حملت الأوامر الملكية الأخيرة بشائر الفرح لكافة أطياف الشعب السعودي الكريم، وذلك بما تضمنته من توجيهات لمختلف مؤسسات الدولة تصب في مصلحة شرائح مختلفة من المواطنين، وتهدف إلى تحقيق احتياجاتهم، وتحسين ظروف معيشتهم، والوفاء بتطلعاتهم وطموحاتهم الآنية والمستقبلية. ومما يميز هذه الأوامر أنها راعت التنوع والموضوعية بتوجيهها نحو خدمة بيوت الله، ودعم هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، إضافة إلى تحسين مستوى الدخل الشهري لجميع موظفي الدولة مدنيين وعسكريين، والإعانة الشهرية للباحثين عن العمل، وتوطين الوظائف، ودعم البنى التحتية للارتقاء بالخدمات التعليمية، والصحية، وخدمات الإسكان. لكن اللافت للنظر تأكيدها على تحديد مدة زمنية لإنجاز كل هذه المشاريع والبرامج، والرفع بتقارير دورية لما تم إنجازه منها، والتأكيد على المحاسبية بإنشاء هيئة لمكافحة الفساد، ومراقبة التجاوزات الإدارية والمالية مرتبطة بالملك مباشرة ولا تستثني أحدا من إجراءاتها. ويتوقع كثير من خبراء الاقتصاد بأن التأثير الإيجابي لهذه الأوامر سيستمر لسنوات مقبلة، تؤسس لنظام اقتصادي متين، ولتنمية مستدامة Sustainable Development شاملة لمختلف جوانب الحياة الكريمة التي ينشدها الوطن والمواطن. وفي الوقت الذي أكدت هذه الأوامر على عمق المشاعر النبيلة المتبادلة والتلاحم بين القائد والمواطنين؛ فإنها قد جاءت لتوجه صفعة قوية لكل من راهن على إثارة النعرات الطائفية، ومحاولة زرع بذور الفتنة بين المواطنين، وخيبة أمل كبيرة لكل مخططاتهم التي باءت بفشل ذريع تحدثت عنه مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية المنصفة التي أبرزت وعي المواطن السعودي في أجمل مظاهره، وأكدت قدرته على التعامل مع كل هذه المؤامرات، كنتيجة طبيعية لإدراكه الراسخ لحقيقة ما يحاك ضد مملكة الأمان والإنسانية. إن من المهم أن تقابل هذه الأوامر بشكر الله تعالى أولا، ثم لخادم الحرمين الشريفين، وأن يتفاعل رجال الأعمال مع ما تبذله الدولة من جهود لتوطين الوظائف في القطاعات الأهلية، وهو ما بادرت إليه بعض الشركات والبنوك بمنح مكافأة راتب شهرين لموظفيها، وطرح عدد من الوظائف للمواطنين تجاوبا مع الأوامر الملكية الكريمة. وبالمقابل؛ فإن من المفترض أن تشكل هذه الحزمة الهائلة من الأوامر حافزا للجميع لبذل المزيد من العمل الجاد المخلص لخدمة الوطن، وترسيخ جذور الانتماء إليه، والمحافظة على مكتسباته، ومبادلته حبا بحب، وعطاء بعطاء، والتصدي بحزم لكل المحاولات الدنيئة التي تسعى إلى بث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وكل من يعيش على ترابه. * كلمة أخيرة: اتخاذ القرارات الإيجابية خطوة مهمة في طريق النجاح، لكن متابعة تنفيذها الخطوة الأهم لتحقيق الأهداف المنشودة. * جامعة الملك سعود كلية التربية [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة