سجلت الأشرطة الإسلامية وقراءات أئمة المسجد الحرام نفسها كأكثر السلع مبيعا للمعتمرين في العاصمة المقدسة، حيث يعكف المعتمرون إلى جوار المسجد الحرام بعد الفراغ من أداء الصلوات الخمس فيه. وأوضح أحمد ناصر، أحد بائعي الأشرطة الإسلامية في جوار المسجد الحرام، أن الشريط الإسلامي وقراءات أئمة المسجد الحرام تأتي في صدارة طلبات المعتمرين، وخصوصا قراءات المشايخ السديس والشريم والمعيقلي. وأشار ناصر إلى أن السجاد الذي يحمل صور الحرمين والهدايا الأخرى كالمجسمات الصغيرة للكعبة المشرفة، تأتي تاليا بعد الشريط الإسلامي في حجم الطلب عليها. وكشف أنه يبيع أكثر من 300 شريط يوميا، بينما يبذل جهودا كبيرة في تأمين متجره بالأشرطة الإسلامية الحديثة، خاصة القراءات الجديدة للأئمة، والمحاضرات الدينية المترجمة للغتين الفارسية والأوردية، التي تسهم في توعية المعتمرين في أمور دينهم. لكن في المقابل، يبدي المعتمرون مطالب أخرى غريبة، كالحصول على قطعة من ثوب الكعبة، أو التصوير الحي إلى جانبها، ويشير المعتمر الجزائري يوسف حليش إلى أنه زار مكةالمكرمة كثيرا، وفي كل مرة يحدوه الأمل في امتلاك قطعة من ثوب الكعبة لتعليقها في مفتاح منزله أو سيارته تبركا بها إلى جانب الذكرى. ويضيف «فشلت الحصول على قطعة من ثوب الكعبة، لمنع حمل الآلات الحادة داخل المسجد الحرام، الأمر الذي يدفعني إلى الاكتفاء بالتقاط الصور إلى جانب الكعبة المشرفة». معتمرون آخرون يحرصون على جمع تراب غاري حراء وثور، وحفظه في أكياس خاصة، ويقول منصور عبد الحق، وهو بائع آسيوي ينشط إلى جوار غار حراء «إن صور الغار والكعبة المشرفة تستحوذ على رغبات المعتمرين، إلا أن العديد منهم يحملون في أيديهم أكياسا في داخلها تراب من الجبل لأخذها معهم إلى بلدانهم. وأوضح المعتمر سنجي مواج، من إحدى الدول الشرق آسيوية، أنه سيضع كمية التراب التي جمعها أمام باب منزله، من دون أن يفسر سبب تلك الرغبة. وفيما أكد محمد القويفلي المشرف العام على مصنع كسوة الكعبة المشرفة، أنه لا يمكن السماح بقطع أي جزء من ثوب الكعبة، عادا ذلك من المخالفات التي يحاسب عليها القانون، أكد أن المصنع يرحب بالزوار والمعتمرين لمعاينة محتوياته، والتعرف على طرق حياكة ثوب الكعبة المشرفة، من دون الحصول على قطع من الثوب مهما كلف الأمر.. وقال الشيخ فهد الهذلي إمام مسجد النور في جبل النور «إن اقتناء الهدايا التذكارية المتمثلة في السجاد والأشرطة الإسلامية والتمور والميداليات التي ترمز للحرمين الشريفين أمر مستحب ومباح، وكذلك زيارة غاري حراء وثور للتفكر في المتاعب والمشقة التي كان يبذلها الرسول صلى الله عليه وسلم، أما زيارتها من أجل التبرك وأخذ الحجار والتربة وحملها إلى ديارهم، ففي ذلك بدعة تقوم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في توعية المعتمر بذلك، من خلال تواجدهم المستمر عند تلك المواقع الأثرية.