يمتاز علم الإدارة بالتطور المستمر، والقابلية للتغيير والتواؤم مع ظروف المنظمات والمؤسسات بمختلف أنشطتها وأهدافها، وهو ما أسهم في ظهور نظريات وأساليب حديثة للإدارة تتناسب مع توجهات كل مدير أو قائد، وكذلك مع كل من يبحث عن دور إداري يسعى جاهدا للقيام به، أو فرضه داخل المنظمة. ونتيجة لإصرار بعض المديرين والمديرات على ممارسة أساليب الإدارة التقليدية، واتخاذ القرارات بصورة فردية، فقد أصبحت بعض الإدارات والأقسام في المؤسسات الحكومية والأهلية تعاني من تسلط أشخاص لا علاقة لهم بالإدارة، والتدخل في المهام والواجبات الوظيفية دون أن يطلب منهم ذلك، وتبني أدوار المدير الخفي، بعلم المدير الرسمي وبموافقته، أو بدون علمه، وذلك ما يخلق علاقات متوترة بين الإدارة والعاملين، وبين العاملين أنفسهم، ينعكس أثرها سلبا على مستوى الأداء والإنتاجية، فضلا عن تكوين مجموعات ضغط تابعة لهم تدار من خلف الكواليس بأسلوب الإدارة الخفية، تعمل على محاولة التأثير في صنع واتخاذ القرارات التي تخدم مصالحهم الشخصية بشكل خاص. ويشير بعض خبراء الإدارة إلى أن مثل هذه المجموعات تتكون نتيجة لاستمرار كثير من المديرين والمرؤوسين في مناصبهم لسنوات طويلة دون تغيير، أو تطوير لقدراتهم التي تبقى على مستوى واحد من الأداء البيروقراطي العقيم، أو ما يمكن أن يطلق عليه الإدارة المستدامة المتمسكة بمواقعها، في الوقت الذي تفتقر المنظمات إلى التنمية المستدامة Sustainable Development في مختلف جوانبها! وفي مثل هذه البيئة غير الصحية للعمل، قد يستسلم المدير لرغبات وتصرفات أصحاب الإدارة الخفية، ويسير أعمال إداراته حسب أجنداتهم وتوجهاتهم، دون الالتفات لإعلاء المصلحة العامة للعاملين فوق المصالح الشخصية لهؤلاء، وهو ما سيؤدي إلى الفشل الذريع لكل من المدير، والإدارة.. إن الإدارات والأقسام في أي منظمة، أو مؤسسة بحاجة إلى قادة مؤثرين يعملون على احتواء مثل هذه التصرفات، ومصارحة أصحابها بممارساتهم السلبية، ومجاملتهم في بعض الأحيان، دون تمرير ما يخالف الأنظمة واللوائح، أو يتعدى على حقوق العاملين والمستفيدين من الخدمات التي تقدمها، ناهيك عن مواجهة الضغوط المباشرة، وغير المباشرة التي قد يتعرضون لها من داخل الإدارة وخارجها بحكمة وموضوعية. كلمة أخيرة: ليس الغبي بسيد في قومه .. لكن سيد قومه المتغابي. (الإدريسي). * جامعة الملك سعود كلية التربية. [email protected]