بلغ الشاعر المتنبي أن بعض أبياته قد تعرضت من قبل من تلقوها لعدة تفسيرات فعلق على ما حصل بقوله: أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم وهذا البيت الذي ذهب مثلا هو من قصيدة طويلة شجية يقول الشاعر في بعض أبياتها: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم الليل والخيل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم وما قاله المتنبي من قبل ينطبق على التفسيرات التي تصاحب مقالات بعض الكتاب عندما تفيض نفوسهم وقلوبهم بمقالات تعبر عما في دواخلهم، فإذا قرأ الناس ما كتبوه سارعوا إلى تفسيرها وفق أهوائهم وفصلوها وجسدوها على حالات معينة وربما سألوا أولئك الكتاب عن مدى دقة تفسيراتهم وانطباقها على الواقع!. ومن المقالات التي تتعرض لتفسيرات شتى إشراقة الدكتور هاشم عبده هاشم، عندما يفيض قلبه بتجسيد حالات إنسانية مرت عليه أو سمع بها أو تفاعل معها عاطفيا فتكون في كلماته حرارة الصدق ودفء العاطفة فتجد صداها في نفوس المتلقين ولكنهم يحجرون واسعا عندما يأخذون في تفسيرها وأن المقصود بها فلان أو علان!، مع أنهم لو تركوها عامة لكان وقعها أفضل وأوسع، وما من كاتب يكتب في الشأن العام كتابات حية إلا تعرضت بعض مقالاته للتفسيرات المتباينة التي لا يكون مسؤولا عنها وإن كان يسعده التفاعل الحاصل حولها؛ لأنه دليل على أن ما كتبه قد وجد صداه عند القراء، أما التفسيرات فإنها تحمل رأي ورؤية (المفسرين) في من ألبسوهم ذلك اللباس وقالوا إنه على قد المقاس!. أما الذين ألبسوا اللباس واقتنعوا أنهم هم المقصودون حقا بما قيل أو كتب، فإنهم يكونون بذلك قد أدانوا أنفسهم لأنهم ساروا على قاعدة: «كاد المريب يقول خذوني»، أو المثل الشعبي القائل: «الذي في بطنه لحمة نيئة توجعه وجعا شديدا»، ولو دخل إنسان إلى مكان به أشخاص عدة وقال وهو مغضب: من هو الحرامي الذي سرق مداسي؟ فإن قال له أحد الحاضرين ولماذا تشتمني يا هذا؟ فقد شهد على نفسه أنه هو الحرامي وإن اتجهت إليه الأنظار فإن الحضور قد عرفوا أنه هو الحرامي.. وقس على ذلك!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة