحا أهل حوطة بني تميم عندما علم بانتصارهم على الأتراك في قصيدته المشهورة التي منها: أقول ذا قولي وبالرب وثاق أمدح رجال (ن) من تميم (ن) مناعير حاموا على المله وقاموا على ساق دون المحرم والغروس المباكير وبعد فتح الرياض بقيادة والدنا الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه موحد الجزيرة ومؤسس نهضتها الحديثة عام 1319ه قصد إخوانه بحوطة بني تميم وأعطوه بيعتهم ومناصرتهم على السمع والطاعة ولما يملكه ابن سعود من محبة وفاء لديهم، ولله الحمد تعيش هذه المحافظة حاضرا مزدهرا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كل مناحي الحياة، وقد ساهمت في هذه النهضة بأجيالها ودعمت مسيرة التقدم عبر أيدي أبنائها، والأسماء عديدة وشتى في جميع المجالات وليس في زمننا الحديث فحسب بل في تاريخنا العتيق أسماء أكثر جزالة واعتبارا، وهنا دعوة لكل قارئ بأن يزورها ويأنس بناسها ويستمتع برياضها وأجوائها وعبق تاريخها بشواهدها.