تلتئم في الرياض اليوم القمة التشاورية الخليجية، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبحضور قادة وملوك وأمراء دول المجلس، لمناقشة سبل تعزيز العمل الخليجي المشترك وبحث التطورات التي تشهدها المنطقة والمستجدات على الساحة والإقليمية والدولية. وسيتصدر مشروع الانتقال للاتحاد الخليجي أجندة النقاش، بالإضافة إلى بحث تطورات الأزمة السورية، وتداعيات زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الاستفزازية إلى جزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة. وأكد وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة على أهمية توقيت انعقاد القمة التشاورية نظرا للظروف التي تمر بها المنطقة والتي تتطلب تنسيقا خليجيا لمواجهة التحديات والإسراع في مشروع الاتحاد الخليجي التي اقترحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد ولقي ترحابا من دول المجلس وشعوبها. وقال إن القمة التشاورية ستناقش الخطوات العملية للانتقال إلى مرحلة الاتحاد والذي يعتبر خيارا استرايتجيا للشعب الخليجي. مشيرا أن اللجنة المعنية أعدت تقريرا سيعرض على القمة التشاورية لبحثه واتخاذ مايرونه مناسبا لتفعيله. من جهته أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني استكمال جميع الاستعدادات لعقد القمة التشاورية في الرياض اليوم. وأضاف أن القمة ستناقش مبادرة خادم الحرمين الشريفين بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتوصيات المجلس الوزاري بشأن المرئيات النهائية للهيئة المتخصصة التي سبق تشكيلها من الدول الأعضاء، فضلا عن مناقشة المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. من جهة أخرى أفادت مصادر خليجية في تصريحات ل«عكاظ» أن القادة سيناقشون التدخلات الإيرانية في شؤون الخليج والملف النووي والمراحل التي وصلت إليها المبادرة الخليجية في اليمن وسبل التواصل مع الأطراف اليمنية لتنفيذ بقية بنود المبادرة، مشيرا إلى أن القمة ستوجه رسالة تحذيرية شديدة اللهجة إلى النظام الإيراني بعدم تكرار الزيارات إلى جزيرة أبو موسى باعتبارها خطوة استفزازية غير مسؤولة ولا تتماشى أبدا مع سياسة حسن الجوار التي تنتهجها دول المجلس في التعامل مع إيران ولا مع المساعي السلمية التي دأبت دول المجلس في الدعوة إليها لحل قضية هذه الجزر بالإضافة إلى دعم حق السيادة الإماراتية على الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى المحتلة. وبحسب المصدر فإن تعزيز التعاون الأمني والعسكري الخليجي المشترك سيكون في صلب المباحثات في القمة، فضلا عن تعزيز العمل الخليجي المشترك والتطرق لمستجدات الأوضاع في المنطقة العربية عموما وخصوصا على الساحة الفلسطينية. يذكر أن القمة الخليجية التشاورية تنعقد بلا جدول ولا يصدر عنها بيان ختامي وتخفف خلالها المراسم البروتوكولية للقادة وتكون وفود القادة وفودا مصغرة وتضم أساسا وزراء الخارجية ومستشاري القادة خلافا للقمم العادية.