أكد صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة أن الإنجازات التي تحققت بوأت المملكة مكانة عالمية مرموقة في مختلف الأصعدة. وقال في حوار خص به «عكاظ» في الذكرى السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «لقد أعطى الملك عبدالله جل وقته وصحته لخدمة هذا الوطن والأماكن المقدسة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة ». وأضاف «الملك عبدالله جامعة مستقلة، ومدرسة عظيمة، فهو رجل حكيم وقائد محنك، قوي على الباطل، حريص على انتصار الحق، قريب من الضعفاء والمساكين وكل صاحب حاجة، قلبه يتسع للجميع، ولا يحول بينه وبين مواطنيه أحد، يحترم ويقدر الكبير، ويرحم ويعطف على الصغير والشيخ وكل صاحب حاجة». وأشار إلى أن الملك لا ينام قبل الاطمئنان على شعبه وأحوالهم وشؤونهم وتطلعاتهم«راحة المواطنين واستقرارهم وأمنهم ورفع مستوى معيشتهم غاية اهتمام الملك عبدالله ومصدر سعادته وفرحه». وأوضح أن ذكرى البيعة «مناسبة عزيزة على قلوب كافة أبناء الوطن يسترجعون فيها ما للمملكة من تقدم ونمو وما تحقق من منجزات متواصلة ومتلاحقة». وزاد «بقدر اهتمام الملك، حفظه الله، بشعبه وأمته بقدر اهتمامه بإخوانه، ويحرص على متابعة شؤونهم والسؤال عنهم، والاطمئنان عليهم، ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم، فهو لنا الأخ والسند والملاذ بعد الله سبحانه وتعالى، ننصت لحديثه، ونستمع لنصائحه وتوجيهاته، ونحرص على تنفيذها». وإلى نص الحوار: • تحتفل المملكة بالذكرى السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. ماذا تعني لك ذكرى البيعة؟ • أن نجدد العهد بمبايعة قائدنا ومليكنا وأن نقدم كل غال ونفيس لخدمة الوطن والمواطن، وأن يتفانى كل فرد في تحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين، كل في مجال عمله، المناسبة كبيرة لا توصف بالكلمات إنما تعبر عنها الإنجازات، وهذا الرأي أو الشعور لا يقتصر علي أنا وحدي، كوني أخا له حفظه الله، بل هي شهادة العالم بأسره، قادة وشعوبا، أجمعوا على حكمة وعدل وإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتسامحه وصرامته في الحق وعفوه عند المقدرة وسعيه إلى رأب الصدع ومد يد العون. وذكرى البيعة مناسبة عزيزة على قلوب كافة أبناء الوطن يسترجعون فيها ما للمملكة من تقدم ونمو وما تحقق من منجزات متواصلة ومتلاحقة. • كيف تقرأ ما تحقق في حقبة السنوات الماضية؟ • الإنجازات التي تحققت تجسد حرص خادم الحرمين الشريفين على راحة ورفاهية المواطن، إذ ساهمت كل الإنجازات بأن تكون المملكة في مكانة عالمية مرموقة، إذ عمت مشاريع البناء في أرجاء الوطن في كل القطاعات، حيث شيدت الجامعات والمدن الاقتصادية والمراكز الطبية في كل منطقة، وأعطى جل وقته لخدمة هذا الوطن والأماكن المقدسة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، حيث ارتفع عدد الجامعات من 8 إلى قرابة 30 جامعة وافتتحت الكليات والمعاهد التقنية والصحية، وتحولت المناطق إلى ورش عمل للتطوير التنموي الشامل، وجاء آخر هذه المنجزات افتتاح جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن كأكبر جامعة نسائية على مستوى العالم سبقها افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتشكل لبنة جديدة تضاف إلى الجامعات السعودية الأخرى. • يحرص الملك عبدالله بن عبدالعزيز على محاربة الفساد؟ كيف تنظرون لإنشاء هيئة لمكافحة الفساد؟ وما دلالات ذلك؟ • هذه الخطوة المباركة من خادم الحرمين الشريفين ستساهم في القضاء على الفساد وتحدث نقلة نوعية في الأداء وعدم التقاعس في المهمات الموكلة لكافة منسوبي القطاعات، ولا يمكن لأي عمل أن يتقدم ويتطور إلا بالنهوض بالمسؤوليات الملقاة على عاتق كل موظف ومسؤول لخدمة إنسان هذا الوطن في ظل الدعم الكبير الذي توفره الدولة لراحة ورفاهية المواطن وتسخير الإمكانات من أجله. • كيف تجدون الملك في مجلسه؟ هلا حدثتنا عن ذلك؟ • اعتدنا دوما على المجالس المفتوحة التي تمتاز بأواصر التلاحم بين الحاكم والمواطنين، وهي سمة تميز تلك العلاقة الفريدة في بلادنا عن سائر البلدان، حيث يقوم الملك عبدالله وإخوانه الأمراء باستقبال المواطنين وهي مشرعة للجميع صغيرا وكبيرا ليس للسلام فحسب بل للاستماع إليهم وقضاء مطالبهم واحتياجاتهم، والاستماع إلى الملك، وتبادل الآراء والنقاش معه، وهذه المجالس مفتوحة في المناطق وخادم الحرمين الشريفين يكرس مبدأ الباب المفتوح في المكتب والمنزل، وقبل أيام مضت وجه بعدم إغلاق المكاتب في وجوه المواطنين، حرصا منه على التواصل وسرعة إنجاز مطالب الناس دون تعطيل أو حواجز. • متى يستمع الملك لإخوانه ومن حوله؟ ومتى يستشيرهم؟ • الملك عبدالله قائد محنك وحكيم وله بعد نظر، وهذا ليس بمستغرب عليه كونه نشأ في كنف والده الملك المؤسس يرحمه الله ولازم إخوانه الملوك ممن سبقوه، يرحمهم الله، إذ باشر سياسات الدولة منذ أن كان نائبا ثانيا وحتى تقلد سدة الحكم، واعتمد في سياسته الحكيمة على مبدأ الشورى والاستشارة قبل اتخاذ القرار ويخضع كل أمر للدراسة والتعرف على وجهات النظر لتحقيق المصلحة العامة للوطن والمواطن وهذا ديدنه في إدارة شؤون البلاد، فهو على اطلاع ودراية كاملين بالمقدرات والاحتياجات على جميع الأصعدة، ولديه من الإخلاص والقوة في الحق ما يمكنه من تحقيق أهدافه وتطلعاته بما يخدم وطنه وأمته إرضاء لله وأداء للمسؤولية. • كيف تلمس حرص إخوانك على تسليح أبنائهم بالعلم؟ ودخولهم في مواقع المسؤولية للمشاركة في مسيرة البناء والعطاء واستثمارهم في خدمة مليكهم ووطنهم؟ • اهتم الملك المؤسس رحمه الله بالتعليم، وكان أحرص ما يكون على تعليم أبنائه ومتابعتهم، والسؤال عن مستواهم التعليمي، وتوجيه معلميهم بأن يعاملوا أبناءه كما يعاملون بقية الطلاب وأن لا يمنحوا أي امتيازات إضافية، وهذه الرؤية انتهجها أبناؤه من بعده، فاهتموا بتعليم أبنائهم، وفق نفس المنهج الذي سار عليه المؤسس يرحمه الله، فقيمة الإنسان الحقيقية تنبع من عقيدته والتزامه بتعاليم دينه، والحرص على طلب العلم والمجاهدة في ذلك ما استطاع، وقد آتت هذه الرؤية أكلها ولله الحمد، بوجود جيل من الأمراء المتعلمين المؤهلين، المسلحين بشهادات علمية رفيعة وفي تخصصات نادرة مكنتهم من خدمة مليكهم ووطنهم ومواطنيهم في مختلف المجالات وقبل ذلك كله خدمة دينهم وعقيدتهم. • حلم الملك تحقق في جامعة نوره .. نوره التي يشار لها بالبنان في الوقوف بجانب الملك المؤسس؟ • لقد استخار خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في تسمية الجامعة، واطمأنت نفسه لاسم الأميرة نورة بنت عبدالرحمن يرحمها الله، تكريما لها ولدورها وتكريما لكل امرأة سعودية، فللأميرة نورة مكانة تاريخية كبيرة، فكانت تمثل المرأة السعودية الرائدة، المشاركة في كل مناحي الحياة، وكان الملك المؤسس يعتمد عليها في كثير من الأمور ويستشيرها بما تملكه من عقل راجح وبعد نظر، وكانت أحرص ما تكون على تنمية قدرات الأطفال وتوسيع مداركهم العلمية وتحفيزهم على التعلم، وخصصت جائزة لمن يتمكن من ختم القرآن الكريم، فإطلاق اسم الأميرة نورة على الجامعة له دلالات واضحة يعرفها كل من عرف الأميرة نورة يرحمها الله. • رحيل الأميرة صيتة.. صادف يوم الجنادرية.. واعتذر الملك حفظه الله عن حضور حفل الجنادرية، ما هو تعليق سموكم؟ • الملك عبدالله جبل على صفات إنسانية نبيلة، ومنحه الله قلبا طيبا ونية صادقة، وعاطفة جياشة تتأثر بالمواقف الإنسانية، فما بالك عندما يصل إليه خبر وفاة الأميرة صيتة التي تعد واحدة من أعلام النساء ومن أكثرهن حبا للخير وحرصا على إصلاح ذات البين، فقد أفنت رحمها الله حياتها في حل الخلافات الأسرية، وكانت سببا في حفظ أسر كثيرة من التفكك وتشرد الأبناء وساهمت في جمع التبرعات لإطلاق مئات من المسجونين المعسرين. ودعمت «كرسي الأميرة صيتة» لدراسات الأسرة السعودية، فلم تكن وفاتها حدثا عاديا فبرحيلها فقد خادم الحرمين الشريفين وفقدنا جميعا كأسرة وكمجتمع سعودي واحدة من النساء العظيمات خلقا ودورا. • العام الماضي ألغى الملك فعاليات في مهرجان الجنادرية تضامنا مع الأحداث في بعض الدول العربية؟ • كما ذكرت سابقا فالملك أكثر ما يكون تأثرا وهو يرى ويسمع عن معاناة أي إنسان في أي مكان في العالم، فما بالك والمعاناة تطال أشقاء لنا كانت دماؤهم تسيل، وكانوا أحوج ما يكونون إلى وقفة معنوية من رجل بحجم عبدالله بن عبدالعزيز. • ومتى يفرح الملك ويشعر بالسعادة؟ • عندما يأوي رعاه الله إلى فراشه وقد اطمأن على شعبه، وعلى أحوالهم وشؤونهم وتطلعاتهم، ويسعد حفظه الله كلما دشن أو افتتح مشروعا أو أعلن عن قرارات في صالح المواطنين، فراحة المواطن واستقراره وأمنه ورفع مستوى معيشته غاية اهتمامه ومصدر سعادته وفرحه. • ماذا استفدت من مدرسة عبدالله بن عبدالعزيز؟ • الملك عبدالله جامعة مستقلة، ومدرسة عظيمة، مهما حرص الإنسان على الاستزادة منها والنهل من منابعها فلن يحيط بكل ما فيها، فهو رجل حكيم وقائد محنك، قوي على الباطل، حريص على انتصار الحق، قريب من الضعفاء والمساكين وكل صاحب حاجة، قلبه يتسع للجميع، ولا يحول بينه وبين مواطنيه أحد، يحترم ويقدر الكبير، ويرحم ويعطف على الصغير والشيخ وكل صاحب حاجة، فمهما قلت عن عبدالله بن عبدالعزيز القائد والإنسان فلن أوفيه حقه. • كيف يوصي إخوانه؟ • بقدر اهتمام الملك حفظه الله بشعبه وأمته بقدر اهتمامه بإخوانه، فهو كما قلت يملك قلبا يتسع للجميع، وكثيرا ما يحرص حفظه الله على متابعة شؤون إخوانه والسؤال عنهم، والاطمئنان عليهم، ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم، فهو لنا الأخ والسند والملاذ بعد الله سبحانه وتعالى، ننصت لحديثه، ونستمع لنصائحه وتوجيهاته، ونحرص على تنفيذها. • العفو والإصلاح بين الناس من أعمال الملك البارزة، حدثنا عن هذه القيمة النبيلة في شخصية الملك؟ • خادم الحرمين الشريفين شديد الاهتمام بمواطنيه، كثير الحرص على راحتهم والسعي في شؤونهم، وقضاء مصالحهم، ولا يتردد حفظه الله بالتدخل بجاهه إذا ما اقتضى الأمر الصلح بين الناس وتقريب وجهات النظر ونشر الوفاق والمحبة، بما يحقق خيري الدنيا والآخرة.