خلص اجتماع ضم عميد ووكيل كلية التربية في جامعة أم القرى و30 عضوة تدريس أمس لاحتواء أزمة نقل الكلية إلى مبنى ريع ذاخر، إلى توقيع ورقة تتضمن جميع مطالب الأكاديميات والطالبات تسلم اليوم مدير الجامعة الدكتور بكري عساس. وعبرت نحو 40 طالبة يوم أمس عن رغبتهن في إيقاف قرار نقل الكلية مطالبات ببقائها في مقرها الحالي في الزاهر؛ بدعوى الاستفادة من الإمكانيات الكبيرة في المكتبات والمعامل التي تتوافر في المبنى الجامعي الذي شيد مؤخرا، وقالت عميدة كلية الدراسات الجامعة الدكتورة منى السبيعي إن ما جرى لا مبرر له وخارج عن نطاق المطالبة بالحقوق المشروعة. وزادت «نفذت الطالبات ما اتفقن عليه عبر قنوات التواصل الاجتماعي ووقفن أمام مكتبي، وخرجت لهن وأبلغتهن أن هذا التصرف مرفوض وغير لائق، وطلبت منهن اختيار أربع طالبات لتمثيلهن لمعرفة مطالبهن والعمل على تلبيتها». بدوره، وصف ل«عكاظ» مدير الجامعة الدكتور بكري عساس ما شهده شطر الطالبات من أحداث بأنها «زوبعة في فنجان»، وأضاف «من حق أية طالبة أو طالب التعبير عن آرائه بالطرق السليمة المقبولة»، مؤكدا أن حنين الطالبات إلى المبنى الجامعي هو السبب الذي يقف وراء رفض قرار نقل الكلية إلى مبنى ريع ذاخر. وشدد على أن المبنى الجديد مؤهل تماما ولا يعيق العملية التعليمية وهناك مئات الآلاف التحقوا بالجامعات العالمية؛ بحثا عن العلم ولم يعترضوا ولم يطالبوا بالبقاء في مبنى واحد، ومسؤولات الجامعة لديهن حقائق ووثائق تؤكد أن قرار النقل مبني على دراسات ومستوف لكل الشروط، وزاد «يجب أن يدرك الجميع أن الجامعة ليست جامعة بكري عساس ومحبتها واجبة على كل مسلم ومسلمة». رأي الطالبات وأمام ذلك تمسكت الطالبات بموقفهن الرافض للانتقال، وأكدن في أحاديث للصحيفة أن كلية اللغة العربية من الكليات التي انطلقت بها الجامعة، وكان على الجامعة ومسؤوليها الارتقاء بها بدلا من تهميشها، كما كان يتعين على المسؤولين -والحديث هنا للطالبات-أخذ رأينا قبل المضي في هذا القرار. وأضفن «إعادة هيكلة كليات الجامعة لا تعني تشتيتها في مبانٍ متفرقة دون الأخذ في الاعتبار أهمية الكليات التي تعد أساس الجامعة، وعلى الإدارة السعي لبناء مقر لكلية اللغة العربية في المدينة الجامعية في العابدية بدلا من نقل الكلية إلى مبنى انتهى عمره الافتراضي وأشبه ما يكون بمدارس البنات ولا يتناسب مع الطالبات ولا يحقق المواصفات في البيئات التعليمية التي تجب مراعاتها في مباني التعليم العالي». الطالبة (ن، أ) قالت «لماذا يستغرب المسؤولون في الجامعة رفضنا للقرار، وهم يعلمون أن المبنى لا يواكب التطور، ولماذا لا يسارعون في تصحيح أوضاع المباني، التي تتوفر فيها أبسط مقومات العلمية التعليمية، وخصلت إلى القول «مطالبنا مشروعة وشفافة خاصة إذا ما علمنا أن كلية التربية تفصل الطالبات وعضوات هيئة التدريس عن باقي الكليات، ومكتبة الملك عبدالله الجامعية ونقلنا سيحرمنا من ذلك». الطالبة (ع، ق) أكدت أن القرار سينقل الكلية إلى مبنى خرابة وهو أشبه بالمنفى لأنه غير صالح للعملية الدراسية ونرفض الانتقال إليه وندعو مدير الجامعة إلى التراجع عن هذا القرار. نطلب لقاء مدير الجامعة من جهتها، استهجنت وكيلة قسم الآداب في الجامعة الدكتور أمل العميري قرار نقل طالبات اللغة العربية إلى مقر الجامعة في ريع ذاخر الذي وصفته بالمنفى وقالت ل«عكاظ» أمس: «في هذا القرار إقصاء جلي لقسمين مهمين قامت عليهما الجامعة قسم اللغة العربية والشريعة الإسلامية، فالقسم الأول يرحل إلى ريع ذاخر والثاني في الطريق إلى العزيزية في رسالة واضحة لحرمان القسمين من مرافق الجامعة ومكتبتها الزاخرة، لا سيما أن هذين القسمين شريانان في الجامعة، لم نشاور في هذا القرار، وتفاجأنا الأربعاء الماضي بصدوره ونرفضه ونطلب من مدير جامعة أم القرى بضرورة تحديد موعد للالتقاء به وبحث سبيل معالجة الأمر المجحف في حقنا وحق طالبات اللغة العربية». وعما إذا كانت تعرف مبنى كلية ريع ذاخر وهل رأته سابقا، قالت «في الحقيقة لم أزر هذا المبنى قط لكن ما يتناقله الناس عنه أنه متهالك وليس به خدمات متكاملة ولا مرافق وبه نقص في غرف هيئة التدريس ويفتقر لخدمات الإنترنت». لا جرب والمبنى آمن تماما لكن عميدة كلية الآداب والعلوم الإدارية في ريع ذاخر الدكتور ميسون البنيان ترى عكس ذلك، إذ تؤكد «أن قرار نقل كلية اللغة العربية يهدف إلى تحقيق مصالح الطالبات وليس لهذا القرار أي تأثير على مصير طالبات الكلية في ريع ذاخر، حيث سيترتب على هذا القرار نقل طالبات قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب والعلوم الإدارية وأعضاء وعضوات هيئة التدريس ومن في حكمهن ودمجه مع قسم اللغة الإنجليزية بكلية العلوم الاجتماعية بمقر الطالبات بالزاهر اعتبارا من نهاية الفصل الدراسي الثاني 1432/1433ه، واستمرار العمل بالخطط الدراسية القديمة لطالبات أقسام كلية الآداب والعلوم الإدارية للبنات وفق المعمول به في الوقت الراهن حتى يتم تخريج هؤلاء الطالبات، واستمرار دراسة الطالبات قسم الدراسات الإسلامية بمقر ريع ذاخر وطالبات قسم اللغة العربية القدامى في كلية الآداب والعلوم الإدارية للبنات حتى تخرجهن». وجزمت عميدة كلية الآداب والعلوم الإدارية أن قرارات النقل لن تؤثر على مسيرة الطالبات التعليمية، مؤكدة حرص الإدارة على توفير البيئة التعليمة الملائمة والمناخ المناسب للتفوق والإبداع لطالباتنا، مضيفة «أن ووسائل نقل الطالبات من وإلى الكلية لا يوجد بها قصور فهي من الحافلات الحديثة وهي نفسها التي تستخدم في كافة فروع الجامعة وعلى نفس المستوى». وعلقت الدكتورة البنيان على الاتهامات المثارة حول وجود محاباة من قبل إدارة الجامعة «قد يطلق البعض على موقفي من إدارة الجامعة وصفا بالمحاباة فعملي هو مشاركة الإدارة العليا في تحقيق رسالة وأهداف الجامعة والحرص على مصلحة الطالبات في المقام الأول، فقرار انضمام الكليات إلى الجامعة يستوجب الدمج الفعلي والشامل لأقسام الكليات مع الأقسام المناظرة بالجامعة تحت سقف واحد بما في ذلك من طالبات وكادر أكاديمي، ولا يمكن أن يستوعب مقر الزاهر جميع الكليات فمن الرأي السديد استغلال مباني الكليات سواء في ريع ذاخر أو العزيزية حسب الطاقة الاستيعابية بكل كلية، الأمر الذي سيؤدي إلى استيعاب الزيادة في القبول للعام القادم لخريجات الثانوي والتي قد تقفز بنسبة 40 في المئة عن القبول في الأعوام السابقة». ودحضت العميدة ما يشاع عن سوء الخدمات المتوافرة في الكلية مؤكدة «أن الكلية توفر الخدمات المماثلة في مقر الطالبات بالزاهر، كما أن الكلية تسعى وتعمل جاهدة على توفير الخدمات الإلكترونية بشكل أوسع ومنها توفير صراف آلي لتكتمل بذلك الخدمات المقدمة للطالبات». وأبانت «لقد آثار دهشتي القول بتفشي الجرب في مبني الكلية وهذا الكلام عار من الصحة، حيث إنه لم تسجل أية حالة من قبل العيادة الطبية في الكلية أو المراكز الصحية خارجها ولم تصلنا أي شكوى من أولياء الأمور أو منسوبات الكلية بهذا الشأن».