تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يباشر السفير السعودي في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير أحمد قطان، أعماله في مقر السفارة السعودية في القاهرة صباح اليوم بعد أيام من استدعائه إلى الرياض للتشاور في شأن بعض الوقفات الاحتجاجية أمام مبنى السفارة على خلفية توقيف المحامي المصري أحمد الجيزاوي بتهمة تهريب كمية من الحبوب المخدرة إلى المملكة. وغادر السفير قطان الرياض متجهاً إلى القاهرة أمس (السبت) على متن رحلة الخطوط الجوية السعودية رقم 313، التي حطت في مطار القاهرة الدولي الساعة 4.30 من مساء أمس، وكان في استقباله فريق من المراسم في سفارة المملكة. وأوضحت دينا موسى نائب الملحق الإعلامي في السفارة السعودية في القاهرة ل «الحياة» أن السفير قطان دعا إلى مؤتمر صحافي في مقر السفارة صباح اليوم سيلتقي فيه عدداً من الصحافيين والإعلاميين المصريين. وقال السفير في بيان مقتضب فور وصوله «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين، لقد وصلت إلى القاهرة تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسأباشر عملي من السفارة إن شاء الله غداً (اليوم)». وأضاف: «الحمد لله سحابة عابرة ومرت بخير، ورب ضارة نافعة، فقد أدت إلى تقوية الصلات وعكست مشاعر الشعب المصري الحبيب تجاه شقيقه الشعب السعودي»، مؤكداً أن مثل هذا الأمر لن يتكرر. وكشفت مصادر ل «الحياة» أن السفير قطان سيباشر عمله في مبنى السفارة في تمام الثامنة والنصف من صباح اليوم بعدما أصدر توجيهاته إلى أعضاء البعثة الديبلوماسية السعودية كافة في مصر بمضاعفة الجهد، لإنهاء المعاملات المرتبطة بالسفارة وقنصليتيها في كل من السويسوالإسكندرية. وأوضحت المصادر أن السفارة والقنصليتين السعوديتين ستبدأ جميعها في استقبال معاملات المصريين فوراً. وأضافت أن الجهات الأمنية المصرية ضاعفت عديد القوات المسؤولة عن حماية مبنى السفارة. مشيرة إلى أن البعثة الديبلوماسية تشعر بالارتياح لعودة العلاقات. من جهة ثانية، أوضح مكتب وزير الخارجية المصري محمد عمرو أمس أنه وفي إطار التشاور الدوري بين المملكة ومصر، أجرى عمرو اتصالاً هاتفياً مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي تناول فيه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. كما بحثا في عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك. وكان رئيسا مجلسي الشعب والشورى المصريين محمد سعد الكتاتني وأحمد فهمي ترأسا وفداً شعبياً مصرياً، ضم عدداً كبيراً من مختلف فئات المجتمع المصري، قدم إلى السعودية الخميس الماضي، لتقديم اعتذار عما بدر من إساءات إلى المملكة من بعض المتظاهرين. والتقى الوفد المصري خلال زيارته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر سعودي مسؤول قوله الجمعة أنه «نظراً إلى المشاعر النبيلة والمخلصة التي أبداها الوفد الممثل لأطياف المجتمع المصري تجاه المملكة. وانطلاقاً مما تحمله المملكة من مشاعر متبادلة نحو مصر حكومة وشعباً. فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بمباشرة سفير المملكة إلى القاهرة لعمله بدءاً من الأحد (اليوم) وإعادة فتح السفارة وكل من قنصليتي المملكة في الإسكندريةوالسويس».