يمكننا أن نسمي هذا العام (سنة حافز) فأهم حدث بالنسبة لغالبية المواطنين هذا العام هو صرف إعانة شهرية للعاطلين والعاطلات وقدرها ألفا ريال لمدة عام كامل، ومؤخرا أعلنت وزارة العمل عن عدد من الشروط التي يجب أن يلتزم بها المستفيدون من الإعانة الشهرية وإلا فإن منشار الحسم سوف يكون لهم بالمرصاد، وبحدود علمي أن هذه أول مرة في التاريخ يتعرض فيها عاطل عن العمل للخصم من راتبه لأنه لم يكن عاطلا جيدا ! . وقد مرت الشهور سريعة وشارفت (سنة حافز) على الانتهاء دون أن نعرف ما الذي سوف يحدث في العام القادم ؟ هل سيستمر البرنامج في العام المقبل بحيث يستقبل العاطلين الجدد في العام القادم؟ أم أنه مشروع مؤقت ينتهي بنهاية هذا العام ؟ ، وماهو مصير العاطلين والعاطلات الذين سوف تنقطع عنهم الإعانة في نهاية هذا العام ؟ ، هل قدمت لهم وزارة العمل فرص عمل حقيقية أم أنهم سيعودون إلى نقطة الصفر ويقضون ليل البطالة الطويل في استعادة ذكريات حافز . وزارة العمل تتحدث عن برنامج حافز باعتباره فرصة أخيرة للعاطلين والعاطلات بينما الأصل أنه فرصة أخيرة لوزارة العمل كي توجد حلولا عملية لمشكلة البطالة، فقد توفر للوزارة عام كامل كان يمكنها من خلاله إعادة جدولة خططها والحصول على إحصاءات دقيقة للعاطلين ومناطق تواجدهم وعليها إعادة ابتكار نفسها كي نعرف سلفا ما الذي سوف تفعله ل 700 ألف عاطل وعاطلة ستنقطع عنهم الإعانة في نهاية العام، فهل يعقل أن تقبل وزارة العمل على نفسها بأن تكون مجرد محاسب استلم مبلغا معينا ووزعه على المستفيدين ثم انتهت مهمته عند هذا الحد؟!. باختصار وزارة العمل أمامها عدد من الألغاز التي يجب أن تفككها قبل نهاية هذا العام: وأول هذه الألغاز التراخي في حسم مشكلة الحد الأدنى للأجور حيث لا يعقل أن يستلم العاطل إعانة بألفي ريال ثم يحصل على وظيفة براتب أقل من ذلك ..فأي عمل هذا الذي يكون أرخص من البطالة ؟! ، وثاني الألغاز أن الوزارة غالبا ما تطرح وظائف لا تقبل بها الغالبية العظمى من العاطلين والعاطلات لأسباب اجتماعية مثل مغسلة الموتى أو الخادمة المنزلية تحت شعار: (تبغى وإلا بكيفك) !، وثالث هذه الألغاز هو حماس الوزارة العجيب للتخلص من هذا البرنامج، المهم رغم أن المستفيدين منه في الأعوام القادمة سيكونون أقل بكثير من دفعة السنة الأولى التي استوعبت الجميع، كما أنها امتلكت خبرة جيدة في إدارة البرنامج خلال هذا العام أي أنها لو تمسكت بالبرنامج فإنها ستديره في الأعوام المقبلة بكلفة أقل وخبرة أكبر ، أما اللغز الرابع فهو تمسك الوزارة ببعض الشروط - التي ما أنزل الله بها من سلطان - مثل قطع الإعانة في حال سفر المستفيد دون أدنى التفاتة لمسببات هذا السفر . وأخيرا...تذكروا جيدا مشهد آلاف النسوة العاطلات وهن يتكدسن أمام أفرع البنوك المحلية للحصول على حسابات تستوعب إعانة حافز وتخيلوا كمية الإحباط التي سوف تغزو قلوبهن بعد عدة أشهر حين تنقطع عنهن الإعانة ، لم يكن وصلهن بحافز إلا حلما ..ولن يكون الفراق إلا كابوسا ، وكل المؤشرات تقول إن الوزارة سوف تقول ل 700 ألف عاطل وعاطلة : (سوينا اللي علينا والله يسهل عليكم) ! .. فإما أن تواصل الوزارة اهتمامها بهؤلاء المواطنين والمواطنات بعد انقطاع الإعانة حتى يحصلوا على وظائف مناسبة أو تحول ملفاتهم لوزارة الصحة كي تطلق برنامجا عبر مصحاتها النفسية لمعالجة متلازمة ( مابعد حافز ) ! . [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة