اقتحمت قوات الامن السورية فجر امس جامعة حلب شمال البلاد التي تشهد حركة احتجاجية متصاعدة منذ اشهر واطلقت النار فيها ما اسفر عن مقتل وجرح عدد من الطلاب واعتقال آخرين، فيما يتابع المراقبون الدوليون مهمتهم في البلاد لمراقبة وقف اطلاق النار وسط خروقات يومية متصاعدة. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال عبر سكايب امس ان "عناصر من الامن اقتحموا المدينة الجامعية ليلا باعداد كبيرة واطلقوا النار في حرم الجامعة وذلك عقب خروج تظاهرة طلابية حاشدة تنادي باسقاط النظام". وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان اربعة طلاب قتلوا وجرح ما لا يقل عن 28 آخرين "اثر اطلاق نار من مسلحين موالين للنظام وقوات الامن في المدينة الجامعية في حلب بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس". واضاف المرصد ان قوات الامن اعتقلت نحو 200 طالب. وخرجت تظاهرات عقب ذلك في عدد من احياء مدينة حلب نصرة للجامعة، بعدما ترددت انباء ما جرى في الجامعة بين السكان، "وقد واجهت قوات الامن كل التظاهرات باطلاق النار لتفريقها"، بحسب الحلبي. وصباح امس، خرجت تظاهرة في ساحة جامعة حلب احتجاجا على احداث المدينة الجامعية، واجهتها قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع، بحسب المرصد. العقيد أحمد حميش يستمع إلى سوريتين في حي الخالدية بحمص (ا ف ب) كما خرجت تظاهرات في عدد من المناطق السورية تضامنا مع جامعة حلب، لا سيما في درعا (جنوب) ودير الزور (شرق)، بحسب ما افادت لجان التنسيق المحلية. وتشهد مدينة حلب منذ اشهر تصاعدا في الحركة الاحتجاجية والتظاهرات والتحركات الطلابية والنقابية. الى ذلك، اعتقلت الاجهزة الامنية صباح امس نجلي المعارض السياسي البارز فايز سارة بسام ووسام واقتادتهما الى جهة مجهولة دون بيان سبب الاعتقال، بحسب ما افاد والدهما. وقال سارة، احد مؤسسي "رابطة الصحافيين السوريين" المتضامنة مع الاحتجاجات، ان العناصر الامنية لم تصرح الى اي جهة امنية تنتمي ولم تبرز مذكرة توقيف ولم تفصح عن التهمة التي اقتيد بسببها" الشقيقان. وفايز سارة واحد من المثقفين الذين تمت دعوتهم لحوار مع جهات مقربة من السلطة في بداية الاحتجاجات، الا ان السلطات اعتقلته عقب ذلك لشهرين. وفي سياق متصل، ابدى المرصد السوري لحقوق الانسان قلقه ازاء الحالة الصحية للمعارض محمود عيسى مطالبا السلطات السورية بالافراج الفوري عنه. ويقدر المرصد السوري عدد المعتقلين على خلفية الاحتجاجات في سوريا باكثر من 25 ألف شخص، فيما يصل عدد الذين تعرضوا للاعتقال منذ بداية الاحتجاجات الى مئة الف. والاربعاء، دعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان مجلس الامن الدولي الى "اتخاذ قرار ملزم يفرض على نظام (الرئيس بشار) الاسد التوقف عن تصعيد سياسة الاعتقال وقتل السجناء وتعذيبهم الممنهج، ويفرض عليه الافراج عن المعتقلين منهم". ودعا المجلس المراقبين الدوليين الى "العمل على إحصاء عدد المعتقلين، وزيارة السجون والمعتقلات بصورة مفاجئة ومتكررة، لمتابعة حال المعتقلين والاعلان عن الانتهاكات الأشد خطورة". واصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش الاربعاء تقريرا اشارت فيه الى مواصلة السلطات السورية احتجاز معتقلين "بشكل تعسفي (..) رغم الوعود التي قدمتها حكومة الرئيس بشار الاسد باطلاق سراح المعتقلين السياسيين". ميدانيا، نفذت قوات الامن السورية مداهمات منذ الصباح في الاراضي الزراعية المحيطة بحرستا، وفي منطقة الملعب في مدينة دوما بريف دمشق، بحسب المرصد. وافادت لجان التنسيق المحلية بتنفيذ قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في قرية دف الشوك بريف دمشق. وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق في بيان ان قوات الامن اقتحمت صباح امس مدينة يبرود. وفي ريف حمص (وسط) قصفت القوات النظامية قرية غرناطة المجاورة لمدينة الرستن التي تعد احد معاقل الجيش السوري الحر في حمص، بحسب ما افاد ناشطون في الرستن وكالة فرانس برس. والاربعاء، اسفرت العمليات العسكرية والاشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين عنها عن مقتل 32 شخصا من بينهم 22 جنديا نظاميا، في اكبر خسارة تتكبدها القوات النظامية منذ وقف دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في الثاني عشر من نيسان/ابريل. وقال رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود الاربعاء ان لبعثته "تأثيرا مهدئا" للوضع الميداني، الا انه اقر ان وقف اطلاق النار "هش" وليس قويا. وسقط في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف اذار/مارس الماضي اكثر من احد عشر ألف قتيل معظمهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.