يبدو المال العام أحيانا وكأنه قربة مشقوقة يتسرب منها الماء بلا توقف، السبب في ذلك أن البعض تتملكهم ثقافة: مال عمك ما يهمك، لذلك يبدو الهدر عندهم وأحيانا «الهبر» أمرا عاديا! قد يبدو الأمر وكأنه نتيجة غياب الرقابة الصارمة، والمساءلة الحازمة، والمحاسبة الجادة، لأنها لو وجدت لما تجرأ أحد على التعامل مع المال العام على أنه مال يسهل تبديده أو تبخيره أو استملاكه، لكن الحقيقة أننا نملك قوانين المحاسبة ونملك أجهزة المراقبة، لكننا لا نملك الإرادة اللازمة لتطبيقها ولا الرغبة الكاملة في تفعليلها دون تمييز هنا أو استنساب هناك، وهذا ما يذهب هيبة القانون ويضعف دور الرقابة! برأيي أن خير وسيلة لوقف الهدر والتقصير في حفظ المال العام هو في مساءلة ومحاسبة سراق المال العام دون رحمة أو شفقة أو تمييز، فتقضي العدالة على حالة الإحباط التي تتملك المجتمع بسبب الفساد وتحد من شعور اللامبالاة تجاه هدر المال العام! فلا تلاحق سارق الثمرة وتجامل سارق الحقل، بل تلاحقهما معا لتكون الجدار السميك الذي يحتمي به المال العام دون ثقوب أو فجوات تمتد منها خلسة الأذرع الطولية!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة