شكل فوز فرانسوا هولاند، واختياره رئيسا لفرنسا بعد معركة انتخابية تنافس فيها مع الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي لحظة تاريخية فاصلة في تاريخ فرنسا الحديثة، ذلك أن فوزه هو الفوز الثاني لاشتراكي في انتخابات الرئاسة الفرنسية، في ظل الجمهورية الخامسة بعد فوز فرانسوا ميتران عام 1981م على الرئيس فاليري جيسكار ديستان. ولأن فرنسا دولة كبرى ومركزية في الخارطة العالمية فإن بروز وجه جديد قادم من خلفية اشتراكية، ويمثل اليسار الجديد في فرنسا متمثلا ذلك في فرانسو هولاند، فإن ما يعنينا هنا في المملكة هو تعميق الشراكة السعودية الفرنسية في ضوء مجيء الرئيس الجديد والتوجه إلى توسيع هذه الشراكة على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية وتبادل الخبرات والاستمرار في تجذير العلاقة التاريخية بين المملكة وفرنسا، خاصة وأن هناك تحولات جديدة داخل منظومة السياسة الفرنسية المعنية بمزيد من الانفتاح على العالم وإيجاد دور محوري لفرنسا في حل القضايا العالمية، وهو ما يقتضي إيجاد دور لها أكثر انحيازا للقضايا العربية وتحديدا قضية الصراع العربي الإسرائيلي ودفع عجلة السلام إلى الأمام. إن العلاقات السعودية الفرنسية من المتانة والقوة غير أن المأمول هو جعل هذه العلاقة تصبح أكثر اتساعا وشمولية، وتعزيز هذه الشراكة من أجل فتح آفاق جديدة من أجل أن تتجاوز ما هو سياسي إلى ما يشكل القاعدة الأساس لهذه العلاقة، وهي الشراكة في مفهومها العميق والشامل. ليكن مجيء فرانسوا هولاند إيذانا لميلاد فرنسا جديدة باشتراكية جديدة ودبلوماسية أكثر جدة بما يليق بفرنسا ورمزية شارل ديغول مؤسس فرنسا الحديثة.