تابعت بقدر كبير من الاهتمام والغبطة تلك المقالة الرائعة الوجيزة في مبناها الكبيرة في معناها؛ لسعادة د. هاشم عبده هاشم؛ تحت عنوان: «الليث تتجه نحو العالم الأول» والتي نشرت بصحيفة «عكاظ» الغراء في عدد الأربعاء الماضي الموافق 4/6/1433ه. والذي يعبر فيها عن سعادته الغامرة بتلقيه خبر قيام شراكة علمية بين كلية صحية جديدة في محافظة الليث بمنطقة مكةالمكرمة وجامعة «ماساسوستش» الأمريكية العريقة، للإشراف على خطط وبرامج ومناهج الكلية. مشيرا إلى أن هذه الجامعة الأمريكية الكبيرة قد أوفدت فريقا علميا قام خلال الأيام الماضية بزيارة المحافظة، والاجتماع بالمسؤولين عن الكلية، والتعرف على احتياجاتهم تمهيدا لوضع هذه الشراكة العلمية موضع التنفيذ. النقطة المثيرة للانتباه كما جاء في مقال د. هاشم هي أن هذا الحدث العلمي الكبير قد وقع على أرض محافظة الليث التي لا يتعدى تعداد سكانها 130 ألف نسمة والتي تبعد عن مكةالمكرمة 190 كيلو متر. وهو ما يجسد طموح أبناء هذه المحافظة وشبابها إلى مستقبل علمي مشرق من خلال عقد شراكة على هذا المستوى المتميز مع جامعة كبيرة بهذا الحجم. وبقدر سعادتي الكبيرة بهذه الشراكة العلمية المهمة، وبقدر اهتمامي وسعادتي أيضا بما كتبه سعادة د. هاشم عن هذه الشراكة العلمية الفريدة؛ فإنني أود أن أنوه في هذا الصدد ببعض النقاط المهمة: أولا: إن هذه الشراكة العلمية المتميزة تعكس توجه جامعاتنا نحو بناء نهضة علمية وبحثية كبيرة؛ وهو ما يتسق مع الاستراتيجية الشاملة للتنمية التي تتبناها حكومة خادم الحرمين الشريفين، أيده الله. ويرعى خطواتها الجادة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة حفظه الله؛ والذي رفع منذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد الأمور في المنطقة شعار «مكةالمكرمة .. نحو العالم الأول»؛ حيث تعد الجامعات والمعاهد العلمية والمراكز البحثية محورا مهما من محاور الاستراتيجية الموضوعة لتحقيق هذا الشعار، وتحويله إلى حقيقة على أرض الواقع. ثانيا: إن هذه الشراكة العلمية الفريدة تجسد اهتمام المسؤولين بوزارة التعليم العالي بقيادة معالي الوزير د. خالد بن محمد العنقري، واهتمام المسؤولين بالجامعة وعلى رأسهم معالي د. بكري بن معتوق عساس بدعم المؤسسات العلمية التابعة لها في الفروع البعيدة عن مكةالمكرمة، واختيار أفضل المؤسسات العلمية العالمية لتوقيع شراكة معها، بهدف العمل على تطوير وتحديث جزء عزيز وغالٍ من بلادنا. وهو توجه ربما تسبق به جامعتنا «أم القرى» غيرها من الجامعات الوطنية، وتأكد ذلك بحرصه على اختيار أفضل الكفاءات العلمية لقيادة دفة العمل في منظومة هذه الفروع في إشارة إلى أنها لا تقل بحال من الأحوال عن الجامعة الأم في مكةالمكرمة. ثالثا: إننا نطمح أن نستمر في دعم هذا التوجه المبارك في بقية مؤسساتنا العلمية؛ سعيا للارتقاء بمسيرتها العلمية والبحثية والتطويرية؛ وهو ما سوف تكون له آثاره الإيجابية في القريب العاجل بمشيئة الله خيرا عميما لمجتمعنا ولوطننا الغالي. والله الموفق. * عميد كلية طب الأسنان بجامعة أم القرى