قال إبراهيم الطاسان مستشار خادم الحرمين الشريفين أن المنجزات التي تحققت في السنوات الماضية شواهد على أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز وضع نصب عينيه خدمة دينه ثم شعبه ووطنه، وأوضح في حوار مع «عكاظ» أن الملك ينبذ الظلم والكذب وينزعج من تبرير الخطأ ويريد من الجميع الوضوح في التعامل وأداء الأمانة التي أؤتمنوا عليها. وكشف عن مشاعر الحب المتبادلة بين الملك والشعب والتي يترجمها في توجيهات للمسؤولين بخدمة المواطن وراحته وعدم التعالي عليه والتأكيد في كل المناسبات بأن الجميع مسخرون في خدمة المواطن والوطن، وتطرق المستشار الطاسان إلى عدة محاور تقرؤونها بين ثنايا الحوار التالي: • كيف تقرؤون المنجزات التي تحققت في حقبة السنوات السبع الماضية التي تمثل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؟ • المنجزات التي تحققت واضحة وفي مختلف المجالات، إذ حرص الملك عبدالله على التطوير في كافة المرافق، ونجد اليوم أكثر من 20 جامعة، إذ حظي التعليم باهتمام كبير كونه أساس الرقي والتقدم، وتزامن مع ذلك مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، وهذا ليس بمستغرب عليه أن يضع نصب عينيه الوطن والمواطن، وكان التطوير شاملا لكافة المرافق، واليوم نجد المنجزات شواهد وتتحدث عن نفسها، ومن بينها النقلة التاريخية في المشاعر المقدسة وتطوير جسر الجمرات، وتوسعة الساحات في الحرمين، وغيرها من المشاريع التنموية العملاقة في مختلف أنحاء الوطن. يتقبل ويتجاوز • ما الذي يريده الملك من العاملين معه؟ • الملك شهم ويحب الخير للمواطن والوطن وكريم مع شعبه ويريد من يعمل معه أن يكون صادقا، إذا أخطأ يبلغه دون مراوغة أو إخفاء للحقيقة، يعرف منك أفضل من أن يعرف من غيرك، يتضايق لكنه يتقبل ويتجاوز عن الخطأ، وهذه ميزة يندر أن تجدها، ويريد من الجميع إرضاء الله وأداء الأمانة التي أؤتمنوا عليها. توزيع فوري • رافقت الملك في زيارة ذوي الدخل المحدود في الرياض.. هلا حدثتنا عن تلك الزيارة؟ • كنت أذهب إلى الملك يوميا بعد المغرب، وطلب مني مرافقته دون أن نعلم وجهته التي يقصدها، دخل المنازل وتفقد أوضاع السكان وتلمس احتياجاتهم وجلس معهم وتناول القهوة بعيدا عن الحراسات، وطلب مني الملك عبدالله في وقتها عندما كنت رئيسا للشؤون الخاصة وقبل أن نغادر الموقع، أن نباشر في تلك الليلة صرف مساعدات مالية من حسابه الخاص، وبالفعل لم يطلع الصباح إلا وقد وزعت المساعدات على الجميع، وتأثر في تلك الزيارة ذوو الدخل المحدود، واتخذ قرارات منها مؤسسة الملك عبدالله لوالديه لكي تكون رافدا يعنى بهم ويوفر المساكن وتكون منبرا ثقافيا واجتماعيا شاملا. • كيف تصف لنا بساطة الملك وإنسانيته؟ • المتابع لاستقبالات الملك يدرك بساطته وإنسانيته في التعامل مع المواطنين، إذ يحرص على الاستماع لهم ويقضي حوائجهم وتجده يساعد كبار السن في الجلوس، وينزعج لو علم أن شخصا يريد مقابلته ولم يمكن من ذلك، وسريع التأثر وتقرأ شخصيته في ملامح وجهه، بتواضعه وعفويته وقلبه النابع بالحب. قلب حنون • عرف عن الملك سرعة التأثر بالمشاهد التي أمامه .. هلا حدثتنا عن ذلك؟ • الملك عبدالله صاحب قلب حنون وعطوف لا يستطيع حبس دموعه أمام المشاهد التي تؤثر فيه، وتشاهده يبكي سريعا بدون تكلف، وكل ما يحدث أمامه ينعكس على وجهه، فعندما يفرح أو ينزعج يظهر ذلك في ملامح وجه. الظلم والكذب • وما هو أكثر شيء يزعجه؟ • الظلم والكذب، ويتأثر عندما يشعر أن مواطنا تعرض للظلم أو مسؤولا أهمل في أداء عمل موكل له، وينزعج إذا اكتشف أن معلومة وردته غير دقيقة، وكما قلت لك فإنه يتأثر وينعكس ذلك على ملامح وجه. مبدأ الصدق • كيف يتعامل الملك مع من يخطئ؟ • لا يخفى على أحد أن الملك ينبذ الظلم، وسياسته إحقاق الحق ودفع الظلم، ولديه مبدأ الصدق في كل شيء في العمل والتعامل، ويقول كلنا نخطئ، ولكن لا يكون الخطأ متعمدا أو يبرر الخطأ، فإذا أخطأ الإنسان يعترف بالخطأ، لأنه يحب الوضوح والصراحة في كل التعاملات، ويريد من كل من توكل له مهمة تنفيذها وفق ما كلف بها، ويعمل الجميع لخدمة دينهم ووطنهم. مجلس مفتوح • احتياجات المواطنين التي تعرض في مجلسه .. كيف يتابعها؟ • هو رجل دولة.. فيه خصال من والده الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، وتجده يناقش ويستمع لآراء متعددة سواء في مجلسه أو مع إخوانه أو مع الوزراء والمسؤولين، ومجلس الملك المفتوح سمة ونهج اعتاده كل أسبوع لاستقبال المواطنين والاستماع إليهم ومعرفة مطالبهم، ويوجه في نفس اللحظة بالقرار، وأثناء الاستقبال يقف إلى جانبه موظفون مختصون من قسم شؤون المواطنين يتلقون التعليمات منه وتمرر للتنفيذ، وكذلك تجده يستفسر من الوزراء عن تلبية احتياجات المواطنين والتي تشغل باله كثيرا، ويطلب منهم تقارير لمعرفة الوضع كاملا، حرصا منه على خدمة المواطن وراحته. تلبية المطالب • وهل هناك مطالب تقضى بعيدا عن تلك المجالس؟ • نعم هناك قنوات متعددة يتم من خلالها استقبال الطلبات والعمل على تلبيتها من خلال الديوان الملكي، ودائما الملك يتلمس احتياجات المواطنين ويتابع ويوجه، والملك لا يدخل منزله أو يخرج منه إلا وقد التقى جميع من ينتظرون إذا صادف وجودهم أمام منزله، ويرفض أن يمنعوا عنه، بل يوقف موكبه من أجلهم ويستمع إليهم ويوجه على الفور بتلبية مطالبهم. • عندما زار الأسواق والتقى المتسوقين من المواطنين والمواطنات .. كيف تصف لنا تلك المشاعر؟ • تعرف الملك في تلك الزيارة على وضع الناس عن قرب، وبادلهم المحبة بحب صادق وإحساس نابع من القلب، وكان مسرورا، ودائما يسر بأي لقاء يجمعه مع المواطنين في أي موقع، سواء في المناسبات العامة أو المجالس المعتادة أو اللقاءات في الأماكن العامة. • هل هناك فئات من المواطنين قريبة تشغل فكر الملك؟ • الناس عنده سواسية، لكنه يحب الأطفال ويحتويهم بعطفه وحبه وحنان الأبوة الصادقة، وتجده قريبا من الفقراء وذوي الدخل المحدود، وأسبوعيا يرسل مساعدات للفقراء دون أن يعرف الناس أنها من الملك، وتلك عادة منذ أن كان نائبا ثانيا، على غرار تلبية مطالب من يقصده في مجلسه أو مكتبه. النظرة المستقبلية • وكيف يبادل الملك شعبه الحب؟ • الملك فارس، معدنه أصيل، صادق ومتواضع، محب للخير، فقد شعر بحب الناس وتقديرهم له، وبادلهم بحب صادق وبإحساس نابع من القلب، فهو إنسان بداخله مشاعر فياضة، وكل عمل يقدمه هو ترجمة لمشاعره، فمنذ أن كان مسؤولا كانت لديه نظرة مستقبلية، وعندما أصبح ملكا عمل على تحقيقها، وجميع المواطنين يعاملهم كإخوة وأبناء ولا يتعالى عليهم، بل تجده بسيطا في تعامله معهم، ويوصي دائما المسؤولين، سواء الوزراء أو العاملين معه بأن يعاملوا الناس بالحسنى وعدم الاستعلاء عليهم والتواضع في كل شيء، معتبرا الجميع مسخرين في خدمة المواطن والوطن. الشفاعة والصلح • دأب الملك على إصلاح ذات البين رغم مشاغله الجسام .. هل لنا أن نتعرف على هذه المساعي الخيرة؟ • الملك لديه فريق يطلعه على الحالات التي تنشر في الصحف أو التي يعلم عنها في المناطق ويبدأ في الشفاعة وقبول الصلح والدية، وهو يسعى من خلال هذا العمل لكسب الأجر وتقريب وجهات النظر وتذكير المتنازعين بأن العفو عند المقدرة، ويعمل في هذا الاتجاه لكل ما فيه خير لشعبه، واعتدنا مثل هذه المواقف الخيرة التي يتدخل فيها بنفسه لفض النزاع والإصلاح بين الناس وهو ما حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف، ومن ثم يستقبل ذوي الدم لشكرهم على قبول الصلح.