أكد إعلاميون سعوديون ل «عكاظ» أهمية مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي ألقاها في لقائه بأعضاء الوفد البرلماني الشعبي المصري أمس الأول، معتبرين أنها حسمت الموقف بين البلدين، إذ عبرت عن قوة العلاقة التي تربط بين المملكة ومصر، مشيرين إلى الدور الإيجابي الذي يجب أن يضطلع به الإعلام في أوقات الأزمات بعيدا عن الشحن وإثارة الفتنة، والذي أشار إليه الملك في كلمته قائلا «أملي أن يقف الإعلام المصري والسعودي موقفا كريما وليقل خيرا أو ليصمت»، وأكدوا أن الملك رسم عبر كلمته نهج وأخلاقيات المهنة الإعلامية المطلوب في الأزمات، مطالبين وسائل الإعلام بالتقيد بالقواعد المهنية في تناول الأحداث. من جانبه، قال مدير قناة العرب الإخبارية جمال خاشقجي «كما توقعنا أن تمر الأزمة كسحابة صيف رغم أن البعض حاول تعكير صفو العلاقات بين البلدين، مبينا أن كلمة خادم الحرمين الشريفين كانت حاسمة ومؤكدة لقوة العلاقات والروابط بين البلدين وأنها ستبقى وستتقدم رغم كل شيء، وتوقع خاشقجي أن تشهد مصر تغييرا على الصعيد الإعلامي، مشيرا إلى وجود ما يقرب من خمس عشرة قناة مستقلة في مصر، ورأى صعوبة علاج الإعلام للأحداث بعيدا عن عاطفة الشارع وبما يقرب المصلحة مبينا أن الوفد المصري الذي زار المملكة سيجد من ينتقده وسيزايد عليه. هموم الأمة وفي سياق متصل أكد رئيس تحرير مجلة اليمامة الدكتور عبدالله الجحلان أن كلمة خادم الحرمين الشريفين عبرت عن واقع الإعلام اليوم، ورأى أنها تحمل معاني كثيرة تتيح لوسائل الإعلام المختلفة مراجعة نفسها كما تعين على تخطي العقبات والاتحاد أمام من يسعى إلى الفرقة، وأشار إلى أن أفضل السبل في مواجهة الأزمات يستمد مما ذكره خادم الحرمين الشريفين من الحرص على قول الخير أو التزام الصمت، وجعل الأمور في سياقاتها بدلا من الزيادة فيها أو الأخذ عن مصادر غير موثوقة أو اجتهادات تؤثر على المتلقين، وطالب بضرورة تأكد الإعلام من كل ما يبثه وتوثيق ذلك ومراعاة المصلحة العامة، قائلا «هناك قضايا يكون عدم طرحها أجدى من تناولها بسبب تأثيراتها المتوقعة»، منتقدا تسرع بعض المصادر الإعلامية، ودعا إلى أن يتبنى الإعلام هموم الأمة والبلد الصادر عنه بدلا من الإضرار بمصالحه. تفادي الأزمات من جهته، لفت وكيل وزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن الهزاع إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يرسم فيها خادم الحرمين الشريفين نهجا قويما لسير الإعلام أو غيره بما يخدم المواطن أو الأمة الإسلامية والعربية، قائلا «بين خادم الحرمين الشريفين عبر كلمته للوفد المصري الطريق الأمثل لتفادي الأزمات وذلك بتعامل الإعلام مع الأحداث بكل مصداقية وبما يصلح الشؤون حينما قال (أملي أن يقف الإعلام المصري والسعودي موقفا كريما وليقل خيرا أو ليصمت)»، وأكد أن سير الإعلاميين على النهج الذي أرشد إليه خادم الحرمين الشريفين وهو تحري الخير والمصداقية أو التزام الصمت يفادي كثيرا من الأزمات، مسلطا الضوء على مقدرة الإعلام على تغيير السلوك إذ تمكن في الأحداث الأخيرة من قلب الموازين، وطالب الإعلاميين بالاهتمام بما يبثونه، والحذر من الانجراف خلف تيارات مسيئة ومغرضة. تقريب العلاقات وأكد رئيس تحرير صحيفة الرياض السعودية تركي السديري بأن على الصحافة والإعلام تناول الأحداث بواقعية تسهم في تقريب العلاقات وتجنب الخلافات، قائلا عالج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذا الرأي السديد حينما قال: فلتقل خيرا أو لتصمت، وبين أن بعض صحف العالم العربي وحتى في مصر بخلاف الصحف الرسمية منها مازالت تنشر الخلافات وتفتقر للنزاهة في حين لم تمارس الصحف السعودية أو تنشر أي معلومات مغلوطة أو غير صحيحة تجاه هذه الأزمة، وذكر أن خادم الحرمين الشريفين من حيث المبدأ والسلوك السياسي التاريخي يحترم الشعب المصري والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة، قائلا إن المملكة حاليا وجمهورية مصر قبل أحداثها الأخيرة ينظر العالم لهما بأنهما مركز الأمان لمنطقة الشعوب العربية وحصن الحماية. معان جميلة واعتبر مقدم برنامج الثامنة في mbc داود الشريان بأن كلمة خادم الحرمين الشريفين كانت موجهة للإعلام الذي أساء إلى البلدين، مشيرا إلى أن الدور الحقيقي للإعلام لا يتمثل في الشتيمة أو استخدام الكلمات النابية، قائلا قصد خادم الحرمين الشريفين من مقولته فليقل خيرا أو ليصمت كل المعاني الجميلة وأراد بشكل غير مباشر إيصال رسالة بأن العلاقة بين البلدين أكبر من إعلامي هنا أو هناك يحاول إفساد تلك العلاقة، وعن ما تداوله البعض من أن الشريان وقع في ذات الخطأ الذي وقع فيه الإعلام المصري، نفى ذلك مؤكدا أنه لم يتلفظ بأي كلمات غير سوية وإنما غضب لبلده، وأوضح أن مشكلات الإعلام حينما ينقاد خلف الدعايات ولا يتثبت من الحقائق فيخرج عن الموضوعية، لافتا إلى أن المشكلة الأخيرة نشأت حينما نشر الإعلام أكاذيب بعيدة عن الواقع.