.. صورة كاريكاتورية مضحكة، ومع ذلك ذرفت عيناي دمعا تبكيان ضعف الأخلاق وعدم المبالاة عند البعض من الناس بمن فيهم كبار السن ممن يقودون السيارات وهم يتعاطون الحديث بالمحمول بيد، وفي اليد الثانية كوب الشاي، وطرف قدمه اليسرى على مقود السيارة بينما تنتقل قدمه اليمنى بما بين ضاغط البنزين وبين الفرامل إن اضطر لاستعمالها للحد من السرعة الطائرة التي يسير بها دون مبالاة بمن حوله من الناس، ولا ما حوله من سيارات تسير بسرعة البوينج في خط مكة/ جدة، وعلى امتداد المشوار حتى لكأنه كان يشعل السيجارة من أختها، و(يمزمز ) الشاي أو الحليب أو النسكافية كالطفل الذي يتعلم الرضاعة. الطريف في الأمر أن الصورة تكررت أمامي بشارع فلسطين وأنا في طريقي إلى «عكاظ» كما تكررت وبالأسلوب نفسه في شارع الملك وأنا في طريقي لميدان الكرة الأرضية مما جعلني أكاد أشعر بأن هذا الأسلوب أصبح نهجا طبيعيا للغالبية من قائدي السيارات شبابا ورجالا على رؤوسهم العقال، والنظارة الأنيقة على عيونهم، ولكنهم بكل أسف لا أخلاق لهم !!. تذكرت هذه الصور التي شاهدتها خلال الشهر الأخير وأنا أقرأ تصريح سعادة أخي العميد محمد حسن القحطاني مدير مرور جدة بجريدة «الشرق» المنشور بعدد يوم الاثنين 26/4/1433ه قال فيه: إن حوادث المرور في المملكة بلغت العام الماضي 544.179 حادثا، أي بمعدل 1537 حادثا كل يوم، أسفرت عن 7153 حالة وفاة «عشرون حالة وفاة يوميا» أما المصابون فقد بلغ عددهم في العام نفسه أكثر من 39 ألف مصاب، مشيرا إلى أن نصيب محافظة جدة من الخسائر بلغ 493 حالة وفاة و3341 إصابة، فيما تم ضبط مليوني مخالفة مرورية. وقال العميد القحطاني ل «الشرق» إن الإحصاءات كشفت أن يوم السبت هو أكثر الأيام التي تقع فيها الحوادث، وأقلها يوم الجمعة، مبينا أن النسبة الأعلى من الوفيات تكون خارج المدن بنسبة 60% و 40% داخل المدن، وأغلب المتوفين هم من شريحة الشباب، وتمثل ثلاثة أرباع المتوفين. وإن أهم أسباب الحوادث المرورية تعود إلى السلوك القيادي الخاطىء الناتج عن ارتكاب المخالفات المرورية وعدم التقيد بالأنظمة. والسؤال الذي يفرض نفسه: طيب وما هو الحل؟. هل يعين لكل سائق سيارة جندي مرور يلاحقه لمنعه من المخالفات.. أم علينا كمواطنين أن نحترم النظام ونراعي التقاليد للابتعاد عن الأخطار والرحمة بالآخرين؟. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة