الصورة التي نشرت بمناسبة استقبال سيدي خادم الحرمين الشريفين لمدير عام منظمة اليونسكو السيدة أرينا بوكوفا، تقول الكثير والكثير عن شخصية ومكانة ورسالة عبدالله بن عبدالعزيز الذي نسجها تاريخ حياته المديد بإذن الله تعالى، ونجحت في رصده مكتبة الملك عبدالعزيز في كتاب«عبدالله» الذي أصدرته مؤخرا. عايشت لحظات المناسبة يوم الاثنين 2/6/1433ه الموافق 23/4/2012م عند استقباله يحفظه الله للسيدة بوكوفا، التي كانت تتطلع إلى هذه الزيارة للقاء عبدالله الإنسان والقائد، لتحمل له شكر هذه المنظمة العالمية العريقة، تقديرا لمواقفه ودعمه لرسالة السلام العالمية، انطلاقا من مبدأ الحوار والتعايش بين أتباع الأديان والحضارات والثقافات، وقد تشرفت في عام 2010م بتقديم منحة خادم الحرمين الشريفين لليونسكو لدعم برنامج الحوار الذي أسس في المنظمة لدعم هذا المفهوم الإنساني العظيم . لقد بدأت السيدة بوكوفا زيارتها للمملكة بالتعرف على رسالة من رسائل عبدالله بن عبدالعزيز العالمية تلك التي خطها على ضفاف البحر الأحمر لتبقى بصمته لأجيال وأجيال قادمة، إنها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (بيت الحكمة) بأهدافها ورسالتها، جامعة الملك عبدالله هي حوار عبدالله بن عبدالعزيز مع الواقع الذي كون شخصيته على مر السنين وكان حلما سمعه الجميع منه، تحقق في وقت قياسي لم يتجاوز 1000 يوم، خلال هذا الزمن القصير أسست الجامعة وبنيت وافتتحت، وأصبحت تضم أكثر من 60 جنسية تمثل مختلف القارات والحضارات والديانات، يجمعهم هدف سام يتمثل في إيجاد حلول للإنسانية ومستقبلها من ماء وطاقة وغذاء. عند وصولها إلى الرياض زارت السيدة بوكوفا مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، وأتبعته بزيارة مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، وعبرت عن إعجابها بهذا التكامل بين رؤية مستقبلية للتعليم، واحتضان للمواهب والمبدعين، الذين يمكنهم مواصلة أبحاثهم في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. وصلت السيدة بوكوفا إلى المملكة لتلتقي بالقائد كما ذكرت لي بحكم مسؤوليتي ممثلا لوطني مع هذه المؤسسة العريقة، وأشارت إلى أنها جاءت لتنصت إلى رؤى هذا الملك الإنسان نحو مسيرة هذه المنظمة العالمية تحت الظروف الصعبة التي تمر بها، لتنفيذ برامجها وتوصيل رسالتها لبناء حصون السلام في عقول الرجال والنساء، وتعزيز التفاهم بين الثقافات والتعاون بين الشعوب والحفاظ على قيمها وحضاراتها وتراثها، وقد ذكرت السيدة بوكوفا أن الإمكانات المادية لتنفيذ برامجها قد تقلصت وذلك بسبب توقف الدعم الأمريكي، نتيجة لتصويت الغالبية العظمى من الدول بقبول دولة فلسطين عضوا كامل العضوية في المنظمة، وأصبح علمها يرفرف في اليونسكو. كانت بوكوفا تتطلع إلى حوار مع ملك الحوار، وهو حوار قمة لا يرتقي إليه إلا إنسان بمكانة عبدالله بن عبدالعزيز، الإنسان والقائد لهذا الوطن الذي تهفو إليه كل يوم مئات الملايين من المسلمين، ويتشرف حفظه الله بأنه خادم الحرمين الشريفين. لقد توج لقاء بوكوفا بالملك عبدالله «بأعلى وسام في اليونسكو فالذهب يزهو بمنهج الملك في تكريس ثقافة الحوار والسلام» كما نشرتها الصحف الصادرة يوم الأربعاء 4/6/1433ه مع صورته وهو يحمل الميدالية، وكأنه يحمل رسالة اليونسكو العالمية المتمثلة في تكريس الحوار بين الأمم، ونشر السلام في هذا العالم الذي قال عنه يحفظه الله:«عالمنا مليء للأسف بالتوتر والحزن وانعدام الثقة وأن البشر على هذا الكوكب سواسية، وأن أحد الأهداف الأسياسية لليونسكو الحفاظ على السلام وتعزيز التفاهم الديني والثقافي». عطاء خادم الحرمين الشريفين بصدقه ووفائه وعدله لمبادئه وإنسانيته كان أكثر من توقعات مدير عام اليونسكو السيدة إرينا بوكوفا. هنيئا لنا شعبا ووطنا بهذا الإنسان القائد. يذكر أن مكتبة الملك عبدالعزيز www.kapl.org.sa تحتفظ بهذه الصور وغيرها. فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم