تعد أحياء النور والعليا واجهة لمدخل مدينة جدة للقادم من الجهة الشمالية، ومع موقعها ذاك، إلا أنها تفتقر لعدد من العناصر والمقومات الأساسية التي من المفترض توفرها في أي مخطط سكني جديد كما قال عدد من السكان. «عكاظ» تجولت مابين النور والعليا، خصوصا أن الكثير من الجوانب تربط بينهما، والمسافة بينهما لاتتجاوز دقائق معدودة. التقينا حامد الجحدلي وهو أحد القاطنين في الحي منذ نحو عشر سنوات وبدأ حديثه قائلا: اعتدنا الاجتماع بصفة شهرية نتداول أطراف الحديث ونتناقش فيما بيننا عن احتياجات وأوضاع الحي، والتي نتمنى معالجتها سريعا»، مشيرا إلى أن السكان يحاولون دائما إصلاح عدد من المشكلات، خصوصا فيما يتعلق بتلك المطلوبات المدونة ضمن كروكي المخطط لكنها غير موجودة على الطبيعة، ورفعنا في ذلك عدة مطالب لكننا لم نجد التجاوب حتى الآن علما بأننا نعتبرها من الضروريات والأساسيات». من جهته، أبدى خالد الحارثي استيائه واستياء سكان الحي من غياب دور شركة النظافة المتعهدة، «التي لاتمارس دورها المطلوب، حيث إنها لاتوفر حاويات نظافة بالعدد الكافي رغم الكثافة السكانية وعدم توفرها في أماكن أخرى من الحي، مايجبر السكان على رمي المخلفات في مواقع غير مناسبة ما أدى إلى أن النفايات تتجمع وتتراكم لأيام عديدة». وتحدث الحارثي أيضا عن أن سيارات الشركة الشركة المتعهدة لا تبادر إلى جمع تلك الأكياس المتراكمة على جوانب الطرقات مايساعد على تكاثر البعوض والحشرات الناقلة للمرض، واصفا هذه الحالة بأنها تؤرق مضاجعهم وأطفالهم بالخوف من نشوء بيئة خصبة لتكاثر تلك الحشرات والبعوض. وأشار الحارثي أيضا إلى أن الحي يفتقر في عدد من الأماكن إلى الإنارة مطالبا بالاهتمام بالترصيف والسفلتة والتشجير في مداخل الحي الذي يعد واجهة للقادمين من شمالي جدة وفق الرسومات المدونة في المخطط. وفي ذات السياق، تداخل سعود أحمد الذي أشار إلى أن هناك عدم تقيد بما هو مدون في المخطط الأساسي للحي من توفير حدائق مجهزة بملاعب للأطفال، مشيرا إلى أن أطفال الحي يلجأون للعب الكرة في الشوارع والطرقات معرضين أنفسهم للخطر، مطالبا أيضا بإنشاء مراكز للجهات الحكومية المهمة مثل مركز للشرطة وآخر للدفاع المدني ومركز صحي يخدم الحيين النور والعليا إضافة إلى عدم وجود مدارس للبنين والبنات مايجعلهم يعانون في الانتقال إلى أحياء أخرى بعيدة عند احتياجهم لهذه الخدمات وعند إيصال أبنائهم وبناتهم إلى مدراسهم. وأشار هاشم الشيخ إلى مشكلة أخرى يعاني منها السكان وهي مشكلة المياه، ورجى أن يتم ربط الحي بشبكة المياه المحلاة «تصلنا المياه عن طريق آبار خليص التي تختلف عن مياه التحلية، وليس لنا خيار غير القبول بذلك، ونتمنى أن يتم ربط الحي كذلك بشبكة الصرف الصحي»، بينما تحدث صابر المالكي عن النفقات التي يتكبدونها بشكل مستمر لجلب الماء عن طريق وايتات التحلية نتيجة الانقطاع المستمر للمياه في حي النور وعدم توفر شبكة مباشرة من التحلية، مايضطرنا للانتظار أحيانا إلى أكثر من يوم إلى حين وصول الرقم المخصص لصرف الوايت ومايصاحب ذلك من معاناة.