يعتبر مستشفى الملك فهد العام بجدة الذي أنشئ في عام 1400ه المركز الطبي الأساسي للخدمات الصحية في منطقة مكةالمكرمة .. ويتحمل هذا المستشفى عبئا كبيرا ويواجه ازدحاما شديدا أدى إلى تراجع مستوى بعض خدماته الطبية .. وهو في ذات الوقت يعد الواجهة الرئيسية لخدمات وزارة الصحة في ثاني أهم مدينة في المملكة. ولقد تعاقب على إدارة المستشفى منذ إنشائه عدد من الكفاءات الوطنية .. أذكر منهم الدكتور عمر بن محمد الباز رحمه الله والأستاذ سهيل البنا والدكتور أحمد عاشور والدكتور عبدالمنعم الشيخ والدكتور سامي باداود .. ويتولى إدارة المستشفى حاليا الدكتور سالم باسلامة، وهو من الأطباء الذين عاصروا تطورات المستشفى على مدى سنوات طويلة. ولقد فزع مراجعو المستشفى خلال الأيام الماضية نتيجة لوجود لوحات تحذيرية وضعتها إدارة المستشفى على جدران قسم الطوارئ وقسم الأشعة تحذر فيها من وجود خطورة عدوى مرض الدرن الرئوي.. وكانت هذه الجريدة قد نشرت في عددها رقم (16679) الصادر في 5 جمادى الآخرة 1433ه تصريحا للدكتور سالم باسلامة مدير المستشفى جاء فيه أنه استغرب من تضجر المرضى من وجود لوحات إرشادية داخل قسم الطوارئ تحذر من وجود مصابين بالدرن الرئوي داخل المستشفى وتحثهم على التوعية في الوقاية من المرض. وقال: إن هناك ثلاث غرف عزل خاصة لمصابي الدرن الرئوي في المستشفى. وأشار المحرر حسين هزازي إلى أن عددا من المرضى المراجعين لطوارئ المستشفى أبدوا تخوفهم من وجود مرضى مصابين بالدرن الرئوي وأقلقهم وجود لوحات إرشادية تحذرهم من مرضى الدرن. والحقيقة التي يتوجب البوح بها من منطلق المصلحة العامة تتمثل في أن الوضع خطير صحيا ويستوجب تحركا عاجلا وفوريا من قبل وزارة الصحة لمعالجته. فهناك ثلاث غرف عزل كما أشار الصديق الدكتور سالم باسلامة.. بينما عدد المرضى تجاوز عدد هذه الغرف.. فأين يتم وضع بقية المرضى المصابين بالمرض.. وأين يتم وضع المرضى المشتبه بهم ريثما يتم التأكد من إصابتهم بالمرض وبعضهم قد يكون كذلك؟! . يتم وضع هؤلاء المرضى مع بقية المرضى الموجودين في الطوارئ.. وحيث إن مرض الدرن الرئوى يوصف بأنه مرض شديد الوبائية وشديد العدوى والانتقال، حيث ينتقل من مريض لآخر عن طريق الهواء والرذاذ.. فإن انتشاره بين المرضى في قسم الطوارئ هو أمر عالي الاحتمال. ولقد تواردت أنباء عن إصابة أكثر من عضو من هيئة التمريض.. وربما إصابة مرضى دخلوا الطوارئ للعلاج من أمراض أخرى وخرجوا منها مصابين بالدرن!!. إن للأمراض المعدية مثل مرض الدرن الرئوى وفقا لتعليمات منظمة الصحة العالمية مستشفيات ومراكز خاصة.. إذ لا يمكن أن يتم إدخالهم مستشفيات عامة وذلك حرصا على عدم نشر العدوى وتوسيع دائرة المصابين بالمرض.. ومن هذا المنطلق فإنني أناشد معالي وزير الصحة للتدخل ومعالجة الوضع غير الصحي بما يتفق والمعايير الصحية الوقائية المتعارف عليها دوليا. ولعل معاليه يوجه بإصلاح وضع مركز الدرن في جدة والذي يعيش وضعا سيئا لا يحقق الهدف الذي أنشئ من أجله. داعيا المولى عز وجل أن يديم علينا جميعا نعمة الصحة والعافية.