يتكرر المشهد .. وتتكرر الاحتقالية .. من عام إلى عام .. الحدث نفس الحدث .. المكان نفسه .. والبطل ذات البطل أيضا .. «ملكي» يأبى للصفة أن ترحل لسواه .. أو حتى مجرد التفكير بذلك .. هكذا كان الأهلي وهكذا كانت نجومه في «جمعة فرح» .. غطت شوارع العروس .. وطافت طرقات التحلية .. في مسيرة احتفال من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال .. يوم اكتست فيه جدة بياض السماء وخضرة الأرض من ساعات الصباح الأولى وحتى ثواني الفجر الأولى من اليوم التالي .. بدأت جماهير الأهلي والنصر صباح الأمس بالتوافد مبكرا نحو ستاد الأمير عبدالله الفيصل لأخذ مكان يمكنها من حضور الأمسية، وكان الزحام والجنون سيدا الموقف، فالحديث هنا عن مجانين كان جنونهم في العشق الأروع والأجمل، وفي الطرف الآخر جماهير الشمس التي سطعت طيلة فترات الموسم مؤازرة فريقها.. بداية العزف ومع اقتراب البداية تمكن السابقون من اقتناص مقاعد، وإن تعددت الطرق ما بين مشروع ولا مشروع فالأهم كان لديهم التواجد داخل الملعب والمشاركة في أكثر من احتفال .. أخذ كل شخص مكانه ودقت ساعة الصفر، بدأت المباراة وساد الخوف والارتباك خطوط الفريقين مما أفقد المتابع متعة البداية، والعذر موجود كونها مواجهة ترفض الخطأ .. بعد الدقائق ال30 الأولى ومع انتظار الجميع رؤية «حبيب الشعوب» وطلته على الجماهير الحاضرة لتجديد الولاء بطريقتها، مع الانتظار رفض الحوسني أن تتأخر المتعة أكثر، خاصة وأن «وجه الخير» حضر، ليبدأ عزف النشيد الأهلاوي على أرض الملعب ويأبى أن يخرج اللاعبون في شوطهم الأول دون هدف. وقبل بداية الشوط الثاني يأخذ «حبيب الشعوب» مكانه في المقصورة الرئيسية من الاستاد ليصافح الحاضرين الذين بادلوه التحية وحملوا صوره مؤكدين تجديد الولاء لخادم الحرمين الشريفين. الشوط القاضي ومع بداية الشوط الثاني رفض لاعب الأهلي عبدالرحيم جيزاوي أن يمهل المنافس حتى التفكير بطريقة للتعديل وفاجأ المرمى النصراوي في الدقيقة الأولى من الثاني بهدف جميل ليبدأ رسم «خارطة طريق الأهلي» لمرمى النصر ويتواصل العزف الأهلاوي متفردا في كل الساحة بهدفين في خمس دقائق «74» و«77» مسحت كل معالم «العالمي» ليكتب «الراقي» نصرا مختلفا، يتوج به «تعب الموسم» ويقدم هداياه الخاصة لكل مشجع حضر أو شاهد وآزر.. لتنتهي المباراة بأربع أحلام حققها نجوم القلعة كان أولها تشرف بالسلام والتتويج من قبل راعي المباراة «أبو متعب»، وثانيها كان الحفاظ على لقب هم الأجدر به، وثالث الأحلام حصاد موسم بأحلى الطرق، أما الرابعة فكانت خروج «المجانين» وهم سعداء.. قلب الأهلي ولعل الحدث الأبرز في نهاية الكرنفال وجود «قلب الأهلي» في وسط الاستاد، حيث حضر الرمز الأخضر الأمير المحبوب والمتزن والراقي خالد بن عبدالله ليشارك الحاضرين فرحتهم ويكون جزءا منهم، وأبى أن يرحل إلى الخارج دون يطبع قبلة حب على الكأس ليمتد عطرها وشذاها مارا على محيا كل أهلاوي.. أخيرا .. هنيئا للأهلي رمزا راقيا كخالد.. وهنيئا للأهلي جمهورا اتخذ «الجنون وصفا معبرا عن العشق والحب وكان فعلا الرقم الأصعب طوال الموسم.. وهنيئا للأهلي نجوما تلألأوا ونثروا إبداعهم تحت قيادة مدرب كان باستحقاق صاحب «بصمة الفن» التي أوجدت فريقا يتغنى به الجميع لسنين قادمة..