«جبل النور» اسم ليس بغريب على مستوى العالم الإسلامي، يدل على حي تاريخي من قبل دخول الإسلام، وفيه نزلت أول آية في القرآن الكريم (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، ويعتبر حي جبل النور والذي يقطنه نحو 30 ألف نسمة من مختلف القبائل والأسر المكية محط إعجاب كثير من المسلمين الذين يفدون إلى أم القرى في الحج وبقية الأيام، ويعد جبل النور بجبله الشامخ وسكانه الكرماء، وهم يستقبلون الحجاج والمعتمرين الذين يفدون إلى الحي رغبة منهم في صعود الجبل الذي كان يتعبد فيه الرسول صل الله عليه وسلم قبل الإسلام. ومن أجمل التجارب التي تشعرك بعظمة هذا الدين، شد العزم للصعود إلى قمة الجبل وتذكر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يتعبد فيه وكيف كان يصعد إلى أعلى قمته مبتعدا عن كفار قريش ومتقربا إلى الله تعالى، وبما أنني احد سكان جبل النور لا زلت اتذكر أيام الطفولة فيه، والتي كانت من أجمل الأيام حينما كنا نتسابق يوما بعد آخر رغبة منا في صعود الجبل لنشاهد المسجد الحرام ومناراته الشاهقة، ورغم المتاعب التي كانت تواجهنا خلال رحلة الصعود إلى الجبل، إلا أن متعة المغامرة والتحدي التي كانت تكتنف عنفوان طفولتنا كانت بمثابة المحفز الأكبر لمواصلة الرحلة الشاقة، والتي لا نستطيع تحمل متاعبها في وقتنا الحالي ولا زلت أتذكر أصوات المروحيات التابعة للدفاع المدني، والتي كانت تحوم حول منازلنا في فترات متفاوتة، وكيف كنا نصعد إلى أسطح منازلنا لنطالع ونستكشف أمر تلك الطائرات والتي عرفنا فيما بعد أنها تبحث عن حاج أو معتمر تعثرت خطواته وسقط من أعلى قمة الجبل وحينها يدب الخوف في نفوسنا خشية السقوط والرحيل المر بسبب مغامراتنا الصبيانية، واليوم وبعد أن امتد بنا العمر نستعيد ذكريات تلك المغامرات وننتظر في أن يتحقق لجبل النور وعود الجهات المسؤولة باستحداث الجبل مشروع التلفريك الكهربائي والذي سيقود زوار الجبل إلى غار حراء، فضلا عن محطة سفلية وأخرى علوية كمشروع تطويري، ولا نزال ننتظر هذا المشروع الذي يبدل تلك المغامرات إلى مغامرات حديثة باستطاعة حتى كبار السن الصعود إلى الجبل واستعادة، لذا يظل النداء واصلا إلى أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل صاحب زمام التطوير في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بأهمية دراسة تطوير الجبل كواجهة سياحية دينية لملايين من قاصدي بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة يا أميرنا المحبوب.