أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر ومندوب المملكة الدائم في جامعة الدول العربية أحمد قطان، قوة ومتانة العلاقات السعودية المصرية في كافة المجالات. وقال قطان في حديث أجرته معه «عكاظ» عشية مغادرته متوجها إلى القاهرة عقب صدور توجيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعودته لمباشرة عمله وفتح السفارة السعودية بالقاهرة والقنصليتين في الإسكندرية والسويس، اعتبارا من اليوم الأحد، بأن هذا التوجيه يجسد الحب والتقدير الذي يكنه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لشعب مصر، الذي بدوره يقدر المملكة حكومة وشعبا، مشيرا إلى أن ما قامت به فئة قليلة من الشعب المصري أساءت لمصر قبل أن تسيء للمملكة. وبين قطان أن أحد أعضاء الوفد المصري طلب محاكمة عادلة للجيزاوي، وأكدنا بأن العدل ديدن المملكة مع الجميع، وأن الإمام العادل خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لا يرضى بظلم أي فرد في أية بقعة من المملكة مهما كانت جنسيته. وتطرق السفير قطان من خلال حديثه إلى جملة من المواضيع، وفيما يلي التفاصيل: • كيف تنظرون إلى توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القاضي بإعادة السفير السعودي للقاهرة وفتح السفارة السعودية والقنصليتين اعتبارا من اليوم الأحد؟ • لا شك بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونظرا للمشاعر الإنسانية والكلمات الفياضة التي تعبر عن صدق ومحبة الشعب المصري له شخصيا ولشعب المملكة، وجه بإعادة السفير السعودي للقاهرة لمباشرة عمله اليوم الأحد بإذن الله، والزيارة المباركة والمشاعر الفياضة من أعضاء الوفد المصري كان لها الأثر الكبير في التوجيه الحكيم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله. • توجيه خادم الحرمين الشريفين بعودة السفير السعودي ألجم من كانوا يحاولون الاصطياد في المياه العكرة، ومن سعوا لإثارة الفرقة بين الشعبين الشقيقين، ما رؤيتكم لكلمة خادم الحرمين الشريفين للوفد المصري؟ • في تصوري أن الوفد المصري الذي حضر للمملكة يمثل مصر كاملة، ما عدا القلة التي أساءت إلى مصر قبل أن تسيء للمملكة، وسبحان المولى عز وجل الذي رد كيدهم في نحورهم، وأعتقد اليوم أنهم أسفوا وندموا على ما قاموا به، لأنهم عرفوا وعلموا أن الشعب المصري يقدر المملكة، وقبل كل ذلك تقدير خادم الحرمين الشريفين ومحبته لشعب مصر. وحقيقة، أكثر ما أعجبني المشاعر التي لمستها من الجميع، ولا بد أن أنوه إلى أن كلمات سامية وكريمة في الخطاب الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين كان لها أثر كبير خاصة في نفوس الوفد المصري، خاصة ما قاله عن الإعلام السعودي والمصري «إما أن تقولوا خيرا أو اصمتوا». • وكيف تقرأون مستقبل العلاقات السعودية المصرية؟ • ستزداد قوة ومتانة، خاصة أن شعب مصر يقف في وجه هذه القلة التي أساءت لمصر قبل أن تسيء للمملكة، وسنعمل على توطيد وتعزيز هذه العلاقات، وإن شاء الله بعد أن تهدأ الأمور سيسمع شعب مصر المزيد من التعاون في كافة المجالات خاصة في مجال الاستثمارات. * وهل أخذت ضمانات من الوفد المصري لحماية السفارة السعودية والقنصليتين والعاملين فيها؟ • الوفد المصري الذي حضر للمملكة هو الضمان الوحيد؛ لأنه يمثل شعب مصر بكامله. • دعني أسألك معالي السفير، عن أعداد السعوديين المتواجدين في مصر، وهل تعرضوا خلال الفترة الماضية التي أعقبت ثورة 25 يناير، لأية مضايقات؟ • من الصعوبة حصر أعداد السعوديين الموجودين في مصر، ونحن في السفارة بدأنا منذ أشهر عدة، اتخاذ بعض الخطوات لحصرهم بشكل واضح، ونحن نتحدث عن أعداد كبيرة، ولم يتعرض أي مواطن سعودي لأية مضايقات على الإطلاق. • أشرتم إلى خطة لتنمية الاستثمارات السعودية في مصر، فما المجالات التي ستشهد توسعا سعوديا للاستثمار فيها؟ • رجال الأعمال السعوديون اجتمعوا في مصر قبل يومين ضمن أعمال مجلس الأعمال السعودي المصري ولم يسحب أي مستثمر سعودي استثماراته من مصر، ونعمل الآن مع مجلس الشعب والحكومة المصرية على حل المشاكل التي وقعت لبعض المستثمرين، وعندما تحل ستشجع المستثمرين على التوسع في استثماراتهم أو فتح استثمارات جديدة في مجالات عديدة سواء في السياحة أو العقار وغيرهما. • هل تم التطرق لقضية الجيزاوي ضمن لقاء خادم الحرمين الشريفين مع الوفد المصري؟ • لم يتم التطرق لهذا الموضوع، إلا أن أحد أعضاء الوفد المصري طلب شيئا المملكة لا تنتظره منه أو من غيره وهو أن تقدم للجيزاوي محاكمة عادلة وأن يعامل معاملة طيبة، وهذا هو ديدن المسؤولين في المملكة ليس مع الجيزاوي فقط، ولكن مع كل من يلقى القبض عليه في أية تهمة، فإمامنا عادل، إمامنا عادل، إمامنا عادل، ولا يقبل أن يظلم أحد على أرض المملكة مهما كانت جنسيته. • وما التوجيهات التي تلقيتموها من خادم الحرمين الشريفين؟ • دائما وأبدا، خادم الحرمين الشريفين يوصيني بتقوى الله في السر والعلانية ويوصيني وبحرص كبير على فتح باب السفارة السعودية للمواطنين السعوديين في مصر، وكما تعلمون جميعا فإن السفارة تفتح أبوابها يومي الأحد والأربعاء للمواطنين للاستماع لاحتياجاتهم وحل مشاكلهم، وهذا الإجراء يلقى رضى كبيرا من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو وزير الخارجية، وأحب أن أؤكد لجميع الإخوة السعوديين، أن بابي وقلبي مفتوحان لهم جميعا ولن يلقوا مني إلا كل محبة وتقدير. • هل هناك تسهيلات إضافية سيتم تقديمها للمصريين في تأشيرات العمل والعمرة والحج؟ • هذه الأمور تتم بموجب وحسب الأنظمة المعمول بها بين البلدين. • كيف ترون مسؤولية الإعلام في المملكة ومصر للمحافظة على الروابط المتينة بين البلدين؟ • الإعلام ليس في المملكة ومصر فقط إنما في العالم العربي، مطالب بالتحقق من أية معلومات ترده، وألا يختلق القصص التي قد تثير الفتنة.