جثة سائق مقطوعة الرأس في حادث انقلاب سيارة باشره الدفاع المدني وعثر على الرأس المقطوع على بعد عدة أمتار. وأم شاهدت طفلتها الرضيعة التي لم تبلغ العامين، تغرق داخل خزان، فألقت بنفسها فيه لإنقاذها فغرقتا معا، وعندما شاهد الزوج زوجته وطفلته تغرقان ،اتصل بعمليات الدفاع المدني، ولما أخرجت طفلته وزوجته جثتين هامدتين، أصيب بحالة انهيار عصبي نقل على إثره إلى المستشفى لتلقي العلاج. تلك نماذج من حوادث مأساوية سجلت تفاصيلها لحظة بلحظة في غرفة عمليات الدفاع المدني في جدة التي زارتها «عكاظ» وعايشت جانبا من مهمات رجال الدفاع المدني، ووقفت على دور غرفة العمليات، بدءا من تلقي البلاغ وانتهاء بإغلاق ملف الحادثة، واطلعنا على تفاصيل مروعة لحوادث بشعة تعامل معها رجال العمليات بكل صبر واقتدار، من بينها حادث على طريق الساحل كان زوج وزوجته واثنان من أطفالهما في نزهة برية، ترجل طفلهما 7 أعوام وشقيقته 5 أعوام إلي أحد مجاري السيل فسقطا فيه، وعلى الفور أبلغت غرفة العمليات بالحادث، وانتقلت فرق الغوص والإنقاذ وتم انتشال جثة الطفل وشقيقته من داخل مجري السيل الملئ بالوحل وسط صرخات والدتهما ووالدهما. وبينما كان وافد سوداني وزوجته وأربعة من أطفالهما نائمين، حدث تماس كهربائي في ثلاجة المنزل، وعندما شاهد الجيران سحابة الدخان ابلغا غرفة عمليات الدفاع المدني، حيث انتقلت فرق الإطفاء والإنقاذ فوجدتهم وقد قضوا نحبهم اختناقا. وحادث تماس كهربائي مماثل في ثلاجة في حي الخنساء في مكةالمكرمة قضت فيه الزوجة اختناقا مع زوجها وهما في شهر العسل. واحتراق شاحنة بنزين في محطة بحي العزيزية، فيما كانت تقوم بتزويدها بالوقود وتفرغ حمولتها داخل الخزان المجاور لعمائر تكتظ بالسكان، حيث قام فريق الإنقاذ بقيادة الشاحنة بعيدا عن المحطة ومحاصرة الحريق وإخماده. تلك بعض الأمثلة للحوادث والاتصالات والبلاغات التي تتلقاها غرفة عمليات الدفاع المدني من المواطنين والمقيمين على حد سواء من استغاثة وطلب مساعدة، ومن ثم تقوم غرفة العمليات بتوجيه فرق إنقاذ وإطفاء وإسعاف في جميع حوادث الحريق والسيول والسيارات وانهيارات المباني. أمثلة الحوادث السابقة رواها ل«عكاظ» الرقيب عبد الله المسعودي من فريق الإنقاذ بالدفاع المدني والرقيب عبد الله عطية المالكي والرقيب متقاعد سعيد الهاشمي، فيما مدير الدفاع المدني في محافظة جدة اللواء عبدالله جداوي يسترجع عملية حريق وإنقاذ لأم وطفلها في حي الهنداوية، بينما كانت النيران تحاصرهم من كل جانب وهما نائمان فالتهمتهما النيران، وأثناء عملية البحث وجدت الأم محترقة وملاصقة جدار المنزل محتضنة رضيعها التي ماتت اختناقا من كثافة الدخان في صدرها ولا أثر للحريق عليه! ويضيف اللواء جداوي، أن غرفة العمليات تتلقى البلاغات على مدار الساعة ودور الدفاع المدني يعتمد على السرعة في تلقيها حماية الأرواح والممتلكات، ذلك أن حوادث السيارات من أبشع الصور التي نشاهدها نتيجة السرعة العالية، حيث شاهدنا رجلا وعائلته محتجزين بين ركام الحديد وترتفع أصواتهم لطلب النجدة فيتم تخليصهم في حذر شديد من بين ركام الحديد، وذلك بقص الحديد وعدم اقتراب المقص من أجسادهم. ويؤكد اللواء الجداوي أن حوادث الإنقاذ من أصعب الحوادث، وأن رجال الدفاع المدني يواجهون المخاطر بشكل يومي أثناء عمليات إطفاء الحرائق وإنقاذ محتجزين في مبان شاهقة ومحتجزين تحاصرهم النيران داخلها. ومصداقا لأمثلة البلاغات التي تتلقاها غرفة العمليات، والتي شهدت «عكاظ» جانبا منها في حضور مديرها المقدم أحمد المطيري والنقيب سعيد العسيري وعدد من الأفراد، حوادث عديدة من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية عشرة، حيث تلقت عددا من البلاغات أهمها حدوث حريق في المدرسة 128 للبنات في كيلو 6 وحريق آخر في المدرسة 139 للبنات في حي النهضة وعملية إنقاذ لطلاب مدرسة عبدالله بن أبي سرح الابتدائية، عندما أفقل الباب على طلاب أحد الفصول، وتم إخراجهم من قبل فريق الإنقاذ، فيما كان حريق مدرسة 128 الثانوية للبنات عبارة عن تماس خارجي في عداد الكهرباء، أما في المدرسة 139 الابتداية فقد تم إخلاء الطالبات إلي حوش المدرسة عندما دق جرس انذار الحريق، وتبين حدوث تماس كهربائي حسب الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة المقدم سعيد سرحان. وكشف اللواء الجداوي، أن عدد البلاغات في اليوم الواحد يتراوح بين مئتي إلى ألف بلاغ، ويتجاوز هذا العدد في فصل الصيف، حيث تسجل هذه البلاغات وتوثق عن طريق تسجيل البلاغات وينتقل من غرفة العمليات الى الفرق الميدانية إلى أن تصل الفرقة إلى موقع الحادث، لافتا إلى أن من أصعب العوائق التي يواجهها الدفاع المدني ازدحام المركبات في الطريق الذي تسلكه فرق الإنقاذ للوصول إلى موقع الحادث، والوقوف العشوائي من قبل أصحاب المركبات في موقع الحادث والتجمهر وبعض الإحياء العشوائية. وأشار مدير الدفاع المدني إلى أهمية السلامة في المباني والمنشآت مثل المستشفيات والمدارس والمحال التجارية والفنادق والغرف المفروشة، منوها بقسم الحماية المدنية في الكشف عن أي مخاطر. وأعلن اللواء الجداوي، أن الدفاع المدني سوف يقوم بافتتاح 25 مركزا جديدا؛ لتصبح عدد مراكز الدفاع المدني في محافظة جدة 60 مركزا بين إطفاء وإنقاذ وإسعاف.