أثار اقتحام قوات النظام السوري لجامعة حلب وإطلاقها النار في المدينة الجامعية فجر أمس حالة فزع شديد بين الطلاب الذين قتل اربعة منهم. وفيما أدان البيت الأبيض الواقعة مؤكدا أنه ربما تكون هناك ضرورة لاستخدام نهج دولي جديد إذا فشلت خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، اعتبر رئيس فريق المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود أن على الجيش السوري أن يقوم بالخطوة الأولى لوقف أعمال العمف. المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي أفاد أن عناصر من الأمن اقتحموا المدينة الجامعية ليلا بأعداد كبيرة وأطلقوا النار في حرم الجامعة، مما أدى إلى مقتل ستة طلاب وجرح 28 آخرين، واعتقال نحو 200 طالب. وخرجت تظاهرة في ساحة الجامعة واجهتها قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع. ونصرة للجامعة التي أعلنت إدارتها تعليق الدروس في كافة الكليات، خرجت تظاهرات في عدد من أحياء مدينة حلب. كما خرجت تظاهرات للغرض نفسه في مناطق عدة، لا سيما في درعا ودير الزور. وروى عدد من طلاب الجامعة مشاهد الرعب التي عاشوها، فقال حسين طالب الهندسة المدنية: « كنا 800 طالب نتظاهر من أجل الحرية والإفراج عن المعتقلين قبل أن يتم تفريقنا بالغازات المسيلة للدموع». وأضاف: « ما كدنا نعود إلى مساكننا في المدينة الجامعية حتى وصلت 13 حافلة وثماني سيارات بيك آب لتبدأ قوات الأمن في إطلاق النار على المبنى» مشيرا إلى أن «إطلاق نار كان كثيفا جدا ولم يتوقف من الساعة 22,00 حتى الساعة الرابعة صباحا». واستنادا إلى شهادات مختلفة فإن عددا من الطلبة لم يتردد في المخاطرة بحياته للفرار من قوات الأمن. وقال أبو عمر المتحدث باسم «الطلبة الناشطين» في الجامعة: «لقد فضلوا الإلقاء بأنفسهم من الطابق الثالث والرابع عن الوقوع في قبضة قوات الأمن». ونقل عن شهود عيان قولهم: «أرغموا العديد من الطلاب على التجرد من الملابس أمام عنبر الفتيات وطرحوهم أرضا وداسوا عليهم بالأقدام». ودعا المجلس الوطني السوري المعارض الطلاب السوريين إلى الإضراب تضامنا مع زملائهم في جامعة حلب، مطالبا المراقبين الدوليين بالتحرك لكشف ما يجري في حلب، ومجلس الأمن الدولي بإصدار قرارات حازمة. وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: «إذا استمر تعنت النظام فسيتعين على المجتمع الدولي أن يعترف بالهزيمة ويعمل على التصدي للتهديد الخطير للسلام والاستقرار من جانب نظام الأسد» . وأضاف: «الانتقال السياسي ضرورة ملحة في سورية. نأمل بالتأكيد أن تنجح خطة عنان لكن لانزال بناء على أدلة متشككين بشدة في استعداد الأسد للوفاء بشروط هذه الخطة لأنه فشل بوضوح شديد في الوفاء بها حتى الآن».. ومن جهته قال رئيس فريق المراقبين الدوليين في سورية الجنرال روبرت مود في تصريحات للصحافيين في حمص: «عندما يستخدم فردان كل أنواع الأسلحة، من هو الأول الذي ينبغي أن يرفع إصبعه عن الزناد؟ من ينبغي أن يقوم بالخطوة الأولى؟ برأيي، أنه الأقوى الذي يتعين عليه القيام بها» . وردا على سؤال عما إذا كان يتحدث عن القوات النظامية، أجاب: «إني أشير إلى الحكومة (السورية) والجيش. لديهما القوة، وهما في موقع يتيح لهما القيام بالخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح».