خرج الصيف من شرنقته، وبدأ يفرض عنفوانه بالشمس الحارقة وزفات من الغبار أعلنت عن حضورها في العديد من المناطق ما أدى إلى الحد من الرؤية الأفقية. وكانت جدة استيقظت أمس على إيقاع موجة من الحر منذ ساعات الصباح الأولى رافقتها موجة من الغبار الكثيف مع رياح شمالية نشطة، قلصت من مدى الرؤية إلى مسافات قصيرة، ما تسبب في عدد من الاختناقات المرورية في بعض المناطق المفتوحة. في نفس السياق، سجلت بعض مقاييس الحرارة في المركبات 49 درجة مئوية، خلال فترات الظهيرة في وقت حاول أغلب المواطنين البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا في الحالات الضرورية. من جهته كشف المتحدث الإعلامي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أنهم يرسلون يوميا تقارير عن التوقعات المناخية لأجهزة الإعلام المحلية متضمنة توقعات الطقس. وعن تسجيل 49 درجة مئوية في الظهيرة قال «ربما يكون القياس تم وسط أشعة الشمس ونحن نقيسها وفق المقاييس العالمية وذلك من خلال قياس درجة الحرارة في الظل، موضحا أن موجة الهواء ساهمت في ارتفاع حرارة الطقس في جدة». وبين القحطاني أن التقارير الأولية تشير إلى تسجيل درجات حرارة عالية خلال الشهور المقبلة وفقا للتنبؤات المرتكزة على درجات الحرارة المسجلة خلال ال 30 عاما الأخيرة. وأفاد الناطق الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن جميع هذه المعلومات المتعلقة بحرارة الطقس عبارة عن معلومات مناخية أولية نتاج استقراء لأحوال الطقس لأكثر من 35 سنة سابقة، وهي نظرة أولية ولا تدخل في نطاق التوقعات، وتوضح أهم الظواهر التي عادة ما تتأثر بها المملكة خلال فصل الصيف. وأضاف، هذه المعلومات الأولية والتحليلية يتم تمريرها لجميع الجهات المعنية بالتعامل مع ظروف الطقس للاستفادة منها كل حسب اختصاصه. يشار إلى أن المملكة سجلت خلال الخمس سنوات الماضية أعلى معدلات درجات الحرارة، إذ سجلت درجة الحرارة العظمى في الأحساء وحفر الباطن 51 درجة وجدة 52 درجة مئوية وذلك في شهر يونيو 2010م. وفي السياق نفسه، فإن عروس البحر الأحمر لم تشهد منذ فترة طويلة هطول الأمطار، وهو السؤال الذي دار في أذهان العديد من سكانها. وقال أخصائي الظواهر الجوية في مكتب التحاليل والتوقعات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة محمد دولة «الحالة التي شهدتها جدة ناتجة عن نشاط الرياح الشمالية الشرقية والتي أدت إلى تدني الرؤية في فترة العصر». وفي سياق متصل، لم تسجل مستشفيات الولادة والأطفال في جدة حالات ناتجة عن حساسية الصدر والربو نتيجة الغبار، فوفقا لمدير مستشفى الولادة والأطفال في العزيزية في جدة فإن الحالات التي راجعت أمس لم تتجاوز 10 حالات تعاني أساسا من حساسية الصدر، وقد تم تقديم العلاج الطبيعي لها. من جانبه نصح استشاري طب الأطفال الدكتور نصر الدين الشريف جميع الآباء والأمهات بإبعاد الأطفال الذين لديهم تاريخ مرضي بالربو والحساسية من أجواء الغبار والعوالق الترابية لأنها تسهم في تهيج الصدر وإثارة نوبة الربو، مشيرا إلى أنه من الأفضل الجلوس في أماكن مكيفة وباردة.