** يكيل المجتمع -وخصوصا الشباب- بلا منطق تهمة العنوسة على الآباء باعتبارهم قد رفعوا المهور.. ** ويكيلون تارة أخرى تهمة العنوسة على الفتيات وشروطهن التعجيزية التي تثقل كاهل الشاب.. ** ولكن الحقيقة التي توافق العقل والمنطق أن كلا الصنفين السابقين بريئان.. ** فتهمة غلاء المهور دعاية قديمة تخلى الأب عنها حينما رأى ابنته المكلومة تذبل أمامه.. ** وتهمة الشروط التعجيزية من قبل الفتيات غير واقعية إذ بات بعضهن يرغبن في الزواج دونما أدنى شروط بل أحيانا بأي شاب. ** وبقيت التهمة الحقيقية التي توافق العقل والمنطق هو الشاب نفسه -الذي يعتبر نفسه مظلوما- بغض النظر عن ظروفه إذ لم يعد لديه الاستعداد الكافي على تحمل المسؤولية رغم تسهيل وتنازلات العوائل له فبات يتهرب من المسؤوليات وتبعاتها.. ويلقي باللوم على غيره.. حتى خلف كل عازب بتخاذله عانسا.. وبات الشباب - وبعضهم من العاملين- ومن بلغ سنهم الزواج يقضون أوقاتهم في اللعب والسفر والتنزه والسهر ولا يفكرون في بناء العائلة أو تحمل المسؤولية. ** بالأمس القريب كنا نحسب ألف حساب للموافقة على الشاب صاحب الأخلاق والسبب أنه فقير الحال.. ** واليوم وفي ظل العنوسة بدأنا نعي قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). ** ولكن السؤال أحيانا خصوصا في ظل متطلبات الحياة التي باتت معقدة في عصرنا، أنقبل بالفقير لمجرد أخلاقه! فنأخذ بمقتضى الحديث؟ أم سيقودنا ذلك لكارثة الطلاق خصوصا إذا لم يستطع توفير متطلبات حياته الأساسية! ** بحسب ظني أن أفضل الطرق لتفادي مشكلة العنوسة أو مشكلة اقتران فتاتنا بشاب دونما المستوى الأخلاقي أو الفكري المأمول أو حتى المالي ألا ننتظر من يطرق بابنا الذي ربما يطرقه -إن طرق- من لا يناسبنا بل بأن نلجأ -كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بابنته- إلى الشاب الذي نطمئن لأخلاقه ولطموحه وعقله فنكسر حاجز العيب المجتمعي ونضمن لبناتنا الزواج بل وممن نريد. [email protected]